الهدف من هذه السلسلة ليس هدم نظرية التطور، بل البحث عن الحقيقة، ومحاولة بناء نظرية تتفق مع العلم ومع القرآن… دعونا نتأمل…. |
يعتقد بعض الأحبة القراء أن الله تعالى خلق الخلية الأولى ثم جعلها تتطور وتتحول إلى كائنات أكثر تعقيداً.. وصولاً إلى البشر. ولكن ما كشفه العلم الحديث عن تركيب الخلية وطريقة عملها يؤكد أن عملية الخلق لا يمكن أن تتم عبر التطور، ولكن من خلال الخلق المباشر.
إن فكرة التطور نشأت عند داروين لأنه كان يعتقد أن الخلية بسيطة جداً ولم يكن يدرك هذا التعقيد المذهل لطريقة عمل وتركيب الخلية الحية. والسبب هو أن المجهر الإلكتروني لم يخترع إلا بعد مئة سنة تقريباً بعد داروين.. وبالتالي لو كان في زمنه مجهر إلكتروني لم يكن ليطرح نظرية بهذه السذاجة ويتقبلها الناس.
الخلية هي وحدة البناء الأساسية للمخلوقات وحجمها صغير جداً (متوسط قطرها بحدود 0.01 ملم، أي واحد بالمئة من المليمتر)، هذه الخلية فيها مجموعة كبيرة من المصانع فهي أشبه بمدينة صناعية كبرى وتتألف من آلاف الأجزاء التي تعمل معاً وبشكل متناسق.
جدار الخلية له ذاكرة قوية ووعي وإدراك حيث يسمح بدخول مواد محددة وخروج مواد محددة ولديه القدرة على التحكم بما يجري داخل الخلية، في داخل الخلية هناك محطات لإنتاج الطاقة، وقاعدة بيانات معقدة وأنظمة تخزين ومصافي وأساليب تكنولوجية لصناعة المواد وإنتاج البروتين والتخلص من الفضلات.
في عام 1955 أي بعد نشر عصر داروين بمئة سنة تم اكتشاف جزيء الحمض النووي د ن ا من قبل: جيمس واتسون – فرانسيس كريك، وبعد ذلك أجريت آلاف الدراسات العلمية التي كشفت مدى التعقيد المذهل ومدى جهل داروين بهذه الحقيقة: حقيقة التصميم المذهل لجزيء د ن ا الذي لا يمكن أن يكون قد نشأ بفعل التطور.
لكي نقول هناك خلية تعمل.. لابد أن توجد كل هذه الأشياء مع بعضها دفعة واحدة وتعمل بنظام واحد.. وأمام هذه الحقيقة العلمية لا يمكن لأحد أن يدعي أن الخلية الأولى نشأت عن طريق التطور.. لابد أنها وُجدت دفعة واحدة!
مثلاً غشاء الخلية لا يمكن أن يكون قد نشأ بعد نشوء الخلية لأن وجوده مهم لوجود الخلية، وكذلك شريط د ن ا لا يمكن أن ينشأ أولاً بمفرده لأنه يحتاج لغشاء خلية ليعملا معاً.. وبالتالي لابد أن ينشأ الغشاء مع شريط د ن ا في نفس اللحظة.. ويجب أن ينشأ معهما برنامج التشغيل.. وكذلك يجب أن ينشأ معهم السائل الخلوي الذي من دونه لا يمكن أن يوجد الخلية… وهكذا لا يمكن للخلية أن تتطور بل الحقيقة العلمية تؤكد أن الخلية الأولى نشأت دفعة واحدة وبطريقة الخلق المباشر.
ولذلك ما هو احتمال أن ينشأ بروتين واحد عن طريقة التطور أو عن طريق عمليات طبيعية؟ طبعاً كلمة تطور تعني وجود كائن ما عن طريق عمليات طبيعية. الجواب: عمر الكون كله لن يكفي لتشكل بروتين واحد!!
العلماء يؤكدون أن تشكل بروتين وظيفي واحد من الأحماض الأمينية الأساسية، وفق عمليات طبيعية.. يحتاج من الطبيعة لتقوم ب 10 74 محاولة، أي واحد وبجانبه 74 صفراً.. أي يجب على الطبيعة أن تقوم بمئة مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار محاولة ..
ولو فرضنا أن الطبيعة تقوم بمئة تريليون محاولة كل ثانية (وهذا أسرع من أي جهاز كمبيوتر على وجه الأرض) سوف تحتاج لإنتاج هذا البروتين إلى أكثر من 32 مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار سنة.. مع العلم أن عمر الكون هو 13.8 مليار سنة… أي نحتاج لمليارات مليارات ومليارات من الأكوان الافتراضية لكي ينتج لدينا بروتين فعال واحد عن طريق التطور الطبيعي!!!
طبعاً نحن لم نأخذ بعين الاعتبار أن هناك ترابطاً بين بروتينات الخلية وأنها تعمل مع بعضها بنظام واحد، ولم نأخذ بعين الاعتبار أن هذه البروتينات مترابطة مع بعضها بروابط منظمة وليست عشوائية، ولكي ينتج التطور روابط منظمة يحتاج لمليار مليار مليار مليار مليار محاولة أخرى..
كذلك لكي تنتج الطبيعة بروتين وظيفي أن يستطيع نسخ وبناء بروتين جديد هناك شيء مهم في تركيب البروتين من الأحماض الأمينية، هناك حمض يساري التناظر وآخر يميني التناظر، والحمض اليساري التناظر هو القادر على بناء بروتين فعال أو وظيفي (يستطيع العمل)، وبالتالي لكي تختار الطبيعة الخيار الصحيح يجب عليها القيام بمليار مليار مليار مليار مليار محاولة أخرى..
وهكذا حتى ينتج بروتين وظيفي واحد فقط عبر التطور الطبيعي فإن الطبيعة يجب أن تقوم ب 10 164 محاولة، أي يجب القيام بمئة مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار محاولة…
وحتى لو تمكن التطور من إنتاج هذا البروتين فلن يستطيع فعل أي شيء بمفرده.. لابد من وجود بقية أجزاء الخلية.. وإذا أردنا أن نحسب كم من الزمن سوف نحتاج لبناء خلية عبر عمليات تطورية طبيعية سوف نجد أرقاماً خرافية يستحيل على إنسان عاقل أن يصدقها.
فرانسيس كريك الذي اكتشف جزيء د ن ا وحصل على جائزة نوبل وهو من أنصار التطور يقول: من المستحيل أن ينشأ جزيء كهذا عن طريق المصادفة!
إن آلية التطور أو قوانين التطور أصلاً غير موجودة في الطبيعة، لذلك حتى بالنسبة لنا نحن المؤمنين بأن الله خالق كل شيء، فإن عملية خلق الخلية الأولى لم تحدث عبر التطور لأن القوانين التي خلقها الله في الطبيعة غير قادرة على إنتاج خلية.. وبالتالي كيف يمكن إنتاج مخلوقات معقدة؟؟
وبما أننا أثبتنا علمياً أن قوانين التطور غير قادرة على إنتاج بروتين واحد، فهذا إثبات مادي ملموس على أن الله تعالى خلق الخلية خلقاً مباشراً ودفعة واحدة بمعزل عن قوانين الطبيعة.
وإذا اقتنعنا بهذه الحقيقة يصبح من الصعب علينا أن نقتنع أن الإنسان مثلاً جاء نتيجة عمليات طبيعية تطورية من كائن آخر… وبالتالي الأقرب للعلم أن الإنسان خُلق خلقاً مباشراً مثله مثل الخلية الأولى التي خلقها الله قبل 3.5 مليار عام مباشرة ومن دون المرور بمراحل التطور.
إن أي كائن حي يتألف أساساً من جزأين، المواد التي يتركب منها والمعلومات المخزنة في تلك العناصر.. إذاً لدينا: مواد ومعلومات. من مواد ومعلومات لن يكون لدينا حياة.. نظرية التطور تتحدث فقط عن المواد ولكنها تغفل تماماً المعلومات.. لأننا نعلم أن الاعتراف بوجود معلومات يعني الاعتراف بمصدر هذه المعلومات وبالتأكيد هو الخالق تبارك وتعالى.. وبالتالي نجد جميع أبحاث التطور تخلو تماماً من ذكر المعلومات التي تم تحميلها على عناصر الخلية أو ما يمكن أن نسميه ببرامج التشغيل.
هذا يدعونا للقول بأن نشأة الحياة وفق التطور مستحيل علمياً، وبالتالي لابد من البحث عن نظرية أخرى تفسر لنا كيف نشأت الكائنات الحية.. ولكي تكون هذه النظرية منطقية لابد أن تراعي المعلومات أو برامج التشغيل التي تم تخزينها في خلايا الكائن الحي.
مثلاً العالم نيوتن اكتشف قانون الجاذبية الذي يمكن إثباته اليوم بسهولة، وهذا القانون يقول بأن أي كتلتين موجودتين سوف تنشأ بينهما قوة جاذبية تتناسب عكساً مع مربع البعد بينهما.. وهذه حقيقة علمية يمكن إثباتها بالتجربة العملية.
ولكن ماذا عن قانون الاصطفاء الطبيعي.. أقول وبكل ثقة من الخطأ تسميته بالقانون والأفضل أن يسمى: فرضية الاصطفاء الطبيعي، لأنه حتى الآن لم يستطع أي عالم أن يثبت هذا القانون أو الفرضية. فإذا قلنا: ليس هناك أي دليل علمي على الاصطفاء الطبيعي.. هذا يكافئ قولنا: ليس هناك دليل علمي على نظرية التطور.. لأنه من دون الاصطفاء الطبيعي لن يكون هناك نظرية تطور لأنها تعتمد بشكل كامل على هذه الفرضية.
نظرية التطور مثلها مثل نظرية الأكوان المتعددة.. مثل نظرية الأطباق الطائرة.. مثل نظرية الطاقة الكونية… كلها ليس عليها دليل علمي واحد.. بل هي مجرد فرضيات لا أكثر ولا أقل. مع العلم أن هناك الملايين من الذين يؤمنون بعلم الطاقة والعلاج بالطاقة وكثير من الذين يؤمنون بالأبراج أو تحضير الأرواح…. ووجود هؤلاء ليس دليلاً على صدق النظرية.
لماذا لم يستطع العلماء وضع أي برنامج محاكاة للتطور؟ لماذا تمكنوا من وضع محاكاة لنشوء الكون؟ وضعوا العديد من برامج الكمبيوتر التي تحاكي نشوء الجبال.. نشوء البحار.. ولكن هل تمكن العلماء من وضع برنامج لمحاكاة التطور، طبعاً لا؟ والسبب بسيط وهو أن التطور لم يحدث أصلاً!!
الحوت هو كائن من نوع الثدييات التي تنجب أطفالها بطريقة الحمل والولادة ومن ثم ترضع الصغار.. بعكس الأسماك التي تتكاثر بالبيوض.. والتطوريون يقولون إن أصل الحوت كائن بري تطور إلى حوت.. من الناحية الهندسية، لو جئنا بكائن بري مثل الفيل مثلاً وأردنا أن نغير تصميمه ليتناسب مع الحياة في الماء.. هل يمكن ذلك؟
إن هذه العملية تشبه تطوير سيارة عادية إلى غواصة نووية!!! هل يمكن تحقيق ذلك عملياً؟ طبعاً مستحيل، فلماذا يصرّ علماء التطور على أن الحوت تطور من كائن يعيش على الأرض ويتنفس الهواء فتحول إلى حوت يعيش في البحار ويتحمل الضغوط العالية للماء!
فطبيعة الحياة على اليابسة تختلف تماماً عن الحياة في الماء، فالجلد يجب أن يتغير كلياً، جهاز التنفس يجب أن يستبدل بجهاز آخر مختلف تماماً، برامج التشغيل في دماغ الكائنات على اليابسة والخاصة بالحركة والصيد، تختلف تماماً عن البرامج الموجودة في أدمغة الحيتان الخاصة بالغوص والسباحة والصيد، جهاز الهضم مختلف كلياً بين الكائنات المائية والكائنات البرية.. العيون تختلف تماماً، نظام السمع يختلف تماماً.. فالحيتان لديها نظام سمع يستطيع التقاط الذبذبات في الماء.. بينما الفيل لديه نظام سمع يستطيع التقاط الأصوات من الهواء وليس من الماء.
هناك آلاف التغيرات التي يجب أن تحدث، ولكن هذه التغيرات مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً، فلا يمكن تغيير نظام الرؤيا بدون تغيير نظام عمل الدماغ.. لذلك لكي يتم تطوير كائن إلى كائن آخر لابد من حدوث آلاف التغييرات دفعة واحدة وهذا غير ممكن حسب قوانين الطبيعة.
ولو حدث هذا التطور فعلاً لأنتج بذلك ملايين الكائنات المتوسطة بين هذين الكائنين (الكائن البري والكائن المائي)، ولكن سجل الحفريات يخلو تماماً من هذه الكائنات الوسيطة.
من الناحية الهندسية نعلم تماماً أن خلق كائن حي بشكل مستقل من عناصر الأرض ووضع البرامج اللازمة لتشغيله في خلايا هذا الكائن، هي عملية ممكنة من الناحية العملية، أما عملية تطوير كائن ليتحول إلى كائن آخر بخصائص ومواصفات وبرامج مختلفة تماماً أمر غير ممكن تحقيقه عملياً.
إن الطفرات أو التغيرات التي تحدث بشكل طبيعي في شريط د ن ا أثناء انقسام الخلايا لا يمكن أن تنتج مخلوقاً جديداً، لأن معظم هذه الطفرات حيادية وحتى لو استمرت لملايين السنين فلا يمكنها إنتاج كائن بتصميم مختلف وخصائص مختلفة، لأن معظم الطفرات التي تحدث بشكل طبيعي مؤذية وتنتج تشوهات ولا تنتج تصمصماً خارقاً أو فعالاً.. وهكذا فإن إنتاج كائن جديد يحتاج لعمليات منظمة وتحدث في نفس الوقت.. وهذا يتناقض مع مبدأ التطور الذي يقول بالتدرج والعشوائية والمصادفة.
التشابه بين أعضاء الكائنات هو أمر مضلل أيضاً، فالتشابه ظاهري فقط، ولكن عندما نتعمق وندرس هذه الأعضاء نجدها مختلفة تماماً.. مثلاً دراسة العين عند الكائنات تظهر لنا اختلافات كثيرة جداً بين أعين الكائنات.. مع أنها ظاهرياً قد تبدو متشابهة. مثال: عين اليعسوب وعين البعوضة.
نظرية التطور تفترض أن هناك طفرات مستمرة تحدث في خلايا الكائنات منها ما هو ضار ومنها ما هو نافع، الضار سوف يختفي تدريجياً وتبقى الطفرات النافعة. وهذا ليس عليه دليل علمي، لأنه في الطبيعة لا يوجد مثل هذه “الطفرات الذكية” ولو كانت موجودة لأمكن للعلماء أن يثبتوها. فقد اكتشفوا خريطة الجينوم البشري وهي من أصعب الاكتشافات، فهل يصعب عليهم اكتشاف خريطة الطفرات لو كانت موجودة فعلاً؟
فرضية البقاء للأصلح التي تقوم عليها نظرية التطور.. هل يمكن تحقيقها عملياً؟
إذا تأملنا جميع المخلوقات على كوكب الأرض بما فيها المخلوقات المنقرضة.. هل نجد مخلوقات ذات كفاءة عالية ومخلوقات ذات كفاءة منخفضة؟ هل المخلوقات التي انقرضت كانت أقل كفاءة أو فعالية من المخلوقات التي بقيت إلى يومنا هذا؟
كل علماء العالم بما فيهم علماء التطور يؤكدون أن جميع المخلوقات على كوكب الأرض هي على نفس درجة الكفاءة ونفس الإتقان من حيث التصميم.. فإذا كان البقاء للأصلح صحيحاً، فأين الأسوأ؟ لماذا جميع الكائنات من البكتريا وحيدة الخلية إلى الإنسان.. كلها تم تصميمها بطريقة مذهلة ومعقدة وتعمل بكفاءة عالية جداً؟
إذاً من الناحية العلمية: البقاء للأصلح لم يحدث أبداً.. كذلك الاصطفاء الطبيعي لم يحدث.. كذلك الطفرات الذكية لم تحدث أبداً.. فماذا بقي من نظرية التطور سوى مجموعة قصص عن داروين الذي هو أصلاً ليس بباحث وليس بعالم، مجرد ملاحظات على مناقير الطيور واختلافها جعلته يقترح نظرية للأسف لا يزال الكثير من الناس يقتنعون بها حتى هذه اللحظة.
يقول الدكتور ديفيد برلنسكي المتخصص بتحليل الأنظمة الحيوية: “إن نظرية داروين تصلح كقصص مسلية من القرن التاسع عشر، إنها مجرد حكاية ولا ترقى لمستوى الفرضية.. ومن الخطأ تدريسها على أنها حقيقة علمية، فهذه النظرية لا يوجد أي دليل علمي عليها حتى الآن، والعجيب أنها لا تزال موجودة طيلة 150 عاماً.. كثير من العلماء يرفضون نظرية التطور ومنهم جون هايمن أشهر علماء الرياضيات في القرن العشرين”.
عندما نبحث في سجل المتحجرات نجد أن مخلوقات العصر الكامبري ظهرت فجأة وهي تحوي مخلوقات معقدة مثل ثلاثي الفصوص وبعض أنواع الحلزونات.. هذه المخلوقات يجب أن يكون لها سلف مشترك في العصر ما قبل الكامبري، ولكن صخور ما قبل الكامبري لا تحوي أي سلف مشترك لهذه الكائنات.. وقد ظهرت هذه الكائنات مكتملة منذ البداية.. ولو كان التطور صحيحاً لكنا عثرنا على ملايين المتحجرات من الكائنات الانتقالية.
لا يمكن أن يستمر التطور لمليارات السنين دون ترك أي أثر! فالأسماك تطورت من اللافقاريات (مثل الديدان) التي عاشت في العصر الكامبري، واستغرق تطورها 100 مليون سنة.. ولكن أين ملايين الكائنات الانتقالية بين اللافقاريات وبين الأسماك.. لا يوجد أي أثر لها.
كثير من نظريات علم النفس لعلماء أمثال فرويد لا زالت حتى يومنا هذا دون وجود أي دليل عليها.
لا يوجد عالم رياضيات واحد يستطيع أن يقنع نفسه بالتطور بناء على الاحتمالات، فأي عالم رياضيات يستطيع بسهولة أن يثبت أن تطور الكائنات بفعل المصادفة هو أمر مستحيل من الناحية العلمية، وبالتالي نجد الكثير من علماء الرياضيات ينكرون التطور.
كلنا يعرف هذه الصورة التي طالما استخدمها علماء التطور لإثبات أن الإنسان تطور عن قرد، ولكن أبحاث الكيمياء الجزيئية على خلايا القرود وخلايا البشر أظهرت اختلافات كبيرة أثبتت أن الإنسان لا يمكن أن يتطور عن القرود، وبالتالي قالوا هناك سلف مشترك تطور عنه القرد والإنسان معاً.. ولكن من هو هذا السلف.. إنه لا يزال مجهولاً حتى الآن.
الشيء المذهل في جميع الكائنات الحية هو أن كل تصميم قد وُضع له هدف مسبق. فالأسد أو النمر صُمم ليفترس.. بينما الأبقار والأغنام والماعز صممت لتؤكل وتنتج الحليب، والنحل صُمّم لينتج العسل، والخيول صممت للركوب والإبل صممت كوسائل نقل عبر الصحراء… وهكذا كل تصميم له هدف وُضع قبل نشوء هذا الكائن أو ذاك.
الفيلسوف الملحد أنتوني فلو كان من أشرس المدافعين عن التطور… ولكنه في النهاية اعترف بأن التطور مجرد خدعة ولا يوجد أي دليل علمي عليه، بل إن المرء لا يمكنه أن ينكر الأدلة الكثيرة التي تؤكد وجود تصميم مسبق لكل جزء من أجزاء الكون.. هذا التصميم تم وضعه من قبل خالق عليم حكيم.. وبالتالي أصبح من أشد أعداء نظرية التطور بعد الاكتشافات العلمية التي قدمها العلماء في أواخر القرن العشرين والتي لا يمكن لإنسان أن يجحدها وبخاصة ما يتعلق بالحمض النووي د ن ا الذي كُـب بلغة معقدة ومحكمة.
إن قولنا بأن شريط د ن ا نشأ وتطور بفعل عمليات طبيعية هو مثل قولنا إن قصة جميلة ومحكمة قد كُتبت بالمصادفة نتيجة عمليات ضرب عشوائية على لوحة مفاتيح كمبيوتر من قبل طفل يعبث بالجهاز!
الشريط د ن ا يتألف من جزيئات سكر وروابط نتروجنية بينها.. فالعلماء يستطيعون تصنيع جزيئات السكر بسهولة من تفاعلات كيميائية، وكذلك تمكنوا من صنع روابط هيدروجينية.. وادعى بعض الملحين أن العلماء أصبحوا قريبين من تصنيع الشريط الوراثي.. ولكن المشكلة أنهم لم يتمكنوا من دمج جزيئات السكر بهذه الروابط لتشكيل شريط وراثي واحد.. أيقنوا أن هذه العملية مستحيلة علمياً.
إن اكتشاف الثوابت الكونية مثل كتلة الإلكترون وسرعة الضوء والجاذبية وغير ذلك من الثوابت التي كشفها العلماء حديثاً.. تم ضبطها بدقة فائقة بحيث أنه إذا حدث أي تغيير مهما كان طفيفاً سوف يؤدي ذلك إلى اختفاء العالم.. فمثلاً لو كانت كتلة الإلكترون أقل مما هي عليه لأدى ذلك إلى خلل كبير في عملية تشكل الذرات وخلل في التفاعلات وبالتالي فوضى عارمة تؤدي في النهاية لانهيار الكون بأكمله واختفائه من الوجود.
إذاً الحقيقة اليقينية تقول بأن عملية تصميم الكون تمت بشكل دقيق جداً ومناسب لظهور الحياة على الأرض، فالحياة التي ظهرت في بعد 10 مليارات سنة من نشوء الكون قد أُعدّ لها منذ اللحظة الأولى لنشوء الكون..
ففي بداية نشوء الكون كان هناك عنصر الهيدروجين وعنصر الهيليوم وهذين العنصرين لا يمكنهما إنشاء أي شيء سوى النجوم.. ولكن بعدما تشكلت النجوم حدثت انفجارات نجمية أنتجت عنصر الكربون المهم جداً لنشوء الحياة.. إذاً الحياة نشأت أصلاً في النجوم!!
إن إنتاج الكربون نتيجة احتراق النجوم عملية ليست بالبساطة التي يتصورها البعض، إن عملية اهتزاز ذرات النجوم دقيقة جداً وضرورية لتوليد الكربون، ولو تغير هذا الرنين قليلاً أو اختفى ما أمكن للكربون أن ينشأ بكميات كبيرة.. وبالتالي لم يكن هناك حياة على الأرض، بل لم يكن هناك أرض أصلاً.. إذاً هناك تصميم مسبق للكون والحياة من قبل أن ينشأ الكون.. هذا ما يثبته العلم الحديث.. وهذا يعني أن فكرة التطور فكرة غير منطقية ولا تتفق مع العلم.
استحالة تشكل خلية بقوانين الطبيعة فقط
إذاً عملية خلق خلية لا يمكن أن يتم عبر عمليات طبيعية، فالقوانين الفيزيائية والرياضية التي تحكم الكون لا تكفي لإنشاء خلية حية، وهذا أمر يعرفه علماء الرياضيات والفيزياء.. إذاً حتى عندما نفترض أن الله تعالى هو الذي يشرف على عملية تطور الكائنات اعتباراً من الخلية الأولى وصولاً إلى الإنسان.. هذه الفرضية لا تتفق مع المعطيات العلمية، وبالتالي ليس هناك إمكانية للتطور في ظل القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون.. ولابد من وجود قوانين أخرى نجهلها، وبالتالي من الخطأ الحديث عن التطور من الأساس.
إذاً لابد من وجود قوانين أخرى تتعلق بعملية نشوء المخلوقات على الأرض، هذه القوانين يمكن أن نسميها قوانين الخلق، وسوف نتكلم عنها في مقالة قادمة إن شاء الله…
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل