هل تصدقون يا أحبتي أن النبي الكريم صور لنا واقعنا اليوم وكأنه يعيش بيننا؟ هل سمعتم بالفتاوى الضالة والمدمرة؟ لنقرأ ونصلي على هذا النبي الكريم …. |
إن أكثر ما يدمر العالم الإسلامي اليوم فوضى الفتاوى الضالة التي تسيء للإسلام والمسلمين.. وفي كل يوم يظهر أحد الجهلاء الذين يدعون العلم، فتعطى لهم المنابر على الفضائيات ويفتون الناس بغير علم، فيشوهوا صورة الإسلام المشرقة، وينفروا المسلمين من دينهم للأسف..
إن الذي يرصد هذه الظاهرة يرى بأنها في ازدياد مستمر، ويرى بأن الفتاوى تنحدر من مستواها حتى تقلب الحرام حلالاً أو يقلب الحلال حراماً، فأحلوا الربا الذي حاربه الله ورسوله، وأحلوا بعض أنواع الخمر الذي حرمه الله ورسوله، بل ومنهم من أنكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر ثوابت الدين…
فهذا يفتي بأن الناسخ والمنسوخ لا أساس له من الدين فينكره، وذاك ينكر أحاديث صحيحة فيقوده ذلك لإنكار السنة برمتها.. وذلك يفتي لمصلحة السلطان أو من أجل شهرة أو تميز… وكل ذلك ناتج عن الجهل بالدين.
فالعلماء هم أشد خشية لله تعالى، وهم أكثر الناس معرفة به، وعلى أساس ذلك يجب أن يكونوا أكثر الناس خوفاً من الكذب على الله ورسوله. وربما يكون أخطر حديث يتجاهله الكثيرون من هؤلاء “الجهال” قول النبي الكريم: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار) [رواه مسلم].
فكل من يكذب على النبي هو جاهل، ولو علم خطورة العقوبة لما كذب، ولو شعر بمراقبة الله له لما تجرأ على الفتوى.. ولو علم بأن النار بانتظاره لما أقدم على إضلال الناس.
إذاً الحقيقة الواقعية التي نراها اليوم ولم يكن أحد يتصورها زمن النبي الكريم، هي فوضى الفتاوى الضالة وتحول العلماء إلى رؤوس جهال يفتون بغير علم فيضلون ويضلون الناس..
هذه الحقيقة أخبر عنها حبيبنا عليه الصلاة والسلام، وصور لنا الواقع وكأنه يعيش بيننا!!
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا) [رواه البخاري ومسلم].
بالله عليكم: ألا يصور هذا الحديث واقعنا الذي نعيشه ونلمسه هذه الأيام؟ أين العلماء الكبار الذين كانت علومهم تملأ الدنيا؟ أين أولئك العمالقة في الفقه والحديث والتفسير وعلوم القرآن؟ معظمهم !
بل انظروا كيف تتخذ بعض الفضائيات رؤوساً جهالاً يفتون الناس بغير علم.. وكم من عالم جاهل ضلَّ وأضلَّ غيره من الناس؟؟ وكم من إنسان سار وراء فتاوى ضالة أباحت له الربا فأكله أضعافاً مضاعفة؟
لماذا يعتبر هذا الحديث معجزة للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه؟
1- لا يمكن لإنسان يعيش قبل 1400 سنة أو أكثر، أن يتنبأ بأنه سيأتي زمن ينتشر فيه العلم بشكل كبير، ثم يقبض الله أرواح العلماء فيقل عددهم ولا يبقى إلا الرؤوس الجهال.
2- لو كان النبي الكريم كاذباً في دعوته كما يدعي بعض المبطلين، فلماذا يتنبأ بهذا الأمر الخطير الذي سيحدث بعد قرون طويلة؟ كان الأجدر به ألا يتحدث عن مثل هذا الأمر لضمان انتشار دعوته؟ بل لماذا يحدث النبي بمثل هذا الأمر؟ وماذا سيستفيد منه في زمنه؟
لذلك فإن هذا الحديث يعتبر معجزة تشهد على صدق رسالته للناس جميعاً. والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل