» أسرار الإيمان واليقين

تريد جلب الرزق ؟…. حافظ على قراءة هذه السورة

حافظ على قراءة هذه السورة قبل النوم لعلاج ضيق الرزق ولنجاة من عذاب القبر ولمنع الشر عنك.. هذه السورة كان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يسمونها المانعة لأنها تمنع صاحبها من عذاب القبر وذُكِرَ فيها الرزق أيضاً فهي سورة تجلب لك الرزق.

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال عن هذه السورة؟ قال: سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر صلى الله عليه وسلم.. إذاً إذا حافظت على قراءة هذه السورة وبخاصة قُبيل النوم.. النبي هكذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام يقرأها بعد صلاة العشاء وقبل أن ينام حتى إنه في حديث صحيح يقول عليه الصلاة والسلام: (إن سورةً من القرآن ثلاثون آية شفعت لصحابها أو شفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له، ما هي هذه السورة يا رسول الله؟ قال: هي سورة تبارك الذي بيده المُلك).

إذاً لماذا النبي ركَّز على هذه السورة؟ وما أهمية هذه السورة في فتح أبواب الرزق؟ في النجاة من عذاب الله؟ النجاة من عذاب القبر؟ وكذلك أن تمنع عنك الشر في الحياة قبل الموت؟ هذه السورة تبدأ بداية عجيبة الله سبحانه وتعالى يقول: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:1].. بداية قوية جداً ومباشرة.. الله يريد أن يقول لك: أيها الإنسان أنه هناك إلاهاً قادراً على كل شيء {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:1].. {بِيَدِهِ الْمُلْكُ} [الملك:1] إذاً أنت مِمَ تخاف؟ لماذا تخشى ضيق الرزق؟ ولله بيده المُلك وهو الذي يخاطبك ويقول لك: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:1] مِمَ تخاف؟ هناك إله قريب منك جداً.. أقرب من نفسك إليك قال تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16]… إذاً هذا الإله العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء قادر أن يرزقني ويمنع عني الشر ويصرف عني الأذى.. قادر أن يشفني وقادر أن يرزقني وقادر أن يفعل كل شيء {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:1].

طيب مَن الذي خلق حياتي؟ مَن الذي سيميتني؟ إنه الله {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك:2] إذاً هذا الإله خلق الموت والحياة من أجل هدف.. يجب أن تضع هذا الهدف أمامك يعني نحن الآن معظم الناس يلهث وراء العلاج.. وراء المال.. وراء أن يبني بيتاً.. أن يؤمن مستقبل أولاده يعني أهداف دنيوية وقِلة قليلة فقط هي التي يتجه نظرها نحو الآخرة.. قِلة قليلة تعتبر أن هذه الدنيا دار اختبار يعني نحن الآن في امتحان قد تفقد ولداً/ابناً.. قد تفقد يعني إنسان قريب أب أو أم.. زوج أو زوجة.. تفقد ولد أو ربما عدة أولاد… هناك أنواع كثيرة من البلاء خلقها الله في الدنيا ليختبر قوة إيمانك.. نحن في الاختبار “الاختبارات العادية في المدرسة أو في الجامعة أو من أجل عمل أو من أجل شيء معين” تخضع لاختبار تجد نفسك مضغوطاً جداً بسبب تزاحم الأسئلة وتريد أن تُنجز يعني تجتاز هذا الاختبار بنجاح وتبذل جهد كبير جداً خلال فترة الاختبار.. هذه الدنيا إذا قُدِّر لك أن تعيش مثلاً سبعين سنة هذه السبعين سنة هي ساعة من ساعات يوم القيامة يعني مدة الاختبار ساعة عملياً لأن الله تبارك وتعالى يقول: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ} [الروم:55] الساعة يعني القيامة.. عندما يرى المجرم أهوال يوم القيامة يتأكد تماماً لدرجة أنه يُقسم بأنه لم يلبث بهذه الدنيا إلا ساعة يعني السبعين سنة تساوي ساعة من ساعات يوم القيام.

إذاً أنت هذه الساعة التي هي الدنيا معقول أنك تلهث فيها وراء شيء فاني وتشكو من قلة الرزق وضيق العيش وكذا بالعكس.. المرض هو بلاء من الله أنا أستقبل هذا البلاء بكل صبر وكل قبول وأحمد الله مع العلم أن النبي أمرنا بالتداوي (تداووا عباد الله) ولكن قبل أن أتداوى أن يجب أن أعلم الحكمة من هذا المرض.. لماذا أصابني هذا المرض؟

إذاً هنا الآية “سورة المُلك” تخبرنا أن كل ما يحدث معنا هو ابتلاء لدرجة أن الله قال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ} [الملك:2] وقدَّم ذِكر الموت ليأخذك لقضية مهمة أنك ستموت أيها الإنسان.. لا تغفل عن ذكر الموت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (أكثروا من ذكر هادم اللذات أي الموت) فذكر الموت يجعلك تتذكر أنك في اختبار.. فإذا ضاق رزقك ضاق عيشك.. إذاً هذا ابتلاء من الله.. اختبار: هل أصبر؟ هل أتذمر؟ هل أشكو الله إلى عباد الله؟ ماذا أفعل؟ هنا بناءً على رد فعلك أن قيم نفسك {كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء:14].. إذا كنت ترضى بقضاء الله وتحمد الله وتصبر فإذاً أنت نجحت في الاختبار وإذا كنت ستتجه إلى ما يُغضب الله تعالى إذاً أنت فشلت في الاختبار.

إذاً هنا أود أن أعطيكم لمحات من هذه السورة لكي يعني نُدرك لماذا هذه السورة مهمة؟ لماذا هي مهمة في النجاة من عذاب القبر؟ هذه السورة تحدثنا عن نار جهنم الله تعالى يقول: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:8-10] انظر كيف يعترف الغافل عن الله بذنبه.. العاصي لله الذي لا يستجيب عندما تقول له: “قُم إلى الصلاة” لا يستجيب.. الشيطان استحوذ عليه.. تقول له: “لا تؤذي فلان” لا يستجيب.. تقول له: “اتقِ الله” لا يستجيب… مثل هذا سيكون مصيره يوم القيامة هذه الآية: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك:10-11] يعني نهاية سيئة جداً.. لذلك أنت اليوم لديك مساحة من الزمن.. لديك مساحة من العمر.. مساحة من الوقت والقضية بسيطة أن تقول: يا رب فقط والله سيهديك يعني القضية لا تحتاج معك أكثر من كلمة واحدة أن تدعو الله سبحانه وتعالى وتقول: يا رب اهدني والله سيهديك إلى سواء السبيل.

إذاً نحن عندما نتأمل مصير أصحاب النار يعني نبدأ ونعمل لمثل ذلك اليوم لننجو من عذاب القبر وعذاب النار لذلك سميت المانعة لأنها تمنع عنك عذاب الله بينما بنفس الوقت الله يريد أن تكون من هؤلاء: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12] الله يريدك أن تكون من هؤلاء.. لذلك هذه السورة هي ترد على أولئك الملحدين الذين يقولون: إن الله خلق الناس ليعذبهم.. لا لو خلق الناس ليعذبهم لماذا يهدينا للحق؟ لماذا الله يريد أن يدخلنا في جنات النعيم؟ لماذا يبين لنا الحلال من الحرام؟

إذاً الله يريد لي ويريد لك الخير ويريد للناس جميعاً الخير ويريدنا أن نكون من الذين قال فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12] ثم يقول سبحانه وتعالى.. يعني القرآن يريد أن يعطيك تصوُّر أن رزق الله لا ينفد ورزق الله سبحانه وتعالى كثير وخزائنه مليئة: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر:21] يقول تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك:15] لم يقل: “وكلو من رزقكم” أنت خطأ أن تقول: هذا رزقي أو هذا مالي أو هذا عملي.. لا {وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} الله لو لم يعطيك القوة على السعي ولم يعطيك القدرة على أكل الطعام ولم يعطيك القوة أصلاً على الحياة {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} [الملك:2] من أين سترزق؟ ولو لم ينزل علينا رزق من السماء (الأمطار وهذه النباتات وهذا الرزق وهذه الثروات الموجودة على الأرض).. نحن ماذا صنعنا؟ الإنسان ماذا صنع؟ لم تصنع لا النفط ولا النباتات ولا الماء ولم تصنع أي شيء أيها الإنسان أنت وجدت على هذا الكوكب كل شيء جاهز لخدمتك.. لم تخلق أي شيء {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان:11].

إذاً هنا آية تذكرك برزق الله عز وجل لذلك هذه السورة أيضاً إذا قرأتها هي سورة الرزق.. الآية هنا التي أحب أن أركز عليها: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك:16] هذه الآية فيها إعجاز علمي أيضاً.. أننا الآن كرتنا الأرضية عبارة عن قشرة رقيقة على السطح وتحتها سبع طبقات هذه الطبقات: طبقات نارية ملتهبة والقشرة هذه الرقيقة يعني أقل من مئة كيلومتر وفي مناطق أقل.. تطفو على جحيم من الحمم المنصهرة وبالتالي في أي لحظة يمكن أن تميل وتنقلب وتنخسف لأننا نعيش على قشرة رقيقة فقط وتحتها نار.. فلذلك ذكرنا هنا القرآن قال: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك:16] تضطرب وتهتز وتميد.

{أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك:17] العلماء يؤكدون أن هناك مليارات النيازك تحوم من حولنا وكويكبات صغيرة ومنها ما هو يبلغ قطره عدة كيلو مترات.. كويكبات حجارة إذا اخترقت الأرض دمرَّت الحياة على ظهرها وهي بالمليارات موجودة من حولنا وقريبة منا.. ونحن تحدَّثنا كثيراً عن الكويكبات التي تمر بالقرب من الأرض ولكن لا تؤذينا ولا نشعر بها من رحمة الله سبحانه وتعالى: {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} [الملك:17] حاصباً من الحجارة يعني هذه النيازك وهذه الكويكبات منها ما هو بحجم حبة الرمل ومنها ما يبلغ قطره عدة كيلو مترات لذلك كلها خطيرة لو اخترقت الأرض ستدمر الحياة {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك:17] لذلك يجب أن ننتبه ونحمد الله سبحانه وتعالى أن يعني حمانا بفضل هذا الغلاف الجوي والغلاف المغناطيسي الذي يحمي الأرض.

{أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك:19] طيب انظر إلى هذه الطيور التي تطير في الجو.. مَن يرزقها؟ هناك طيور تبقى أشهر تطير لا تنزل.. يرزقها الله وهي في الجو بطريقة عجيبة سبحان الله.. تأكل كائنات صغيرة وهي في الجو.. هذا الطير لا يملك من أمره شيئاً يرزقه الله سبحانه وتعالى.. أعطاه الله قدرة على كسب رزقه.. طيب هذا الإله لا يعجز أن يرزقنا ونحن ندعوه.. نقول يا رب ونحن نقرأ كتابه.. لذلك هذه السورة مهمة في تكثير الرزق {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} [الملك:19].

“أنا أختار طبعاً آيات معينة لكيلا أطيل عليكم” الله تعالى يقول: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ} [الملك:21] تجد الإنسان يعني يغرق في الضلال وفي غياهب الضلال وهو مستكبر وينفر من الالتزام بأمر الله على الرغم من ذلك الله يرزقه سبحان الله.. انظر إلى الملحدين.. الذين يستهزئون بالإسلام.. يستهزئون بالنبي.. يحاربون المؤمنين الله يرزقهم.. لأن الرزق قضية الله تعهد وألزم نفسه بالرزق {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود:6] يعني الله ألزم نفسه بالرزق لذلك لا تحمل هم الرزق والله موجود.

{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:1] طيب هنا الله يذكرك ويقول: هو الذي أنشائكم.. ذكرك كنت طفلاً أو كنت جنيناً بحجم حبة الرمل.. حجم حبة الرمل في بطن أمك يعني في ظلام “في ثلاث ظُلمات” لا يوجد مَن يعينك حتى أمك لا تعلم شيئاً ولا أحد يعلم شيئاً عنك.. الله هو الذي أنشائك {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ} [الملك:23] ثم يقول لك: {قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الملك:24] يذكرك أنك ستحشر بين يدي الله يعني اليوم إذا وقفنا في مكان مزدحم وفي حرارة عالية لا يكاد أحدنا يتحمل “يختنق” كيف ستقف خمسين ألف سنة في هذا الزحام يوم القيامة والشمس تدنو من رؤوس العباد وهناك أناس يغرقون في عرقهم؟ كيف ستقف؟ يعني احسب هذا الحساب رجاءً.. نحن الآن إذا كنا سنتعرَّض لقطع في الكهرباء أو في الماء لمدة ساعات تجد أحدنا يستعد ويأخذ احتياطاته طيب أنت يوم القيامة كيف ستستعد؟ الذي يُفيدك هو العمل الصالح والصبر على البلاء {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24].

إذاً الصبر هو مفتاح الجنة.. مفتاح النجاح في الحياة والنجاة في الآخرة.

هنا أنا أود أن أختم بالآية التي ختم الله بها سورة الملك وهي آية عظيمة: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30] هنا يجب أن نقول: يأتينا به الله سبحانه وتعالى.. الله سبحانه وتعالى صمم الأرض وصمم طبقات الأرض وصمم طبيعة صخور الأرض أنها تحتجز الماء.. لو كانت هذه الصخور نفاذة للماء لنزل الماء إلى باطن الأرض أو لو كانت نسبة تبخر الماء أعلى بقليل لتبخر الماء كله…إذاً {إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} [الملك:30] الله يأتينا به.. طب هذا الماء مَن الذي خلقه؟ الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دون ماء.. الماء هو عصب الحياة (هو أساس الحياة) {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء:30].

لذلك هذه السورة كلها تُذكرك بنعم الله عليك.. بالنعم الخفية التي لا ينتبه لها معظمنا.. نعمة الماء نعمة عظيمة.. انظر إلى مَن يموت في الصحراء بسبب أنه ليس لديه ماء وضل الطريق وتجده يلف حول نفسه لا يهتدي يموت وحدث ذلك كثيراً ويحدث.. قيمة الماء الذي تشربه مهمة جداً أن تشعر وتقول: الحمد لله عندما تشرب.. عندما تسمع نعمة السمع الله مَنَّ عليك بها.. نعمة البصر.. نعمة اللسان.. نعمة… كل شيء كل ذرة من جسدك فيها آية من آيات الله.

لذلك أرجو أن تحفظ هذه السورة.. السورة يمكن أن تحفظها في يوم واحد أو يومين.. استمع إليها باستمرار عبر الموبايل مثلاً بحيث أنك تستمع لها كل يوم عشرات المرات.. وأنت نائم تستمع لها وفي الصباح وفي المساء حتى تحفظها عسى أن تكون وسيلة تنقذ نفسك بها من النار وتوسع الرزق وتنجو بها من عذاب القبر ومن مشاكل الدنيا.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذه السورة بركةً لنا في الدنيا ويوم الموت ويوم لقاء الله.. إنه سميعٌ قريبٌ مجيب والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك