لقد نهى النبي الكريم عن ترويع المسلم وهذا ما أثبته العلم من خلال دراسة جديدة تؤكد المخاطر الكبيرة لمشاهدة العنف على القلب …. |
في زمن الجاهلية كان المزاح وإخافة الآخرين عادة منتشرة بين الناس، يبتغون من خلالها الضحك والسخرية.. ولكن نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام لم يترك الناس هكذا ولم يغفل هذه العادة السيئة فنهى عنها وقال: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) [رواه أبو داود وصححه الألباني]، وقال أيضاً: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي) [رواه مسلم]. وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه) [رواه مسلم].
في ذلك الزمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر الترويع أو مخاطر الخوف، وحتى عهد قريب لم يدرك العلماء مساوئ إخافة الآخرين من خلال المزاح.. فدعونا نتأمل ماذا كشف العلماء حول مشاهد الرعب والخوف، وماذا تسبب للإنسان؟
في دراسة حديثة نشرت أواخر 2015 في المجلة الطبية البريطانية وجد الباحثون أن مشاهدة أفلام الرعب تؤدي لزيادة تخثر الدم، مما يؤدي للإصابة بالجلطات القلبية. فأثناء الخوف الشديد يقوم الجسم بإفراز مواد تؤدي لزيادة تخثر الدم، حيث يهيء الجسم نفسه للمخاطر التي قد تؤدي لإصابته ونزف الدم منه، فيقوم الجسم برد فعل تلقائي لإيقاف هذا النزف المحتمل.
يحذر الأطباء اليوم من خطورة تكرار مشاهدة مناظر العنف أو الخوف أو الرعب… فكلها يترك آثاراً سلبية على الجهاز العصبي وكذلك يؤثر على دورة الدم وسلامة القلب، ويزيد من تخثر الدم واحتمال تشكل جلطات قد تؤدي لأمراض خطيرة تنتهي بالموت… الإسلام نهى عن ذلك، وبالتالي يمكننا القول بأن مشاهدة أفلام الرعب وأي أفلام تثير الخوف بشدة فهي محرمة وهي نوع من أنواع ترويع المسلم لأخيه الذي حرمه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) .
وهكذا تتجلى لنا عظمة ورحمة هذا النبي الكريم، فقد كان حريصاً علينا كمؤمنين فلم يسمح لأحد بأن يروع أخاه المؤمن أو يثير في نفسه الخوف.. حرصاً منه على سلامتنا وصحتنا… ألا يستحق أن يقول الله في حقه: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: 128].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
Bloodcurdling movies and measures of coagulation: Fear Factor crossover trial, http://www.bmj.com/content/351/bmj.h6367