مهما فعلت.. مهما تجاوزت.. مهما أسرفت على نفسك.. مهما ارتكبت من معاصي وأخطاء وذنوب وكبائر أكثر من زبد البحر يغفرها الله بمجرد أن تقول…..
بسم الله الرحمن الرحيم
دعونا نتأمل هذا المنظر الرائع من ورائي وأتأمل زبد البحر وهي الرغوة التي تعلو الأمواج.. كم هي حجمها هائل في بحار الدنيا.. النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا حديثاً تذكرته الآن والحديث صحيح يؤكد لنا: أنك أيها الإنسان إذا كانت ذنوبك مثل زبد البحر بل أكثر من زبد البحر يغفرها الله لك بثلاث كلمات فقط.. طبعاً هذا كلام النبي عليه الصلاة والسلام الذي يريح النفس.. يريح الإنسان.. يخلصه من عقدة الذنب التي يعاني منها الملايين اليوم للأسف بسبب عدم إيمانهم بهذا النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم.. النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (مَن قال: “سبحان الله وبحمده” حُطت عنه خطاياه وإن كانت أكثر من زبد البحر) صلى الله عليه وسلم.. ولله لا أدري يعني أنا أرتاح نفسياً عندما أسمع مثل هذه الأحاديث المبشرات التي تُشعرك بقيمتك أيها الإنسان عند الله.. مهما فعلت.. مهما تجاوزت.. مهما أسرفت على نفسك.. مهما ارتكبت من معاصي وأخطاء وذنوب وكبائر أكثر من زبد البحر يغفرها الله بمجرد أن تقول: “سبحان الله وبحمد” ثلاث كلمات “سبحان الله وبحمده” فقط.. طيب ما هو السر؟ لماذا؟
الحقيقة هذه الكلمات الثلاثة فيها معاني عميقة جداً جداً لأن “سبحان الله” تعني أنني أنزه الله عن أي نقص.. أنزهه عن الولد.. “سبحان الله عم يشركون” أنزهه عن العجز.. هذا الإله غير عاجز أن يرزقني.. أن يقضي حوائجي.. هذا الإله العظيم قادر أن يرزقني من حيث لا أحتسب.. كثير من الناس اليوم فقد هذه الثقة بالله.. يجري وراء الأسباب المادية.. يلهث وراء الدنيا وفي النهاية لا يأخد إلا ما كتب الله له ولا يصيبه إلا ما كتبه الله له.
النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا عن عظمة هذه الكلمات “سبحان الله وبحمده” يعني التنزيه كله لله والحمد كله لله فأنا إذا أردت أن أحمد.. أحمد الله عز وجل لا أحمد فلان أو فلان لأن فلان وفلان هم أسباب سخرهم لي.. حتى في رزقي وفي عملي وفي دراستي وفي حياتي أنا أشكر فلان أو فلان ولكن أشكر الله أولاً لأن الله هو الذي سخَّر لي كل شيء.. هو الذي سخَّر لي جميع الكائنات.. هو الذي سخَّر لي أسباب الرزق.. عندما أمرض وأذهب للعلاج عند طبيب.. حقيقةً الذي شفاني هو الله وليس الطبيب ولكن هذا الطبيب هو مسخَّر.. هو يقوم بمهمة.. الله علمه كيف يكون سبباً في شفاء بعض البشر فهو سبب فقط ولكن الله سبحانه وتعالى هو الشافي الحقيقي.. هو الذي يشفي سبحانه وتعالى وبالتالي يستحق الحمد.. أنا عندما أذهب لصاحب العمل ويعطيني الراتب مثلاً هذا المال ليس ماله.. هذا مال الله وهذا المكان الذي أعمل به لم يخلقه هذا الشخص بل الله هو الذي خلقه.. خلق مكان العمل وصاحب العمل وخلق كل شيء سبحانه وتعالى.. فأنا صحيح أحمد أو اشكر صاحب العمل ولكن الحمد الحقيقي يجب أن يكون لله لأنه لولا أن سخره الله لي لما حصلت على هذا الرزق وبالتالي هنا كلمة “وبحمده” كلمة عميقة جداً يعني تجعل حياتك كلها حمداً لله (شكراً لله) والله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].
فأنت بمجرد أن تقول: “سبحان الله وبحمده” أيضاً هذه عبارة شكر لله تستحق عليها زيادة في الرزق وزيادة في العمر وزيادة في الولد وزيادة في السعادة.
لذلك لا تستخفوا بهذه العبارة التي حقيقةً لو قمنا بإحصائية اليوم سنرى أن معظم الناس يغفلون عنها على الرغم من أنها ثلاث كلمات “سبحان الله وبحمده” تقولها خلال ثانية واحدة.. “سبحان الله وبحمده” كم هي سهلة؟
ولكن اسأل معظم الناس كم مرة قُلت اليوم “سبحان الله وبحمده”؟
ربما يقول لك: لا أعرفها أصلاً وللأسف الكل يدعي أنه مسلم.
لذلك حقيقةً أنا أود دائماً من كل شخص عندما ينظر إلى أي مكان.. إلى أي نعمة حتى الهواء الذي نستنشقه نعمة من الله عز وجل.. الذين غرقوا في الغواصة منذ فترة كانوا يحتاجون للقليل من الهواء.. يحتاجون للقليل من الحفظ والرعاية ولكن سبحان الله يعني نحن بدأنا نشعر بقيمة الهواء الذي نستنشقه عندما نفقد هذه النعمة فدائماً قُل: “سبحان الله وبحمده” وتخيل وأنت تقول هذه العبارة أن ذنوبك تُحط عند الله وتُمحى وتذهب بعيداً وتخرج نقية كيوم ولدتك أمك.. يجب أن تتصور ذلك لكي تبدأ حياتاً جديدة لأن الإحساس بالذنب مدمر حقيقةً.. يعطل الإنسان عن الإبداع والنجاح والعمل.. إحساسك بالخطأ ثم إنك عندما تدرك أن الله غفر ذنوبك وقَبِل توبتك وحط عنك هذه الخطايا التي هي أكثر من زبد البحر سوف تستحي أن تعصي الله مرة ثانية.. سيتحسن سلوكك.. ستتحسن معاملتك مع الناس وسوف تتجنب الأخطاء وتتجنب أن تخطأ في حق الآخرين.
نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا المقطع
