تصور عزيزي القارئ أن علماء الغرب وكل يوم يقدمون نصيحة .. وسبحان الله، تأتي هذه النصيحة مطابقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم…. |
في زمن انتشرت فيه الحروب بين القبائل والأقارب لأتفه الأسباب، وانتشر فيه الثأر والانتقام ووأد البنات.. وفي وقت كان الرجل يقتل أخاه لأسباب تافهة… في هذا الوقت بُعث حبيبنا عليه الصلاة والسلام.. ونهى عن هذه العادات السيئة، بل أمر بصلة الرحم حتى إنه اعتبر أن من وصل الرحم وصله الله ومن قطعها قطعه الله…
ولكن وبعد مرور أكثر من 1400 سنة، ماذا وجد العلماء من أسرار وفوائد لصلة الرحم؟ إن النتائج التي حصل عليها العلماء مؤخراً تؤكد خطأ الملحدين عندما اعتبروا أن صلة الرحم أمراً غير مهم، ولذلك امتلأت بلادهم بدور رعاية المسنين.. لأن الإنسان عندما يكبر لا يجد حوله أحداً من أولاده أو أقاربه فيلجأ إلى دور الرعاية..
يبلغ عدد المصابين بالزهايمر في بريطانيا أكثر من 800 ألف شخص. وتقول إحدى الجمعيات الخيرية العاملة في مجال الزهايمر إن قضاء الوقت مع المصابين بالمرض أمر هام، حتى بعد تدهور ذاكرتهم وعدم قدرتهم على تمييز وجوه العائلة والأصدقاء. وحتى مع تدهور الحالة، يُقال إن المرضى يحتفظون بـ “ذاكرة عاطفية”، مما يعني استمرار شعورهم بالسعادة بعد فترات من الزيارة، أو التجربة التي ربما قد نسوها.
يحاول علماء الغرب اليوم إقناع أقارب المرضى بضرورة التواصل معهم ولو بالتلفون لأن ذلك يؤثر إيجابياً على مستوى صحتهم.. وهذا هو جيرمي هاغز، رئيس رابطة الزهايمر في بريطانيا يناشد أقارب المرضى أن يتواصلوا معهم بهدف تحسين صحتهم.
هناك دراسات كثيرة تؤكد أهمية التواصل بين الأقارب في مجال تحسين الصحة والتخفيف من الآلام، بل إن زيارة المريض والتعاطف معه يحسن صحة المريض ويرفع من كفاءة نظامه المناعي.. وكذلك الاهتمام بكبار السن يساهم في تعزيز المناعة لديهم وتحسين قدرتهم على الشفاء…
ومن هنا ندرك لماذا أمر النبي الكريم بصلة الرحم فقال: (قال الله تبارك وتعالى: أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرَّحِم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتَتُّه) [رواه الترمذي وأبو داود وأحمد وصححه الترمذي والألباني].
كذلك قال النبي الكريم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه) [رواه البخاري]. وقال أيضاً: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) [البخاري].. وأحاديث كثيرة تؤكد وترغّب بوصل الرحم والعطف عليهم ومساعدتهم وفعل الخير معهم بل والتصدق على المحتاج منهم..
والسؤال: ألا تتفق أحاديث نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم مع العلم الحديث؟ أليس كل ما جاء به هذا النبي هو الخير؟ إذاً فلماذا يرفض أولئك الملحدون هذا الدين الحنيف؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع:
http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2016/01/160101_dementia_visits_benefit