ربما ندرك من خلال هذه الاكتشافات العلمية الأهمية الفائقة لناصية الإنسان، وضرورة الدعاء بدعاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم…. |
في بحث جديد تبين للعلماء أن منطقة الناصية أو ما يسمى الفص ما قبل الجبهي من الدماغ prefrontal cortex والذي يقع خلف الجبهة، هذا الجزء مسؤول عن الأخطاء التي يرتكبها الإنسان والتي قد تقوده للجريمة.
ويقول العلماء في جامعة أكسفورد إن هذه المنطقة عندما تتأذى بنتيجة صدمة مثلاً أو نتيجة إدمان على المخدرات والخمور والقمار.. فإن القدرة على اتخاذ القرار تضطرب وبالتالي فإن مثل هذا الشخص يتسرع في تصرفاته وقد يرتكب جريمة بسهولة..
إذاً الحقيقة العلمية تؤكد بأن منطقة الناصية مسؤولة عن ارتكاب الأخطاء اعتباراً من الأخطاء الصغيرة وحتى ارتكاب الجرائم، هذه الحقيقة أشار إليها القرآن الكريم قبل قرون طويلة. قال تعالى: (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق: 15-16].
فقد أثبتنا في بحث سابق أن الناصية مسؤولة عن الكذب، واليوم نثبت أن هذه الناصية مسؤولة عن الخطأ، وبالتالي فإن هذه الآية (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) تحوي معجزة علمية لم يتوصل إليها العلماء إلا مؤخراً.
ويؤكد الباحثون أن أي تصرف خاطئ يقوم به الإنسان، أو أي كذب يمارسه أو منظر إباحي يشاهده … أو غير ذلك من الأفعال الخاطئة، تؤدي إلى تلف في خلايا هذه المنطقة، أي أن منطقة الناصية وهي مسؤولة عن القيادة والإبداع واتخاذ القرارات السليمة، هذه المنطقة تتلف مع الزمن وتتضرر كثيراً وتودي بصاحبها إلى المهالك.
ولكن ما هي الطريقة لننقي هذه الناصية من الأخطاء.. كثير منا ارتكب أخطاء كثيرة في حياته مثل مشاهدة أفلام إباحية، أو إيقاع أذى بالآخرين أو عقوق والدين أو قطع الرحم أو النظر للنساء بشهوة… وغير ذلك من الأعمال التي لا ترضي الله تعالى، وتؤثر سلبياً على منطقة الناصية وتتلفها؟
إنه دعاء النبي الكريم وهو دعاء علاج الضيق والهم والغم.. إنه الدعاء الذي يصلح لك الناصية ويساعدك على اتخاذ القرار السليم في كل شأنك.
قال صلى الله عليه وسلم: (مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي. إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا. قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ قَالَ: فَقَالَ: “بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا) [رواه الإمام أحمد].
أنصح أخي الحبيب بحفظ هذا الدعاء عن ظهر قلب وتكراره كل يوم، وسوف تشعر بسعادة لم تشعر بها من قبل… نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى الخير.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
http://www.brainfacts.org/in-society/in-society/articles/2013/the-moral-brain
http://www.dana.org/Publications/ReportDetails.aspx?id=44153
http://brain.oxfordjournals.org/content/125/3/624