من عظمة هذا القرآن أن كل حرف من حروفه وضع بنظام محسوب فلو تغير حرف واحد لانهار البناء الرقمي لآيات القرآن وكلماته.. لنتدبر هذه المعجزة….
في هذه الآية معجزة كاملة تدل على أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من كلام بشر.. قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59].
لماذا ذكر الله تعالى مع سيدنا عيسى كلمة (مثل) فقال: (مَثَلَ عِيسَى)؟ بينما مع آدم ذكر كلمة (كمثل) فقال: (كَمَثَلِ آَدَمَ) باستعمال حرف الكاف (كمثل)، هذه الكاف يعتبرها بعض علماء اللغة زائدة لا محل لها من الإعراب.. ولكن في كتاب الله تعالى لا يوجد زيادة بل كل حرف له حكمة وهدف.
إن هذه الكاف مهمة جداً للحفاظ على التوازن الرقمي للآية الكريمة. إذا قمنا بعدّ حروف العبارة الأولى: (مَثَلَ عِيسَى) سوف نجد عدد حروف هذه العبارة هو 7 أحرف.
والعجيب أننا عندما نعدّ حروف العبارة الثانية (مع أنها تحوي حرف كاف) فإننا نجد عدد حروف (كَمَثَلِ آَدَمَ) أيضاً 7 أحرف.. يبقى التوازن العددي قائماً كل عبارة عددها سبعة.
ولكن ماذا يحدث إذا قمنا بضرب هذه الحروف بتلك؟ أي 7 × 7 ؟ سوف نحصل على العدد 49 ولكن ما علاقة هذا العدد باسمي عيسى وآدم عليهما السلام؟
المفاجأة أن عدد الآيات التي ذكر فيها (عيسى) واسم (آدم) في القرآن هو بالتمام والكمال 49 آية!! (ذكر اسم آدم 25 مرة وذكر اسم عيسى 25 مرة فالمجموع 50، ولكن هناك آية ذكر فيها الاسمان معاً وهي (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ) وبالتالي ينقص واحد فيكون عدد الآيات 49 آية بالتمام والكمال).
ولكن هناك تناسق آخر يتعلق بالرقم سبعة وهو أن عدد حروف (عيسى) + حروف (آدم) = 7 حروف.. سبحان الله!
كذلك فإن الله تعالى لم يقل (كن فكان) بل قال (كن فيكون) والعجيب أن عدد حروف هذه العبارة (كُنْ فَيَكُونُ) هو 7 أحرف.. ولو قال تعالى (كن فكان) لاختل هذا الرقم وأصبح عدد حروف العبارة 6 بدلاً من سبعة، فسبحان الله!
وأخيراً هل يمكن أن نجد مثل هذه الدقة الفائقة في أي كتاب بشري؟ طبعاً في هذه الحقائق تتجلى معجزات كتاب الله التي تشهد على أنه وصلنا تماماً كما أنزله الله دون تحريف أو تغيير أو تحوير.. فالحمد لله على نعمة هذا الدين الحنيف.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل