لماذا تدور أصلاً هذه النواة؟ ومما تتألف؟ وما تأثيرها على حياتنا؟ وماذا لو اختفت؟ وماذا لو توقفت هذه الحركة؟………دعوني أتأمل معكم هذه الحقائق العلمية ………….
بسم الله الرحمن الرحيم
انعكاس دوران نواة الأرض ماذا يعني؟
هل انعكاس دوران هذه النواة مؤشر على طلوع الشمس من مغربها كما يقول البعض؟
دعوني أتأمل معكم هذه الحقائق العلمية لنزداد إيماناً بالله تبارك وتعالى.
في البداية أرضنا تتألف من طبقات نارية ملتهبة ليست كما نراها.. نحن نرى الأرض هادئة مستقرة ولكن حقيقةً عندما ندخل في أعماق الأرض نرى طبقات الأرض.. قشرة الأرض هذه لا تمثل إلا أقل من 1بالمئة من قطر الأرض.. قشرة بحدود مئة كيلومتر فقط بينما لو نزلنا إلى عمق هذه النواة سنجتاز بحدود يعني قطر الأرض بحدود 13 ألف كيلو متر سبحان الله.. هنا طبقات نارية ملتهبة ونواة الأرض أيضاً هي كتلة شديدة الالتهاب وشديدة الحرارة وهي تدور طبعاً هذه النواة هنا في الداخل تتألف من عنصر الحديد الذي يقع في نواة الأرض سبحان الله..
قبل أن أتابع فقط أنا لا أستطيع أن أكمل إلا وأتذكر معكم أن الله كما وضع مركز الحديد هنا في المركز (مركز الأرض يتألف من عنصر الحديد).. كذلك لو ذهبنا إلى منتصف القرآن أو مركز القرآن نجد سورة اسمها الحديد.. عدد سور القرآن: 114.. النصف 57 هو رقم سورة الحديد.. هذه الملاحظة فقط لندرك أن الله هو الذي خلق هذه الأرض وأودع الحديد في مركزها هو الذي أنزل القرآن وجعل الحديد في المنتصف رقمها 57.. هذه من اللطائف العددية في كتاب الله سبحانه وتعالى.
الآن هذه النواة تتألف من الحديد وهي حرة تدور.. تدور بحركة ليس لها علاقة بدوران الأرض حول نفسها.. دوران هذه النواة يجعلها حرة.. هي حرة تدور وتعكس اتجاه دورانها كل فترة.. يُقال: كل 70 سنة أو 80 سنة أو 90 سنة الحقيقة العلماء حتى الآن يجهلون ما الذي يجري في أعماق الأرض؟ أحد العلماء يقول: إننا نعلم ما يحدث في النجوم بدقة أعلى مما يحدث في باطن الأرض.. لذلك مثل هذه الدراسات والأبحاث هي لاتزال بدائية يعني لايزال العلماء حتى اليوم يحاولون استكشاف نواة الأرض ولكن هذه النواة في المركز مهمة جداً لحياتنا.. لولاها لما استمرت الحياة على ظهر الأرض لأن هذه النواة تتألف من عنصر الحديد الذي يعطي المجال المغناطيسي للأرض.. هناك مجال مغناطيسي عظيم جداً حول الأرض يمنع الرياح الشمسية القاتلة والأشعة الكونية الحارقة من اختراق الغلاف الجوي للأرض لأن هذه الشمس تبث الكثير من الأشعة الحارقة.. الأشعة الكونية تُسمى رياح شمسية أو جسيمات حارقة/تيارات حرارية هائلة هذه إذا اخترقت الأرض ستفني الحياة على ظهرها.. مَن الذي يتصدى لها؟ يتصدى لها المجال المغناطيسي الذي يمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات فوق سطح الأرض.. هذا المجال المغناطيسي هو درع مغناطيسي قوي جداً يحمي الأرض ويحرف اتجاه هذه الجسميات الحارقة التي تأتي باتجاه الأرض ولولا وجود نواة الأرض الحقيقة الحياة تصبح مستحيلة على سطح الأرض.
دعوني أعود لقضية دوران الأرض.. حتى هذه اللحظة لايزال العلماء يجهلون تماماً حقيقة نواة الأرض.. كل ما لدى العلماء الآن هو عبارة عن مجموعة من مقاييس الزلازل فعندما يحدث زلزال.. الزلزال هو هزة عنيفة تحدث على سطح الأرض.. تهتز قشرة الأرض أو جزء من قشرة الأرض مع الطبقات التي تحتها فتنتقل هذه الاهتزازات إلى نواة الأرض.. مقياس الزلازل هنا يسجل هذه الاهتزازات ونرى أن كل طبقة تُحدث يعني انقطاعاً في هذه الذبذبات لذلك يعني من هنا يستطيع العلماء أن يعلموا أن الطبقة النارية الملتهبة وهي نواة الأرض هي الطبقة السابعة كما أكدت وكالة الجيولوجيا الأميركية USCGF دراسة منشورة لها على موقعهم حيث رسموا الأرض وهي عبارة عن سبع طبقات.. طبعاً هذه الصورة للمجال المغناطيسي للأرض الذي تولده نواة الأرض في المركز.
الحمم المنصهرة التي تخرج ونراها على شكل براكين في البحار.. تحدثنا عن البحر المسجور أي المشتعل أو المحمى هذه البراكين تخرج من أين؟ من الطبقة الثانية والثالثة.. من هذه الطبقات تخرج البراكين لأننا نعيش فوق أرض حقيقةً ملتهبة.. لو قدر لنا أن نرى مافي داخلها لا نستطيع.. نحن الشمس تبعد عنا 150 مليون كيلومتر ولا نستطيع النظر إليها مباشرةً فما بالك بباطن الأرض الملتهب الآلاف درجات من الحرارة سبحان الله.
يعني هنا يجب أن أتذكر الله عز وجل: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق:12] إذاً هنا سبع طبقات: القشرة الأرضية ثم الغلاف الصخري ثم لدينا ثلاث طبقات هي الوشاح ثم النواة الداخلية والخارجية.. لدينا سبع طبقات: 1القشرة 2الغلاف الصخري 3+4+5ثلاث طبقات من الوشاح ثم نواتين 6نواة داخلية من الحديد تغلفها 7نواة خارجية.. أصبح عدد طبقات الأرض سبعة {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق:12] فالله الذي أنزل القرآن هو الذي أحاط بما يوجد في داخل الأرض لأنه هو خالق الأرض سبحانه وتعالى.
القضية الثانية: قضية أن هذه الأرض لن تستمر للأبد.. كل العلماء يؤكدون أن الكون سيفنى/سينتهي بكارثة مدمرة.. كل علماء الفلك يؤكدون أن كوننا لن يستمر في التوسع إلى الأبد ولكن سيأتي يوم ستضطرب قوانين الفيزيائية وستحدث تغيرات تؤدي إلى انهيار كامل للكون وهو نحن ما نقول عنه نهاية العالم أو يوم القيامة.
طبعاً هذه الأرض التي تدور الآن والشمس تشرق من الشرق.. هل يمكن أن تشرق الشمس من مغربها؟ من الناحية العلمية هذا ممكن عندما تحدث تغيرات عنيفة في الكون سوف تضطرب حتى القوانين الفيزيائية ما الذي يجعل القوانين الفيزيائية متوازنة؟ استقرار الكون ولكن عندما يختل النظام في الكون سوف تحدث أشياء مرعبة لا نستطيع أن نتصورها.
بالنسبة لنواة الأرض ليس لها أي علاقة بطلوع الشمس.. نواة الأرض موجودة ومضى عليها مليارات السنين وهي تدور وتغير حركتها مرة باتجاه عقارب الساعة ومرة بعكس اتجاه عقارب الساعة ولكن ليس لدينا قياسات نستطيع أن نقول أنها تدور كذا دورة أو دورة واحدة كل سبعين سنة أو مئة سنة أو كذا لا نستطيع إلا أن الحقيقة المؤكدة أنها تدور والحقيقة المؤكدة أنه ليس لها علاقة بطلوع الشمس من مغربها لأن طلوع الشمس من مغربها يحتاج إما لتوقف حركة دوران الأرض أو لوجود حدث كوني عنيف يؤدي لأن تظهر الشمس من الغرب بدلاً من أن تشرق من الشرق.. وقد يكون هذا الحدث الكوني موجود داخل الأرض نحن لا نستطيع أن نتنبأ ولكن نحن نؤمن بصدق كلام النبي عليه الصلاة والسلام ولا فائدة من إنكار ذلك.. ما الذي ستستفيده إذا أنكرت أن الشمس ستطلع من مغربها؟ نحن لن نرى الشمس تطلع من مغربها وربما لا نعيش حتى ندرك هذه اللحظة لأن طلوع الشمس من مغربها في تلك اللحظة {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام:158] سينتهي كل شيء والقيامة لا تقوم إلا على شرار الناس.. نسأل الله عز وجل ألا نكون في تلك اللحظة لأن القيامة تقوم على شرار الخلق والقيامة لا تقوم وفي الأرض إنسان يقول: الله الله.
لذلك يوم القيامة يأتي بغتة ويأتي فجأة وهناك علامات كثيرة جداً لم تحدث مثل الدجال والدابة ونزول المسيح عليه السلام إلى آخره من معارك وأحداث نهاية العالم…
خُلاصة هذا اللقاء: أولاً: هذه النواة مهمة جداً لحياتنا باعتبارها تولد مجالاً كهرطيسياً قوياً جداً هو الأقوى بين كواكب المجموعة الشمسية.. هذه النواة بفضل المجال المغناطيسي الذي تولده تحمينا من شر الرياح الشمسية القاتلة/تحمينا من شر الأشعة الكونية القاتلة وربما تحمينا من أشياء أخرى نحن لم نكتشفها بعد.. هذه النواة لها دور أيضاً في توجه الطيور والكائنات ولها دور في عمل البوصلة.. البوصلة هذه عندما تضع إبرة مثلاً نجد أنها تتوجه إلى الشمال المغناطيسي.. مَن الذي يوجهها؟ هذه النواة لأنها هي التي تولد مغناطيسية الأرض.
وأخيراً نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا وإياكم العلم النافع ونتذكر دائماً أنه لا يوجد تناقض بين العلم والقرآن وأن هذه الحقائق الموجودة كلها إذا بحثنا في القرآن نجد آيات تتحدث عنها يعني مثال أختم به: الدرع المغناطيسي للأرض يتحدث عنه العلماء اليوم ويعتبرون أن أرضنا يوجد فوقها سقف غير مرئي هو المجال المغناطيسي القوي للأرض الذي تولده هذه النواة.. هذا السقف الغير مرئي الذي يحفظ الأرض القرآن أنبأنا عنه قال تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} [الأنبياء:32].
نسأل الله عز وجل أن يتقبل منا ومنكم هذا العمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبد الدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلة
