» أسرار الإيمان واليقين

سلسلة الافتراءات (3): مصادر القرآن

عندما اطلعت على الكتاب المقدس شعرت بعظمة القرآن الكريم وحمدت الله تعالى على نعمة الإسلام…..

يدعي بعض المفترين على القرآن أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ معلومات القرآن من الكتب السابقة مثل الإنجيل والتوراة ويقولون إن القصص ذاتها والمعلومات نفسها مع تعديلات بسيطة، ولذلك فإن القرآن لم يأتِ بشيء جديد.. فما هو الرد على هذا القول؟

إن مشكلة من يفتري على القرآن أنه لم يقرأ القرآن، أو أنه يتعامى عن رؤية الحقائق القرآنية، ولكن الرد على هذه الدعوى سهل جداً، لأن القرآن شديد الوضوح في مصدره الإلهي، على عكس بقية الكتب المفعمة بالمصادر البشرية الواضحة.

ما رأيك عزيزي القارئ بشخص يشرب الخمر ثم يزني بابنته… ثم في اليوم الثاني يشرب الخمر ويزني بالأخرى… وبعد ذلك تنجب كل بنت ولداً … ثم يكبر هؤلاء الأولاد ويشكلون أقواماً… والطامة الكبرى أن هذا الأب لا يدري ما يفعل .. ماذا يمكن أن نسمي شخصاً كهذا… للأسف يا أحبتي الكتاب المقدس يسمي هذا الشخص الشاذ.. للأسف يسميه نبي الله!!!

ولكن المنطق العلمي يفرض بأن مثل هذه القصص غير المنطقية ملفقة وساذجة والذي وضعها لا يملك أدنى تصور أو مهنية في كتابة القصة. لذلك لا يمكن أن تكون هذه القصة وأمثالها من عند الله… لأننا ببساطة نستحيي من عرضها على القراء لما تحويه من ألفاظ بذيئة تخدش الحياء…

هذه قصة نبي الله لوط حسب الكتاب المقدس سفر التكوين الإصحاح 19 حيث نجد قصة عبارة عن هراء… إن الإنسان الذي يملك أقل قدر من الذكاء لا يمكن أن يصدق بأن نبياً أرسله الله يمكن أن يفعل مثل هذا الأمر… ثم لماذا يذكر الله في “كتابه” المقدس مثل هذه القصص الشاذة، والتي لا يمكن أن تحدث في الواقع، فالنبي لوط عليه السلام، فعل هذه الأشياء ثم حملت ابنتاه ولم يفكر أن يسألهما من أين لكما هذا؟؟

والآن سنعرض ما قاله القرآن عن هذا النبي الكريم “لوط” عليه السلام. قال تعالى: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ *إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ * أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ * قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ * فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ * ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآَخَرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) [الشعراء: 160-174].

تأملوا يا أحبتي فقط في 85 كلمة أخبرنا الله عن قصة بأسلوب رائع ولخص لنا حياة هذا النبي الكريم، إنه نبي طاهر حارب الفساد.. ولكن كاتب الكتاب المقدس أراد أن يشوه صورة هذا النبي الكريم، فهل اقتبس القرآن قصة لوط من الكتاب المقدس؟؟

هناك شعر يتغزل بالنساء ويصور لنا مشاعر هذا الرجل بشكل فاضح، ماذا نسمي شخصاً كهذا؟ إنه يذكرنا بشعراء الجاهلية الذين يشربون الخمر ويتغزلون بالحبيب… ولكن الكتاب المقدس مليء بمثل هذه النصوص… التي يستحي أحدنا قراءتها أمام أخته أو ابنته أو أمه! ورد في الكتاب المقدس: (1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي … 3قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي، فَكَيْفَ أَلْبَسُهُ؟ … 1مَا أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ… 2سُرَّتُكِ كَأْسٌ مُدَوَّرَةٌ … 3ثَدْيَاكِ كَخَشْفَتَيْنِ… 6مَا أَجْمَلَكِ وَمَا أَحْلاَكِ أَيَّتُهَا الْحَبِيبَةُ بِاللَّذَّاتِ … لِحَبِيبِي السَّائِغَةُ الْمُرَقْرِقَةُ السَّائِحَةُ عَلَى شِفَاهِ النَّائِمِينَ… ) [مقاطع من نشيد الأنشاد – الكتاب المقدس]….

هذه مقطوعة (مهذبة نوعاً ما في نشيد الأنشاد) مما يسمى الكتاب المقدس، ونستحيي من عرض نشيد الأنشاد كاملاً الذي يضم كلمات فاضحة.. وسؤالي: ماذا نسمي صاحب هذا الكلام؟ تأملوا كيف يثير الغرائز والشهوات من خلال ذكر: عيناك- شعرك – أسنانك – شفتاك-  فمك- خدك – عنقك… وأخيراً ثدياك… الحقيقة هذا شاعر ماجن يمضي وقته بين الفتيات ، ولكن للأسف والأسف الشديد أن الكتاب المقدس يسمي صاحب هذا الكلام نبي الله!!!

انظروا كيف يصور لنا الكتاب المقدس النبي سليمان، وكيف يصوره القرآن لنا، يقول تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) [النمل: 15]. ويقول: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل: 19] … ثم تابعوا معي أقوال هذا النبي في القرآن: (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 40].

الأنبياء في القرآن

جميع الأنبياء الذين ذكرهم القرآن هم أناس مطهرين اختارهم الله لمحاربة الفساد ونشر العلم والعدل في الأرض، وتأملوا معي هذه الآية الكريمة التي تلخص لنا سلوك الأنبياء في سورة الأنبياء: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90]. أما في الكتاب المقدس فنجد نبياً محتالاً (يعقوب) ونبياً قاتلاً (داود) ونبياً مخادعاً (إبراهيم) ونبياً يسكر ويزني (لوط وغيره) ونبياً يعشق النساء (سليمان)… وإما أن يجعلوا من النبي إلهاً يضحي بنفسه ويُصلب ويفدي البشر… وهكذا بشكل يستحيل أن يكون الكتاب المقدس صحيحاً بل هو كتاب محرف بامتياز.

والخلاصة

لو درسنا كل قصص الكتاب المقدس نجدها محرفة وركيكة ولا يوجد ترابط بينها، فالكتاب المقدس يحقر أنبياء الله، والقرآن يرفع من شأن الأنبياء جميعاً.. الكتاب المقدس يجعل المسيح إلهاً مصلوباً ضعيفاً… والقرآن يجعل منه كلمة الله وروحه ووجيهاً في الدنيا والآخرة… الكتاب المقدس يزخر بالعبارات الفاحشة وتجعل من الإنسان يحمل الخطيئة… أما القرآن فنجده مليئاً بالعبارات التي تكرم الإنسان وتفضله على كثير من المخلوقات.

والسؤال: ما هي العبارات التي اقتبسها النبي من الكتاب المقدس؟ ثم إن الكتاب المقدس لم يكن مترجماً في عهد النبي الكريم، والنبي لا يعلم لغة غير العربية، فكيف أخذ هذه المعلومات وكيف ترجمها… بل ما هي حاجته لمثل هذا العمل … ماذا سيخدمه في دعوته؟

الكلام المنطقي المقبول أن القرآن كلام الله تعالى، والإنجيل والتوراة أيضاً كلام الله تعالى، ولكن التحريف الذي لحق بالكتاب المقدس جعله كتاباً غير صالح ولذلك أنزل الله القرآن ليكون الرسالة الخاتمة والمحفوظة للبشر جميعاً…

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك