» أسرار الإيمان واليقين

لا تتعب نفسك.. لن تأخد إلا ما كتبه الله لك

لا تتعب نفسك في هذه الدنيا لن تأخذ إلا ما قدره الله لك من الرزق ومن الأجل ومن السعادة ومن الزواج ومن الأولاد كل شيء كتبه الله عليك سنتأمل في هذه المقالة حقائق تريح النفس وتجعلك أكثر سعادة في هذه الدنيا….

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

حقيقةً كلنا متعبون اليوم الضائقة الاقتصادية التي تعصف بمعظم البشر.. القلة القليلة اليوم هي المرفهة ولكن السواد الأعظم للأسف في حالة سيئة جداً من الناحية الاقتصادية.. الهموم تركبنا رُكباً بسبب مانراه على مواقع التواصل الاجتماعي حروب ودمار.. نتحدث نحن كمسلمين وعرب تجد القتل أصبح شيئاً سهلاً.. تجد الضائقة التي يمر بها الناس أصبحت روتين يومي.. طيب ما هو الحل كيف أكسب السعادة في وسط هذه الأحداث؟

بالنتيجة الذي يهمك أن تكون سعيداً في هذه الدنيا وإلا لماذا تلهث وراء المال؟ لماذا تعمل؟ لماذا تتزوج؟ لماذا تتعب؟ الهدف أن تكون مرتاحاً سعيداً أنت وأهل بيتك وأولادك.. أن تضمن مستقبلاً أفضل.. هكذا يفكر معظم الناس ولكن قلة قليلة من يصل إلى الطمأنينة التامة.. السر هو في حقيقة قرآنية معظمنا يغفل عنها اعلم أن كل شيء قد كُتب عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف.. النبي عليه الصلاة والسلام علَّم سيد ابن عباس وهو غلام علَّمه كلمات رائعة جداً هي للأمة وعندما يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام صحابياً يجب أن تتصور في ذهنك أنه يخاطبك أنت لأن النبي لا يخاطب أشخاص هو نبي أُرسل للعالمين كافة.. أُرسل للناس كافة {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف:158].. يخاطب الناس لا يخاطب فئة.. لا يخاطب قريش أو أهل مكة أو أهل المدينة.. لا يخاطب الناس فعندما النبي ينطق {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم:3] صلى الله عليه وسلم ويقول لسيدنا ابن عباس: “اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” طيب إنسان قُتِل في حرب؟ نعم مكتوب.. إنسان خسر في تجارة.. إنسان فشل في دراسة.. إنسان فشل في زواجه… كل هذا مُقدر صدقني قاعدة أن تعتبر أن كل شيء مكتوب عليك مريحة جداً وحتى لوتحدثنا من مُنطلق النفس البشرية ماذا يقول علماء النفس عندما تُصاب بأذى.. بظلم.. بفقر.. بحادث.. بمرض.. بأي شيء؟

علمياً ما هو الأفضل؟ أنت أمامك هناك طريقان: الطريق الاول: أن تجلس وتلوم نفسك وتلوم الآخرين وتلوم الظروف وتلوم البيئة وتلوم الواقع الذي تعيشه وتغرق في بحر من اللوم الذي يغرقك أيضاً في بحر آخر من الاكتئاب وتجد نفسك تعيساً.. النتيجة هي التعاسة والواقع لم يتغير على فكرة.

الطريق الثاني: وقعت بك مصيبة ما هو الحل؟ يقول لك: بعض علماء النفس حمل هذه المصيبة لأحد وريح نفسك لكي لا تلم نفسك يعني لا تقول أنا السبب.. ستُنهك.. قُل: هذا الأمر خارج عن إرادتي وانتهى الأمر وانتهى هنا.. فكر بموضوع آخر يعني علمياً يجب أن تعتبر أن ما حدث معك من مآسي (من مأساة) أنه أمر خارج عن إرادتك.. أمر بسبب ظروف أنت لا تستطيع أن تغير فيها شيئاً وبالتالي سترتاح.. المسؤولية ليست لا عليك ولا على من حولك.. إذاً هم لماذا يقولون هذا؟ لأنهم لا يعترفون بوجود الله.. العلم الحديث اليوم لا يعترف بوجود الله.. هل رأيتم كتاب في الرياضيات أو في الفيزياء اليوم مكتوب فيه فقط اسم الله؟ لا، يعترفون بوجود الله هذا هو العلم الحديث للأسف يعني القرآن ماذا قال لنا؟ قال: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} [التوبة:51].. النبي ترجم هذا الكلام لسيدنا ابن عباس وللأمه: “اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك” صلى الله عليه وسلم.

وبالتالي أنا عندما أصاب بأذى أعتبر أن هذا الأمر كتبه الله علي وهذا صحيح يعني أنا لا أفترض شيء وهم.. أنا لا أعالج نفسي بالوهم.. لا، بالفعل الله كتب كل شيء من قبل أن يخلق أي شيء.. خلق القلم وكتب كل شيء لأن عنده علم الغيب ولكن نحن لا نعلم الغيب يعني أنا مثلاً غداً سأقوم بعمل معين.. أنا بالنسبة لي الأمر مجهول.. لا أدري هل أعيش إلى الغد؟ هل سأتمكن من القيام بهذا العمل إلى آخره؟ لا أعلم الغيب.. ولكن الله عز وجل هل هو ينتظر غداً مثلاً هل يجري عليه الزمان وهو خالق الزمان؟ لا طبعاً، هو يرى كل شيء.. هو الذي خلق المستقبل وخلق الماضي وخلق الحاضر فهو يرى كل شيء.

بالتالي الله عز وجل يرى أعمالي كاملةً وبالتالي هي مكتوبة عنده مع أنه لم يجبرني عليها.. إذاً هنا عندما تعتبر أن كل شيء مكتوب وبخاصة موضوع الرزق.. عندما تعتبر أن هذا الضيق المادي الذي تعاني منه الآن هو أمر مكتوب ومقدر عليك.. صدقني سترتاح جداً.. مَن الذي كتبه؟ أنا كُتِب علي أمر معين فينبغي أن ألجأ وأستغيث وأسال صاحب هذا الأمر.. لا، أذهب إلى شخص آخر يعني الله كتب علي هذا المرض.. أنا أذهب إليه أولاً وهو يسخر لي الطبيب والعلاج والدواء ويسخر لي الظروف وهذا ما قاله سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال: “إذا سألت فاسأل الله” انطلق واذهب إلى الله مباشرةً.. اذهب إلى المتحكم.. دعك من هؤلاء الذين على هم كل واحد يقوم بدوره.. هم أدوات البشر الذين تراهم مهما علت مرتبة هذا البشر هو أداة موجودة له عمل محدد سيقوم به ويموت ويرحل فاذهب إلى الحي الذي لا يموت.. سيدنا إبراهيم ماذا قال؟ قال: { إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات:99].. اذهب مباشرةً إلى الله.

فإذاً أنا اليوم أحببت أن أوصل لك هذه الرسالة لأن كثير منا غفل عنها بسبب ضغط الإعلام يعني انظر اليوم تفتح الموبايل تجد أخبار الحروب.. أخبار السياسية.. أخبار الغلاء.. أخبار الفنانين.. أخبار المشاكل.. الحوادث إلى آخره… أين الله من حياتنا؟ تقريباً لا وجود له لماذا؟ لأن الذي يتحكم بهذا الإعلام هو مجموعة من الملحدين للأسف.. اليوم يسيطرون على الإعلام العالمي ويقدم لك ما يريد أن يقدمه.. يريد أن يشغلك عن الله عز وجل.

لذلك هذه الرسالة التي أود أن أرسلها لك أن تتذكر أن الله موجود.. أن تتذكر أن الله كتب كل شيء عليك فتلجأ إلى الخالق وتسأله.. إذا سألت فاسأل الله لماذا؟ لأنك اعلم أنه أي شيء يصيبك أو لا يصيبك إلا ما كتبه الله لك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك.. وبالتالي كل شيء مقدر.. أنا اليوم أريد أن أطبق هذه القاعدة في حياتي ماذا أفعل؟ أول شيء: ألجأ إلى الله طيب هذا الإله الكريم ماذا يريد مني؟ لماذا خلقني؟ أولاً: خلقني ليكرمني {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء:70] وخلقني ليكرمني بالجنة.. ليكرمني في الدنيا بحياة مطمئنة ويوم القيامة يكرمني بالجنة.

هذا أمر عظيم المطلوب منك أشياء بسيطة جداً أن تؤمن بالله فقط وأن تتذكر أن الله موجود.. كل ما يضرك ابتعد عنه.. الخمر والزنا والفواحش والغش هو ضرر لك.. السرقة أنت تضر نفسك.. الحسد يضر.. يقتل صاحبه البخل.. يقتل صاحبه.. كل ما يضرك ابتعد عنه.. كل ما ينفعك حقيقةً تناوله.. أي شيء فيه نفع هو حلال.. أي شيء فيه ضر هو حرام هذا هو الإسلام ببساطة لذلك أنا عندما أعتبر أن كل شيء مكتوب هذا أمر نافع بالنسبة لي وعلماء النفس يقولون ذلك أيضاً.

بالتالي هذه الآية آية رائعة جداً {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51] والنبي عبر عن هذه الآية بكلمات رائعة: “إذا سألت، فاسأل الله وإذا استعنت، فاستعن بالله وأعلم أن الأمة إن اجتمعت لا يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولا ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام جفت الصحف، “أعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطاك لم يكن ليصيبك”.

إذاً أنا الآن أرتاح نفسياً.. كل المشاكل والهموم إذا عزلتها خلفي وبدأت بشيء جديد.. بدأت أبحث عن رضا الله عز وجل.. ماذا يريد الله مني؟ يريدني أن أدعوه بأسمائه الحسنى {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:180] طيب أنا ماذا أريد؟ هناك 99 اسم لله أنا الآن في حالة ضيق.. مثلاً أدعوه باسم الرزاق يا رزاق ارزقني.. أتذكر الآيات التي ورد فيها اسم الرزاق {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات:58].. أتضرع إلى الله.. ألتجئ إلى الله والله عز وجل سيهيئ لك كل الأبواب التي تضمن لك هذا الرزق ولو كان قليلاً ولكن يضع فيه البركة ويبارك لك في رزقك ويبارك لك في مالك ويبارك لك في أهلك ويصرف عنك شر المرض.. هذا أهم من المال أن يصرف عنك مرضاً أهم من المال.. أن يصرف عنك أذى.. أن يصرف عنك معصية أو فاحشة هذا أهم من المال.

لذلك هذا الحديث تذكره جيداً وتذكر هذه الآية: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:51].

والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


بقلم عبد الدائم الكحيل

 

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك