لم يدرس العلماء بعد كل شيء في القلب، وربما نحتاج اليوم لدراسة تأثير كلام الله تعالى على القلوب لعلاجها من أمراض العصر …. |
مقدمة
في هذه السلسلة نحاول طرح بعض الأفكار الجديدة بحيث نعرض كل مرة آية من آيات الإعجاز العلمي، مع فكرة الإعجاز فيها ونترك المجال للباحثين ليبحثوا كل حسب اختصاصه. ولن نبالغ إذا قلنا إن كل ما تم اكتشافه من حقائق الإعجاز العلمي لا يشكل إلا أقل من 1 %… وهناك 99 % من الأسرار والحقائق لم يكتشفها علماؤنا بعد. وهذه الآيات بحاجة لمن يبحث ويدرس ويتدبر ليستخرج الكنوز الكامنة في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
آية طالما تفكرت فيها عندما كنتُ أحفظ القرآن قبل ربع قرن.. وكنتُ على الدوام أعتقد بوجود معجزة عظيمة فيها، وبخاصة أنها تكررت في القرآن بصيغ مختلفة، وللأسف لم يبحث فيها أحد حتى الآن. مع أن الإعجاز الطبي فيها واضح والمسألة تحتاج لشيء من البحث والتدبر.
الآية القرآنية ومدلولاتها
قال تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) [البقرة: 74]. في هذه الآية الكريمة إشارة إلى قسوة القلب، وتشبيه للقلوب بالحجارة. ونحن نعلم من علم مقاومة المواد في الهندسة الميكانيكية أن لكل مادة درجة من القساوة، ويعتبر الألماس من أقسى العناصر في الطبيعة.
من الحقائق الطبية المؤكدة أنه لا يوجد قلبين متشابهين في العالم، فكل إنسان له قلب خاص به يتميز بخصائص ومواصفات تختلف عن قلب غيره من الناس. والقلب عبارة عن عضلة قد تقسو وقد تلين مثلها مثل عضلات الجسم.
ولذلك نجد هؤلاء الملحدين قد قست قلوبهم بسبب الكفر والإلحاد والبعد عن الخالق عز وجل وإنكارهم لآياته. ولذلك قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [الزمر: 22]. فقلب الملحد يقسو أثناء تلاوة القرآن. كذلك أولئك الذين يستهزئون بالقرآن ويشوهون صورة الإسلام لهم قلوب قاسية، قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ) [المائدة: 13].
إن كل إنسان بعيد عن الله تعالى يستولي عليه الشيطان وينسيه ذكر الله فيصبح قاسي القلب، قال تعالى: (وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام: 43]… وهكذا تأتي الآيات لتؤكد لنا حقيقة طبية لو بحثها الأطباء لوجودها يقيناً وهي “حقيقة قسوة القلب”.
والذي يؤكد هذه الحقيقة أن الله تعالى ذكر لنا بأن القلوب تلين أيضاً واللين هو عكس القسوة، قال تعالى: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23]. فالقلوب تقسو وتلين حسب إدراكها لكلام الله تعالى.
آفاق البحث في الآية الكريمة
فكرة البحث تعتمد على اختبار وفحص مجموعة من قلوب أناس مؤمنين يذكرون الله كثيراً، وأناس ملحدين لا يذكرون الله وينكرون وجود الخالق عز وجل. وسوف نجد الفروقات واضحة بين قلوب هؤلاء وأولئك. ولكن ما هي معايير القسوة واللين؟
هناك الكثير من المتغيرات أو المعطيات التي تخص القلب مثل النشاط الكهربائي والحقل الكهرطيسي ومخطط ضربات القلب فرق ضغط الدم … كل هذه المعطيات يجب دراستها أثناء التجربة كما يلي:
* قياس النشاط الكهربائي للقلب أثناء تلاوة الآيات القرآنية
* قياس تغير المجال الكهرطيسي للقلب أثناء الاستماع إلى القرآن
* قياس فرض ضغط الدم – مخطط ضربات القلب … والمقارنة بين قلب الملحد وقلب المؤمن.
النتائج والتطبيقات العملية
إن مثل هذا البحث يمكن أن يمكن الباحثين من إيجاد طريقة لتنشيط عمل القلب من خلال الاستماع إلى القرآن الكريم. ومثل هذه الطريقة ستكون علاجاً مجانياً لكثير من الذين يعانون من اضطرابات نظم القلب أو مشاكل في عمل القلب.. والله أعلم.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل