دعونا نكتشف الشيفرة الرقمية في سورة مريم…
هل تعلمون ما هو أول رقم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم؟ إنه الرقم 19 الذي خاطب الله به البشر بأصنافهم: أهل الكتاب والمؤمنين والملحدين.. ففي بدايات نزول الوحي نزلت سورة المدثر ونزل فيها: { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر: 30]. وفي الآية التالية: (وَ مَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَٰبَ وَ يَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِيمَٰنًا) فالعدد 19 (عدّتهم) هو وسيلة لزيادة اليقين عند أهل الكتاب ووسيلة لزيادة الإيمان عند المؤمنين.. فما علاقة الرقم 19 بأهل الكتاب؟!
دعونا نفتح القرآن على السورة رقم 19 إنها سورة تتعلق بأهل الكتاب.. إنها سورة مريم! ولكن ما علاقة الرقم 19 بسورة مريم وكيف يمكن لهذا الرقم أن يكون معجزة تدعو لليقين والإيمان؟
هل تعلمون أن الرقم 19 له حضور في أول آية من القرآن وهي البسملة تتألف من 19 حرفاً، وأن عدد سور القرآن 114 من مضاعفات الرقم 19:
114 = 19 × 6
وهل تعلمون أن الرقم 19 له حضور مع أول سورة نزلت من القرآن؟
حقائق مذهلة في أول سورة نزلت من القرآن هي سورة العلق:
عدد آيات سورة العلق 19 آية
عدد كلمات سورة العلق 76 كلمة = 19 × 4
عدد حروف سورة العلق 285 حرفاً = 19 × 15
المفاجأة أن عدد الكلمات + عدد الحروف هو 361 = 19 × 19
نعود لسورة مريم وإليكم الحقائق التالية:
– رقم سورة مريم في القرآن هو 19
– ذكر اسم “مريم” في بداية قصة مريم في قوله تعالى: (واذكر في الكتاب مريم…. ) وذكر في نهاية القصة في قوله: (ذلك عيسى ابن مريم… ) عدد الآيات من الآية الأولى للأخيرة 19 آية..
– عدد كلمات سورة مريم هو 1083 كلمة = 19 × 19 × 3
– عدد تكرار حروف اسم (مريم) في سورة مريم هو:
م = 287 ر = 167 ي = 342 م = 287
– مجموع حروف “م ر ي م ” في سورة مريم:
287 + 167 + 342 + 287 = 1083 حرفاً
هو نفس عدد كلمات سورة مريم ويساوي 19 × 19 × 3
تصوروا أن عدد كلمات سورة مريم، هو نفس مرات تكرار حروف اسم “مريم” في سورة مريم!! وهو من مضاعفات الرقم 19 مرتين!! والرقم 3 هو الحروف التي تركب منها اسم مريم (م ر ي)!! لنتابع…
– عدد حروف سورة مريم كاملة مع عدّ الحروف النورانية كهيعص وفق ضوابط البحث هو 3876 حرفاً… هذا العدد من مضاعفات الرقم 19 أيضاً.. ولكنه بطريقة أخرى يساوي:
3876 = 114 × 34
العدد 114 هو عدد سور القرآن!
العدد 34 هو عدد مرات ذكر اسم “مريم” في القرآن كله!
إذاً يا أهل الكتاب! إذا أردتم أن تتعرفوا على السيدة مريم فعليكم بالقرآن الذي هو 114 سورة والذي ذكر “مريم” 34 مرة والذي خاطبكم بالرقم 19 وقال: (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب).. فهل تستيقنوا بأن هذا القرآن هو كلام الله تعالى؟
ولكن ماذا عن الحروف النورانية في بداية سورة مريم؟
إذا قمنا بعدّ هذه الحروف وفق ضوابط البحث نجد عدداً من مضاعفات 19 أيضاً وكذلك من مضاعفات عدد سور القرآن 114 لذلك يمكن أن نكتب:
كهيعص = 798 حرفاً = 114 × 7
العدد 114 هو عدد سور القرآن والعدد 7 هو عدد أبواب جهنم
ولا ننسى أن الرقم 19 يمثل عدد خزنة جهنم … فمن لم يؤمن بهذا القرآن وجحد كلام الله تعالى … فهذه جهنم بملائكتها ال 19 وأبوابها ال 7 بانتظار كل ملحد أو منكر أو جاحد…
في سورة مريم معظم الآيات تنتهي ب “يا” مثلاً: (زكريا – خفيا – شقيا – وليا –رضيا…) وهناك آيات تنتهي بحروف أخرى مثل: (عداً – وفداً – ورداً – ركزا…) إليكم النتائج المفاجئة:
عدد كلمات الآيات التي تنتهي ب “يا”هو:
722 كلمة = 19 × 19 × 2
الرقم 2 يرمز لمريم وابنها (عليهما السلام)!!
عدد كلمات الآيات التي تنتهي بحروف أخرى هو :
361 كلمة = 19 × 19
ونحن نعلم أن “يا” تستخدم للنداء.. وفي القرآن كله تتكرر أداة النداء “يا”:
361 مرة = 19 × 19
فإذا ناديتَ فتوجه بالنداء إلى الله الواحد الأحد!!
ولكن إذا كانت كل هذه النتائج تأتي متفقة مع الرقم 19 فكم آية تحدثت عن السيدة مريم في القرآن؟
اسم “مريم” تكرر 34 مرة ولكن معظم الآيات تتحدث عن “عيسى ابن مريم” وهناك 11 آية تتحدث تحديداً عن مريم عليها السلام باسمها، بالإضافة إلى 8 آيات تتحدث عن مريم بصفتها (أخت هارون – التي أحصنت فرجها – ابن مريم وأمه….).. المجموع 19 آية!
أول آية من هذه الآيات التسع عشرة هي:
{ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَ لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَ إِنِّي سَمَّيْتُهَا [19 كلمة]
مَرْيَمَ وَ إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَ ذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَٰنِ الرَّجِيمِ } [آل عمران: 36].
آخر آية من هذه الآيات التسع عشرة هي:
{ وَ مَرْيَمَ:
ابْنَتَ عِمْرَٰنَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَ صَدَّقَتْ بِكَلِمَٰتِ رَبِّهَا وَ كُتُبِهِ وَ كَانَتْ مِنَ الْقَٰنِتِينَ [19 كلمة] } [التحريم: 12].
لاحظ أن اسم “مريم” في المرة الأولى سبقته 19 كلمة
واسم “مريم” في الآية الأخيرة جاء بعده 19 كلمة
وعدد الآيات التي ذكرت فيها مريم باسمها أو صفتها 19 آية!!!
وأخيراً ربما ندرك لماذا كتبت كلمة “رحمة” بالتاء كما يلي: (ذكر رحمت ربك عبده زكريا) [مريم: 1]، لأنها لو كتبت بالهاء هكذا”رحمة” لنقص عدد حروف الهاء واحداً واختل هذا الميزان الرقمي المحكم في عدد تكرار كهيعص!!
وربما ندرك أيضاً لماذا قال قوم مريم لها: (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء) [مريم: 28] ولم يقولوا: “يا مريم” لأنهم لو قالوا “يا مريم” لزاد عدد الياءات واحداً واختفت المنظومة الرقمية لتكرار حروف “م ري م” وتكرار حروف “ك ه ي ع ص) وزاد عدد كلمات السورة واحداً ولم يقبل أي من هذه الأعداد القسمة على 19
إذاً كل كلمة وكل حرف في هذا القرآن نزل بعلم الله القائل: (وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) [الجن: 28]… وكأن الرقم 19 هو “بصمة” أو “شيفرة” تستطيع من خلالها التأكد بأن هذا القرآن لم يحرف … كما قال تعالى: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9].
ملاحظة:
ضوابط العدّ والإحصاء في هذا البحث:
بخصوص الحروف النورانية تم التعامل معها كحروف وليس ككلمة لأن لها طريقة لفظ خاصة وليس لها معنى أو اشتقاقات مثل كلمات اللغة العربية.. لذلك تم عد حروف (كهيعص) كما يلي: “كاف ها يا عين صاد” أي 13 حرفاً.. تم عدّ واو العطف كلمة لأنه يكتب بشكل منفصل ومستقل عن الكلمة التي تليه – تم عدّ الحروف حسب الرسم العثماني – مصحف المدينة المنورة.
المرجع: برنامج إحصاء القرآن الكريم (خيارات الرسم العثماني مع فصل الواو) – موقع الكحيل للإعجاز العلمي 2020