تماماً مثل البشر فإن عالم الكائنات الحية ينتشر فيه الزواج والحفاظ على الزوجة والغيرة عليها والقتال من أجلها… |
أحببت أن أنقل لكم هذه المعلومة من موقع ناشيونال جيوغرافيك حول طيور البطريق التي تسلك سلوكاً مشابهاً للبشر أحياناً. فذكر البطريق يمكن أن يقاتل من أجل شريكته حتى تطفر الدماء من جسده وجسد منافسه، فيما يمكن أن تلجأ أنثى البطريق إلى “الدعارة” كي تجد عشاً لها بين الصخور.
فقد نشبت معركة دامية بين طائرين من طيور البطريق، بعدما عاد أحدهم إلى منزله فوجد أن بطريقا آخر قد دخل عشه ويغازل زوجته. هذه ليست قصة من خيال الكاتب، بل قصة حقيقية نقلها موقع قناة “ناشيونال جيوغرافيك”، حيث نشر الموقع مقطع فيديو يظهر كيف عاد الزوج إلى زوجته فوجد بطريقا آخر احتل مكانه في العش. فلم يكن من الزوج إلا أن ضرب الدخيل، ليظهر في نهاية الفيلم كلا البطريقين وقد غطتهم الدماء. ويقول العلماء أن طائر البطريق يمكنه أن يصفع ثماني مرات بالثانية الواحدة.
ومن الحقائق المعروفة عن طائر البطريق هو وفاءه لشريكته التي ارتبط بها قبل عام. إذ أن ذكر البطريق يختار زوجة له، وحين تبيض أنثى البطريق، يحتفظ الذكر بالبيض ويدفئه تحت جسده خلال موسم الشتاء البارد، حتى تشرق شمس الربيع من جديد وتخرج صغار البطريق إلى الهواء الطلق. ويقول العلماء إن 72 بالمائة من طيور البطريقتعود إلى نفس الشريكة أو الشريك بعد عام. أما الخيار الثاني في الانفصال عن الشريك من خلال البحث عن شريكة أخرى أو شريك آخر فهو السبب الثاني في نهاية العلاقة بين طيور البطريق ويمثل حوالي 26 بالمائة فقط من حالات الانفصال.
ونقل موقع “ناشيونال جيوغرافيك” كيف أن أنثى البطريق تلجأ بعد انفصالها عن ذكرها إلى ما سماه الموقع “الدعارة” فهي تعرض نفسها لذكور كي يساعدوها في بناء عشها بين الصخور أو حتى يتخلون عن أعشاشهم لها، وغالبا ما تحاول إناث البطريق إيجاد ذكورا عزاب، غير مرتبطين بعلاقة بعد. وذلك حسب موقع www.dw.com .
من خلال الكثير من الدراسات المشابهة يتبين أن هناك تشابهاً كبيراً بين هذه الكائنات وبين البشر.. وهذا يناقض نظرية التطور التي تقول بأن الطبيعة تقوم بالاصطفاء الطبيعي ونقل الخبرات من جيل لآخر.. والسؤال: متى اكتسب هذا البطريق غريزة الغيرة والدفاع عن زوجته وأولاده.. وكيف تعلمت البطريق الأنثى الخيانة الزوجية والدعارة!!
إن هذه الحقائق العلمية تشهد على صدق القرآن عندما أشار إلى التماثل بين البشر وبقية الكائنات.. قال تعالى: (وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38]..
ويبقى السؤال لكل من يعتقد أن نظرية التطور صحيحة: كيف تعلم هذا البطريق الغيرة على زوجته؟؟؟ إن هذه الحقائق التي نشاهدها اليوم بالصوت والصورة تشهد على أن الله تعالى هو من خلق هذه الكائنات وعلمها وهداها طريقها وقال عن نفسه: (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع