في هذا البحث نعيش مع إعجاز عددي في كلمة (نُفخ) هذه الكلمة تكررت في القرآن الكريم بطريقة تدهش العقول….
تحدث كتاب الله عن حقائق ستقع مستقبلاً، ووضع البراهين الرقمية على ذلك. ومن هذه الحقائق حقيقة النفخ في الصور يوم القيامة, فقد حدثنا الله عن نهاية المخلوقات وفنائها ومن ثم بعثها من جديد، يقول تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 68]. ففي هذه الآية نلاحظ أن كلمة (نُفِخَ) ذُكرت للتعبير عن حقيقة غيبية تمثل النهاية والبداية، فالنفخة الأولى سوف تصعق كل الخلائق وسوف يموت الجميع ويبقى وجه الله تعالى.
أما النفخة الثانية فهي نفخة الحياة، حيث يأمر الله الملَك إسرافيل فينفخ في الصور نفخة تكون سبباً في إحياء المخلوقات، وخروجهم من القبور ليُحاسَبوا على أعمالهم فإما الجنة وإما النار.
الحقيقة أن هذه الكلمة مهمة جداً لأنها تعبر عن نهاية الحياة الدنيوية وبداية الحياة الأخروية، وهذا ما ينكره الملحدون. فطالما اعتقد الملحدون بأن الكون أزلي وأن الإنسان عندما يموت سوف يتحول إلى تراب ويفنى، وليس هناك قيامة ولا بعث ولا حساب.
ولذلك فإن الله عز وجل قد أودع في هذه الكلمة بعض الأسرار التي تثبت لكل مشكك أن هذا القرآن هو الحق، ولكن ما هو شكل المعجزة وكيف سيفهمها الملحدون أو يتعاملون معها، وكيف ستكون مقنعة لهم.
من ميزات القرآن الكريم أن كل كلمة تتكرر فيه بنظام محكم، وهذا ما تم اكتشافه مؤخراً من خلال اكتشاف المنظومة السباعية في القرآن الكريم. حيث أثبتنا أن كل كلمة تتكرر بنظام يقوم على الرقم سبعة، وهذا الرقم مهم جداً وله دلالات وأسرار ولا يخفى على أحد كيف أن الرقم سبعة يتكرر في حياتنا وعباداتنا وفي الكون من حولنا.
والعجيب أننا لو بحثنا في القرآن عن هذه الكلمة نجد أنها تكررت سبع مرات بالتمام والكمال، وهذه هي الآيات التي وردت فيها كلمة (نُفخ):
1 ـ (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) [الكهف: 18/99].
2 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ) [المؤمنون: 23/101].
3 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) [يس: 36/51].
4 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ) [الزمر: 39/68].
5 ـ (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ) [الزمر: 39/68].
6 ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ) [ق: 50/20].
7 ـ (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ) [الحاقة: 69/ 13].
إذاً كلمة (نُفِخَ) تتكرر 7 مرات في القرآن كله، وبما أن هذه الكلمة تخصُّ حدثاً مهماً جداً وهو البعث يوم القيامة، فقد أودع الله في تكرار هذه الكلمة نظاماً بديعاً نرى من خلاله عظمة ودقة كلمات القرآن وأنه كتاب العجائب.
لنتأمل الآن هذا التنظيم الرائع لأرقام السور حيث وردت هذه الكلمة بما يتوافق مع الرقم 7 بشكل مذهل. ونذكّر بأن النظام الرقمي القرآني يعتمد على طريقة صف الأرقام بجانب بعضها لنجد بالنتيجة عدداً من مضاعفات السبعة!
إن هذه الكلمة تكررت 7 مرات في 6 سور، إن الله تعالى اختار لهذه الكلمات سوراً محددة! أرقام هذه السور الست هي على التسلسل:
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
18 23 36 39 50 69
نحن أمام ست أعداد هي: 18 – 23 – 36 – 39- 50 – 69 وعندما نقرأ هذه الأرقام من دون أن نجمعها أو نفعل أي شيء، فقط نقرأها كما هي نجد أنها تشكل عدداً ضخماً وهو 695039362318 هذا العدد الضخم يقرأ كما يلي: (ست مئة وخمسة وتسعون بليون وتسع وثلاثون مليون وثلاث مئة واثنان وستون ألف وثلاث مئة وثمانية عشر) ن ميزات هذا العدد أنه ينقسم على سبعة من دون باق، أي أن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة، ويمكن أن نكتب رياضياً المعادلة التالية:
695039362318 = 7 × 99291337474
والآن قد يقول قائل: أين الإعجاز؟ قد تكون هذه مصادفة فمن الطبيعي أن نجد عدداً بالصدفة ينقسم على سبعة من دون باق؟! ولذلك نتابع تأملنا لهذا العدد ونلاحظ أن الناتج من عملية القسمة وهو العدد 99291337474 هذا العدد أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة من جديد!! لنكتب ذلك رياضياً:
99291337474 = 7 × 14184476782
ولكن العملية لم تنته بعد حيث أننا ولمرة ثالثة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو 14184476782 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة من جديد، ونستطيع أن نعبر عن ذلك بالمعادلة التالية:
14184476782 = 7 × 2026353826
هل هذا كل شيء؟ طبعاً ولمرة رابعة نجد أن الناتج من عملية القسمة وهو العدد 2026353826 من مضاعفات الرقم سبعة! لنتأكد من ذلك ونكتب المعادلة:
2026353826 = 7 × 289479118
وبالنتيجة نجد أن العدد الذي يمثل أرقام السور الستة حيث وردت كلمة (نُفخ) أي العدد 695039362318 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أربع مرات متتالية، ويمكن أن نكتب رياضياً:
695039362318 = 7 × 7 × 7 × 7 × 289479118
ونقول سبحان الله! الكلمة تتكرر سبع مرات، والعدد الذي يعبر عن أرقام السور يقبل القسمة على سبعة أربع مرات! ولكن قد يقول قائل إن هذه مصادفة، لنتابع التأمل ونرى هل يمكن أن يكون ذلك بالمصادفة أم أنه تقدير وإعجاز إلهي رائع؟
الآن يا أحبتي إذا تأملنا الناتج النهائي من عمليات القسمة الأربعة وهو: 289479118 نلاحظ أنه يحوي تناسقاً مع الرقم سبعة بشكل عجيب، فلو قمنا بجمع أرقامه المفردة سوف نجد تناسقاً عجيباً مع الرقم سبعة، لنجمع الأرقام:
8 +1+1+9+7+4+9+8+2 = 49 = 7 × 7
أي أن ناتج القسمة على سبعة لأربع مرات، مجموع أرقامه يساوي سبعة في سبعة! وهذه النتيجة لا يمكن أن تأتي بالمصادفة، لأننا أمام أربع مضاعفات للرقم سبعة، والناتج الأخير جاء مجموع أرقامه مساوياً 7 × 7 وهذا يدل على إحكام هذه الكلمة، والسؤال: هل هذه مصادفات؟
هذا ليس كل شيء، لا يزال هناك المزيد فالله تبارك وتعالى أودع عجائب رقمية كثيرة في تكرار هذه الكلمة. بما أن النفخ في الصور سيكون مرتين متعاكستين، في المرة الأولى تموت جميع المخلوقات وفي المرة الثانية يحيي الله هذه المخلوقات، أي نفخة “موت” ونفخة “حياة”. وبما أن النفخة الأولى تعاكس الأخيرة، فماذا يحدث لو قمنا بعكس العدد؟ لنتأمل هذا التناسق الرقمي العجيب.
إن الناتج النهائي كما رأينا هو 289479118 إذا قمنا بقلب اتجاه هذا العدد 289479118 وقرأته بالاتجاه المعاكس يصبح: 811974982 إذاً نحن أمام عدد جديد يمثل مقلوب أو معكوس ناتج القسمة النهائي، والعجيب أن هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً! لنتأكد من ذلك رقمياً:
811974982 = 7 × 115996426
والآن لنتأمل الناتج 115996426 وسوف نجد أنه من مضاعفات الرقم سبعة مرة ثانية:
115996426 = 7 × 16570918
والناتج الجديد هنا أيضاً وهو 16570918 من مضاعفات الرقم سبعة لمرة ثالثة:
16570918 = 7 × 2367274
والعجيب جداً أن الناتج الأخير 2367274 من مضاعفات الرقم سبعة لمرة رابعة!! لنتأكد من ذلك رقمياً:
2367274 = 7 × 338182
سبحان الله! العدد جاء من مضاعفات الرقم السبعة أربع مرات متتالية تماماً مثل العدد الأصلي الذي بدأنا به هذا البحث، لنعيد كتابة هذه النتيجة:
811974982 = 7 × 7 × 7 × 7 × 338182
والآن ماذا عن نواتج القسمة من العمليات الأربعة؟ لو أخذنا نواتج القسمة الأربعة الأخيرة وقمنا بجمع أرقامها المفردة فإننا نجد ما يلي:
الناتج الأول 115996426 ومجموع أرقامه 43
الناتج الثاني 16570918 ومجموع أرقامه 37
الناتج الثالث 2367274 ومجموع أرقامه 31
الناتج الرابع 338182 ومجموع أرقامه 25
إذن مجموع أرقام النواتج الأربعة هو على التسلسل كما يلي:
43 37 31 25
العجيب والعجيب جداً أننا عندما نصفُّ هذه الأرقام الأربعة نحصل على عدد يقبل القسمة على سبعة أربع مرات متتالية أيضاً!!!!
25313743 = 7 × 7 × 7 × 7 × 10543
ملخص النتائج
نلخص النتائج السابقة كما يلي: إن العدد الذي يمثل أرقام السور ينقسم على 7 لأربع مرات متتالية أي:
695039362318 = 7×7×7×7× 289479118
هذا العدد الصحيح الناتج هو : 289479118 ، مجموع أرقامه 49 = 7×7 ، ومقلوبه كذلك ينقسم على 7 لأربع مرات متتالية:
811974982 = 7×7×7×7×338182
هذا العدد الصحيح الناتج هو: 338182 ، العجيب و المذهل فعلاً أننا إذا قمنا بصف ناتجي القسمة أي العدد 289479118 والعدد 338182 فإننا نجد عدداً ضخماً من مضاعفات الرقم 7 أيضاً:
338182289479118 = 7 × 48311755639874
ومقلوب الناتج الأخير 48311755639874 وهو العدد وهو العدد 47893655711384 أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، لنتأكد من ذلك:
47893655711384 = 7 × 6841950815912
إنها مفاجأة بالفعل أن نجد كل هذه العمليات الرياضية المنظمة، وهذا يؤكد أنه لا مصادفة في هذه النتائج لأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بهذا الشكل. طبعاً درسنا أرقام السور ولكن ماذا عن أرقام الآيات؟
نظام مذهل لأرقام الآيات
أيضاً أرقام الآيات جاءت متناسبة مع الرقم سبعة ، لنكتب أسماء السور حيث تكررت كلمة (نُفخ) ونكتب رقم كل آية:
الكهف المؤمنون يس الزمر ق الحاقة
99 101 51 68 20 13
نحن الآن أمام ستة أعداد تمثل أرقام الآيات وهي: 99 – 101 – 51 – 68 – 20 – 13 إن العدد الذي يمثل أرقام هذه الآيات (بطريقة صف الأعداد) هو1320685110199 هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة مرتين:
1320685110199 = 7 × 188669301457
إن الناتج أيضاً يقبل القسمة على سبعة لمرة ثانية، ويمكن أن نكتب:
188669301457 = 7 × 26952757351
أي أن العدد الذي يمثل أرقام الآيات يقبل القسمة على سبعة مرتين كما يلي:
1320685110199 = 7 × 7 × 26952757351
وهنا نتوقف قليلاً ونتساءل: هل بمقدور البشر أن يؤلفوا كتاباً ويرتبوا تكرار كلماته بهذا الشكل المذهل؟ إنه يستحيل على عقل نزيه أن يصدق بأن كل هذه العمليات الرياضية المنظمة والمعقدة جاءت بالمصادفة!! وهكذا لو سرنا في رحاب أي كلمة من كلمات الله تعالى لرأينا إعجازاً لا ينقضي، مع التأكيد بأن هذا الإعجاز ليس كل شيء، بل هو قطرة في بحر محيط يزخر بالمعجزات والأسرار.
إن هذا النظام المذهل في تكرار كلمة واحدة من كلمات القرآن ليدلُّ دلالة قاطعة على منظِّم حكيم عليم قدير على كل شيء، ولا يعجزه شيء. ولو سرنا عبر كلمات القرآن لرأينا نظاماً مبهراً، يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وصدق الله القائل: (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)[الإسراء: 88].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المرجع
— موسوعة الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم، لتحميل الموسوعة اضغط هنا.