» الإعجاز في الكون

كيف تحدث النبي الكريم عن معدل الأمطار السنوي؟

اليوم وكالة الجيولوجية الوطنية الأمريكية USGS هذه الهيئة تقوم بإحصائيات سنوية لمعدلات الأمطار فتجد أن منطقة تعاني من جفاف بالفعل.. منطقة أخرى فيها أمطار غزيرة ولكن عندما حسبوا كمية المطر التي تنزل على الأرض (على الكرة الأرضية) كل عام شبه ثابتة..

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه معجزة تُثبت صدق النبي عليه الصلاة والسلام بلغة العلم.

اليوم يبدو طبيعياً عندما نجد معدلات الأمطار وحالة الطقس وكمية نزول المطر على بقاع محددة من الأرض ومعدل الأمطار العالمي… كل هذه الأرقام اليوم تبدو اليوم طبيعية ولكن قبل 14 قرناً أو أكثر يعني في القرن السابع الميلادي عندما بُعث النبي عليه الصلاة والسلام هذه البيانات لم تكن متوفرة.. كان الإعتقاد السائد أن هناك مناطق ينزل عليها المطر.. هناك مناطق جافة مثل صحراء الجزيرة العربية تعاني من قلة الأمطار وقد يظن البعض أن الأرض كلها هكذا بالنسبة لمَن لم يرى تركيب الأرض في ذلك الوقت وتوزع الأمطار هنا وهناك قد يظن أن المطر إذا نزل في مكان سينزل على كل الأرض.. وإذا حدث جفاف في مكان يظن أن الجفاف يحدث في كل الأرض أو يعني يقولون هذه السنة هناك أمطار غزيرة.. في السنة التي بعدها الأمطار قليلة هذا هو المفهوم الموجود.

طيب النبي كيف تعامل مع هذه القضية الدقيقة؟ طبعاً يعجب البعض أن النبي لم يترك شيئاً وإلا أخبرنا عنه وبخاصة في مجال الحقائق العلمية.

اليوم وكالة الجيولوجية الوطنية الأمريكية USGS هذه الهيئة تقوم بإحصائيات سنوية لمعدلات الأمطار فتجد أن منطقة تعاني من جفاف بالفعل.. منطقة أخرى فيها أمطار غزيرة ولكن عندما حسبوا كمية المطر التي تنزل على الأرض (على الكرة الأرضية) كل عام شبه ثابتة.. يعني صحيح يحدث هنا جفاف ولكن الماء ينزل في مكان آخر وعندما ينزل الماء هنا بغزارة تجد أنه في مكان آخر هناك جفاف يعني دائماً يتوزع هذا المطر ويتم تصريفه بنظام معين.. واليوم هناك خرائط حقيقةً تُظهر لك المناطق الممطرة.. المناطق الجافة.. المناطق المعتدلة.. المتوسطة المطر إلى آخره… ولكن المجموع العام يعني خلال سنة كمية المطر التي تنزل (كمية الماء التي تنزل) شبه ثابتة.. هناك معدل وسطي ثابت.

طيب هذه القضية لم يكن أحدٌ على وجه الأرض يعلم شيئاً عنها قبل العصر الحديث وانتشار العلوم وبدأ العلماء يضعون أسس علم المناخ الحديث وعلم الطقس وغير ذلك وبدأت تظهر معهم هذه الأمور وعلم الجيولوجيا وغير ذلك.

طيب النبي عليه الصلاة والسلام ماذا يقول؟ سأقول حقيقة علمية وسأقول حديث النبي.. يعني وانظر أيهما أكثر بلاغة؟

  الحقيقة العلمية تقول: إن كمية الأمطار التي تنزل سنوياً.. هناك معدل شبه ثابت سنوياً لنزول المطر.. يعني الكمية التي تنزل هذا العام تساوي تقريباً العام الماضي وتساوي العام الذي قبله ربما تتغير عبر مئات أو آلاف السنين قليلاً يعني بتدرج ولكن المعدل العام شبه ثابت.

الشيء الثاني يقول لك: سبب ذلك أن الأمطار هذه تتوزع بطريقة معينة يعني المطر لا ينزل كله في مكان واحد ولا يحدث الجفاف دائماً في مكان واحد.. قد يحدث الجفاف سنة أو سنتين أو ثلاثة أو سبعة ولكن يعود المطر ينزل في هذا المكان ويحدث جفاف في مكان.. إذاً هناك نظام لتصريف هذا الماء كأنك أمام شبكة من الماء وتتصرف لك هكذا (تُصرف/توزع عبر الآرض).

إذاً الكمية ثابتة.. ثانياً هذه الكمية يتم توزيعها بطريقة معينة (بنظام ثابت).

النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “طبعاً هذا الحديث تم تصنيفه أحياناً على أنه ضعيف أو أنه مُرسل بسبب أن الناس لم يكن لديهم معرفة علمية كافية”.. هذا الحديث ماذا يقول؟ يقول عليه الصلاة والسلام: (ما من عامٍ بأمطر من عام).. طيب الناس هنا يتفاجئون السنة الماضية لم تنزل أمطار نهائياً.. السنة الحالية نزل مطر وبخاصة في الجزيرة العربية كان هناك تقلب في الطقس وجفاف وأمطار أحياناً.. فماذا قال لهم في الجزء الثاني من الحديث؟ (ولكن الله يُصرِّفه أو يَصرفه) صلى الله عليه وسلم  يعني يُصرِّف هذا الماء أو يَصرف هذا الماء: يوزعه كيف يشاء ولكن هي الكمية ثابتة ما من عام بأمطر من عام.

طيب بالله عليكم أنا كإنسان عاقل أنت تُشكك بهذا النبي وتقول لي: هذا النبي يكذب.. هذا النبي اخترع ديناً جديداً.. هذا النبي كذا وكذا… ما الذي يدعو هذا النبي الكريم أن يتحدث في قضية علمية لن تُقدَّم شيئاً له في زمنه؟ يعني الناس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحديث لم يجعلهم مثلاً يقدسون النبي أكثر.. هذا الحديث لم يُقدم له مال ولا شهرة بل بالعكس يخالف العقول في ذلك الوقت.. يخالف الثقافة السائدة في ذلك الوقت.. يعني لا أحد كان يُصدق في زمن النبي أنه ما من عام أمطر من عام كيف؟ كيف يصدقون أن كمية الأمطار ثابتة؟ وبخاصة أن معظم الأمطار تنزل على البحر لا على اليابسة.. لاحظ معي وبالتالي هنا أنت عندما تنظر إلى كلام النبي عليه الصلاة والسلام حيادياً تقول: ماذا استفاد النبي من هذا الحديث؟ لا شيء.. طيب من أين جاء بهذه المعلومة؟ لا نعلم.. من أين عَلِّم عليه الصلاة والسلام بأنه ما من عام بأمطر من عام؟ طيب هل الإغريق.. اليونان.. الصين.. الهند.. الرومان.. الفُرس كان لديهم هذا العلم؟ لا.. طيب من أين جاء به ولماذا يتحدث به؟ طبعاً أقول لك التفسير البسيط جداً: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4] تفسير غاية في البساطة: أن الله هو الذي أوحى له وأنه بالفعل رسول صادق في دعوته صلى الله عليه وسلم.

لذلك أنا أنصح الناس بتدبر هذه الأحاديث التي تتناول قضايا علمية لأنها تُثبت إيمانك أكثر {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ} [الفرقان:32].. المعلومة عندما تأتي بهذا الشكل تُثبت فؤاد الإنسان.. تجعلك تعتز بهذا الدين الحنيف.. تجعلك تثق أكثر.. تطمئن أكثر.. تؤمن أكثر.. الإيمان يزداد وينقص {وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب:22].

لذلك نحن بحاجة اليوم لمثل هذه الأحاديث النبوية العلمية ولو أن بعض العلماء صنَّف هذه الأحاديث على أنها ضعيفة ولكنها هي غير موضوعة.. هذه الأحاديث لم تُصنَّف غلى أنها موضوعة بعضهم صنَّف هذا الحديث أنه مثلاً قوي صحابي وليس قوي للنبي أو أنه ضعيف ولكن بما أنه موجود في التفاسير وموجود في كتب الحديث وكلمة ضعيف هنا لا تعني أنه موضوع هناك فرق بين أن تنسب كلام للنبي لم يقله وبين أن يكون هناك حديث لديك في سنده مثلاً ملاحظة معينة.. بعض العلماء لاحظ ملاحظة معينة في سند هذا الحديث مثلاً فربما يعني وضع إشارة هكذا أنه حديث ضعيف.. وكثير من الأحاديث أنا أقول لكم: التي صُنفت أنها ضعيفة وجد فيها إعجاز علمي.. وجدت مطابقة للحقائق العلمية اليوم.

لذلك أنا أدعو الذين ينتقدون الأحاديث الصحيحة التي تعب العلماء كثيراً في تصحيحها (البخاري أو مسلم أو غيره) أدعوهم أن يبحثوا في الأحاديث الضعيفة بدلاً ان ينقدوا الصحيح يعني 1400 سنة والعلماء وصلوا إلى آلاف الأحاديث الصحيحة الثابتة المنطقية وتتفق مع العلم وتتفق مع المنطق ولكن قد لا تتفق مع دماغك أنت.. فبدلاً أن تشكك وترفض وتَرُد حديث النبي.. لا ابحث في هذه الكنوز النبوية هناك مئات الأحاديث صُنِّفت على أنها ضعيفة ولكن حقيقةً العلو يؤيد صحة هذه الأحاديث كما في هذا الحديث (ما من عامٍ بأمطر من عام) حديث علمي بنسبة 100 بالمئة (ولكن الله يُصرِّفه) صلى الله عليه وسلم.

ولله لا نملك إلا أن نقول على هذا النبي الكريم كما وصفه الله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3-4].

صدق الله العظيم والحمد لله رب العالمين.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك