إنها بيئة باردة ومظلمة ومرعبة وفوق ذلك مليئة بالأعاصير والأمواج العاتية والاضطرابات والعواصف.. هذه هي بيئة من يبتعد عن الله تعالى.. دعونا نقرأ هذه المعجزة ….
في بحث جديد نشر في 13-8-2014 في مجلة Geophysical Research Letters تمكن العلماء من رصد وتسجيل عواصف وأعاصير قوية تحدث في أعماق المحيطات والبحار! واستخدموا لهذا الغرض معطيات قياس الزلازل data Seismic وشكل هذا الاكتشاف مفاجأة للباحثين في جامعة University of Tasmania لأنه غير متوقع أن يجدوا مثل هذه الأعاصير في أعماق المحيط.
تقوم السفن العلمية برصد هذه الأمواج عام 2014 وتثير دهشة العلماء الذين لم يتوقعوا وجود أمواج عميقة في ظلمات البحر العميق!!
وقبل أيام من هذا الاكتشاف قام علماء من جامعة واشنطن University of Washington بدراسة أعماق المحيط واكتشفوا أمواجاً عاتية، وقاموا بتحليل هذه الأمواج لأول مرة ونشر البحث في مجلة Geophysical Research Letters وأكد الباحثون أنها المرة الأولى التي يرى فيها البشر مثل هذه الأمواج التي تتشكل في أعماق المحيط المظلمة.
مخطط لأهمية هذه الأمواج العميقة ودورها في مزج مياه المحيطات والحفاظ عليها عبر آلاف السنين..
كما أن العلماء قبل سنوات قليلة لاحظا وجود أمواج تسونامي تتولد بنتيجة الزلازل التي تحدث في أعماق المحيط. ويؤكد العلماء أن الحياة تحت الأمواج العميقة حياة صعبة للغاية، ظلام وعواصف وضغط ماء هائل … حتى الغواصات الحديثة تفشل في الإقامة الطويلة في مثل هذه الظروف وكم من غواصة نووية اختفت مع طاقمها دون أن يعرف أحد شيئاً عنها حتى الآن.
صور بالقمر الصناعي لوكالة ناسا لمنطقة في البحر وتظهر عليه أمواج تمتد لآلاف الأمتار وهي تعبر عن الأمواج العميقة التي يمتد تأثيرها حتى السطح الخارجي والأمواج السطحية.
هذه البيئة المظلمة والصعبة والتي لم تكتشف إلا في القرن الحادي والعشرين، ورد ذكرها في القرآن قبل أربعة عشر قرناً!! قال تعالى عن أعمال ذلك الملحد الذي أعجب بنفسه وعمله، ولكن هذا العمل يشبه إنسان يعيش تحت هذه الأمواج العميقة.. ظلمات وأمواج عاتية وضغوط ماء مرعبة.. هذا هو حال الملحد..
قال تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) [النور: 40]… ونقول سبحان الله!
كيف تمكن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم من معرفة هذه الأجواء المرعبة حتى يصف لنا عمل الملحد بأنه يشبه ذلك الكائن الذي يعيش في هذا البحر اللجي العميق والمظلم والأمواج تغشاه في أعماقه وهناك أمواج أخرى على سطح البحر وفوق ذلك السحاب الذي يحجب أشعة الشمس؟
وما هو النور الذي سيصل إلى هذه الأعماق؟ هذا هو الملحد، يعيش في ظلام وأمواج تتقاذفه وعواصف وضغوط تحيط به.. فكيف ستكون حياته؟ وكيف استطاع النبي الأمي الذي لم يركب البحر ولا مرة في حياته، أن يصور لنا هذه البيئة الرهيبة في أعماق هذا البحر اللجي العميق والمظلم؟؟
تصور معي ضوء الشمس الذي سيخترق السحاب الكثيف، ثم يخترق الأمواج السطحية ويتكسر عليها، ثم يخترق أكثر من 1000 متر في أعماق المحيط ليواجه أمواجاً هائلة فيتكسر من جديد ولا ينفذ منه إلا القليل جداً.. هذه البيئة المظلمة هي بيئة الملحد!
إن هذه الآية هي دليل واضح في عصرنا اليوم على أنه لا يمكن لبشر أن يتصور أعماق المحيط كما صوره لنا القرآن قبل 14 قرناً… والنتيجة أن هذا الكلام هو كلام خالق البحار عز وجل… فهل تقتنع معي أيها الملحد بصدق كلام الله، وتترك ظلمات عقيدتك الواهمة وتتخلص من عواصف همومك وأعاصير أوهامك.. وتأتي معي الحياة المطمئنة والسعادة في ظل القرآن وإلى النور: (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)؟؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
Seismic data tracks deep ocean storms, http://www.abc.net.au/science/articles/2014/08/13/4053281.htm
http://www.oceannews.com/breaking-deep-sea-waves-reveal-mechanism-for-global-ocean-mixing
Deep Ocean Tsunami Detection Buoys, http://www.bom.gov.au/tsunami/about/detection_buoys.shtml