حسب نصوص القرآن العظيم فإننا نعتقد أن الطيور تتكلم كلاماً حقيقياً ولها لغة خاصة يمكن رصدها.. ولكن العلماء يكتشفون ذلك اليوم فقط، لنقرأ …. |
في نبأ علمي جديد (بتاريخ 29-6-2015) فقد توصلت دراسة علمية أجراها العلماء على أحد أنواع الطيور، إلى نتائج مدهشة تتعلق بقدرة هذا النوع من الطيور على التواصل فيما بينها بلغة خاصة بها.
فقد أكدت دراسة صادرة عن جامعتي إكستر البريطانية وزيورخ السويسرية، أن الأصوات التي يصدرها طائر الكستناء الملكي- الذي يعيش في أستراليا- والتي تبدو وكأنها همهمات غامضة لا معنى لها ليست كذلك، بل هي أصوات مرتبة منسقة تتواصل بها مع بعضها بعضاً، وأن هذه الطيور يستطيع من خلال إعادة ترتيب الأصوات تمرير رسائل محددة إلى غيرها من الطيور من النوع نفسه.
نقل موقع “ساينس دايلي” الذي نشر الخبر، عن الباحثة سابرينا إينغيسر من جامعة زيوريخ أن كل الدراسات التي أجريت في الماضي على مختلف أنواع الطيور لم تثبت أن اختلاف الأصوات التي تصدر عن الطيور لها أي مغزى أو معنى، بخلاف الدراسة التي جرت مؤخراً على هذا الطائر العجيب، والتي أثبتت أن اختلاف ترتيب الأصوات الصادرة عنه له معان واضحة ويمرر رسائل إلى أقرانه من الطيور وإلى فراخه.
وتؤكد إينغيسر أن هذا الطير لديه حصيلة وافرة ومتقدمة من الأصوات، وأنه قد أمكن تحليل الأصوات التي يصدرها إلى أجزاء صوتية محددة لكل منها وظيفة في التغريدة التي يطلقها، ويمكن تشبيه كل صوت جزئي بحرف أبجدي، بحيث يختلف معنى هذه الأصوات باختلاف ترتيب صدورها عن الطير.
الدكتور آندي راسل من جامعة إكستر Professor Andy Russell، الذي يقوم بدراسة أصوات الطيور منذ أكثر من عشر سنوات والمشارك في اكتشاف الخصائص الصوتية المدهشة لهذا الطير، يشرح طريقة عمل النظام اللغوي للطير بقوله إنهم وجدوا عند تحليل أصوات الطير أنه يعيد توظيف صوتين مميزين “س” و”ع” على سبيل المثال، ويتم استخدامهما بترتيبات مختلفة عند القيام بسلوكيات محددة.
يؤكد الدكتور آندي راسل أن العلماء قد لاحظوا وبوضوح أن طير الكستناء الملكي يصدر أثناء طيرانه هذين الصوتين بالترتيب (س-ع)، أما عندما يطعم فراخه فإنه يصدره بالترتيب (ع-س-ع)، وقد قاموا خلال البحث بتسجيل هذين الصوتين، ووجدوا أنه عند إعادة إطلاق الصوت (س-ع) على مسمع طيور أخرى من نفس النوع تنظر للسماء وكأنها تبحث عن طيور تطير فيها، أو تنتظر وصولها، وإذا تم إطلاق الصوت (ع-س-ع) فإن الطيور التي تسمعه تنظر إلى أعشاشها.
ويقول العلماء المشرفون على البحث إن هذه هي المرة الأولى في تاريخ البحث العلمي التي يثبت فيها أن هذه الظاهرة -وهي ظاهرة إعادة ترتيب المقاطع الصوتية بحيث تعطي معاني أو رسائل مختلفة- موجودة عند مخلوق آخر على الأرض غير الإنسان، وهي ظاهرة ملفتة جداً ومدهشة رغم بدائيتها وبساطتها الشديدة مقارنة بلغات البشر
ومن هنا نتذكر قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع طائر الهدهد، وكيف كلمه وفهم لغته.. والإشارة القرآنية إلى لغة الطيور هي إشارة رائعة جداً سبقت العلماء بأربعة عشر قرناً في قوله تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) [النمل: 16].
فهذه الآية الكريمة التي وردت على لسان نبي الله سليمان عليه السلام، في قوله (مَنْطِقَ الطَّيْرِ) تدل على أن الطيور لها منطق ولغة خاصة بها تتخاطب بها، ويمكن فهمها بطريقة التعلم (عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)، وهذا يدل على أن العلماء يمكن أن يتعلموا لغة الطيور فيما لو بحثوا ودرسوا واجتهدوا (إذا أراد الله ذلك).
والسؤال الذي نطرحه على كل من ينتقد إعجاز القرآن: هل تتفق هذه الآية مع ما توصل إليه العلماء اليوم؟ بالطبع هناك توافق كامل بين الحقيقة العلمية وبين الإشارة القرآنية، وهذا يدل على أن القرآن كتاب الله الذي قال فيه: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].. سبحان الله!
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
http://www.sciencedaily.com/releases/2015/06/150629152230.htm , 29-6-2015.