سبع علامات تدُلُك أن الله راضٍ عنك.. حقيقةً ليس من الصعوبة بمكان أن نعرف أنَّ الله قد رضيَّ عنا أم لم يرضَ عنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديَّ لولا أن هدانا الله.. وصلى الله على حبيبنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.
سبع علامات تدُلُك أن الله راضٍ عنك.. حقيقةً ليس من الصعوبة بمكان أن نعرف أنَّ الله قد رضيَّ عنا أم لم يرضَ عنا؟
العلامة الكبرى أو الأساسية التي تدُلك أن الله راضٍ عنك هي أنَّك هل تحمد الله على كل حال؟
كل واحد منا مُعرض لمشاكل في حياته.. لحوادث.. لأمراض… كل البشر.. عندما تمرض أو تخسر شيء أو يكون لديك مشكلة مستعصية يعني تستعصي العلاج هل تقول: الحمد لله؟ يعني هل تجد نفسك بلاشعور يعني عقلك الباطن يقول: الحمد لله؟ هذه الكلمة ضرورية جداً وهي أول آية في القرآن بعد بسم الله الرحمن الرحيم {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] فعندما تحمد الله باستمرار اعلم أن الله الذي ألهمك الحمد قد رضيَّ عنك وإلا الله عز وجل لا يُلهم أحداً أن يحمده باستمرار إلا إذا كان راضياً عنه.
النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول بعد كل صلاة: 33 مرة الحمد لله.. وكان دائم الشُكر لله {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].
إذاً أول علامة من علامات الرضى أن لسان حالك يقول: الحمد لله.
الشيء الثاني: هل تجد نفسك مُسارعاً في الخيرات؟ يعني هناك إنسان يحتاج للمساعدة هل تجد أنَّك لا شعورياً تسعى لمساعدته؟ لا شعورياً عندما تجد أنَّ هناك فقيراً تُقدم له ما يحتاجه قدر استطاعتك؟ هذه القضية أو هذه الصفة هي من صفات الأنبياء {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ} [الأنبياء:90].
الأمر الثالث: الدعاء لأن الدعاء هو العبادة والدعاء مخ العبادة.. لذلك قال في الأنبياء الكرام: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء:90] هذه القضية الثالثة: الدعاء.
هل تجد نفسك كثير الدعاء لله عز وجل؟ يعني قبل أن تنام تدعو أدعية النوم: اللهم إني توكلت عليك وأسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك إلى آخره…؟ هل تجد نفسك عندما تدخل إلى الحمام أو دورة المياه “الخلاء” تقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث؟ هل تجد نفسك في أي شيء يَمَسك تقول: يا رب اغفر لي.. يا رب اهدني.. يا رب اكشف عني الضر.. يا رب…؟ هذا اللسان الذي هو دائم الدعاء ثِق تماماً أن الله هو لو لم يرضَ عنك لم يُلهمك الدعاء.
الشيء الرابع: الخشوع في الصلاة.. كثير من الناس يُصلي ولكن للأسف قلة قليلة مَن تتذوَّق لذة الخشوع.. الخشوع قضية خطيرة جداً وله فوائد طبية أيضاً يعني في الخارج يعالجون بعض الأمراض بالتأمل.. ليس لديهم خشوع تأمل فقط ينظر إلى فرضاً البحر.. ينظر إلى غروب الشمس.. ينظر إلى شمعة.. ينظر إلى قمر… أي شيء من حوله ولكن الخشوع لدينا له معاني عظيمة أنَّك عندما تقرأ تقول مثلاً في الصلاة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] يجب أن تخرج هذه الكلمة من قلبك.. تقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة:2] يعني كأنك تقول: الحمد لله على كل حال مهما بلغت مشاكلك ومرضك وهمومك أنت تحمد الله.
إذاً الخشوع قضية مهمة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون:1-2] فإذا رأيت نفسك أنَّك تخشع لله طيلة الوقت اعرف أن هذه علامة من علامات الرضى لأن الله لا يرضى عن أي إنسان.
القضية الخامسة وهي مهمة جداً: أنَّ هناك بعض الناس تجد أن الله أعطاه صفات التواضع والكلام السهل والكلام اللين والصبر وإذا حدثت معه مشكلة يُعالجها بهدوء.. يصبر يتحمل يتواضع… هذه الصفة مهمة جداً تدُلك أن الله راضٍ عنك.
على عكس الإنسان الذي يغضب وينفعل ويشتم وكذا وسأفعل كذا… هذا إنسان خارج دائرة رضى الله لأن الله لا يرضى عن القوم الكافرين.. يرضى عن إنسان مؤمن صادق لا يكذب متواضع صابر.. هنا يجب أن نتذكر أن الصبر هو مفتاح الجنة {وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص:80].
الصفة السادسة: هي الصدق مع الله والصدق من الناس.. الله لا يرضَ عن إنسان كاذب مهما كان والمؤمن لا يكذب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام.. هل تجد نفسك تكذب كثيراً في تجارتك.. في حياتك.. في علاقاتك؟ إذاً أنت خارج دائرة رضى الله سبحانه وتعالى.. الصدق {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21] هذه القضية السادسة: قضية الصدق مهمة جداً.
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البرّ، وإنَّ البرّ يهدي إلى الجنة، وإنَّ الرجل لَيَصدُقُ ويتحرَّى الصدق حتى يُكتب عند الله صِديقاً).. صِديقاً يعني مع النبيين والصِديقين والشهداء.. والصِدق قضية مهمة جداً للأسف معظمنا فقدها اليوم.
القضية الأخيرة والمهمة جداً والتي نادراً ما يلتفت إليها الناس: حب لقاء الله.. أنا هذه الصفات السبعة أنا تجربتي الشخصية طبعاً.. طبعاً الأوامر كثيرة والنواهي كثيرة: الصلاة والزكاة والصدقة وكذا ولكن أنا هذه الأشياء السبعة أوكد عليها لأن معظم الناس فقدها اليوم وبالتالي فقدوا رضى الله عز وجل.
كيف يرضى الله عن إنسان لا يُحب لقاءه؟ لا يتذكر لقاء الله؟ {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:5-6] عندما يكون هدفك وهمك هو لقاء الله عز وجل.. صَدقني الله يكون راضياً عنك والله يريد لقاءك ويُحب لقاءك.. مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه.. مَن يُحب لقاء الله تجد سلوكه مختلف في الدنيا يعني يسلك سلوكاً مختلفاً عن الإنسان الغافل.. مَن يُحب لقاء الله تجده يُفكر بما بعد الموت.. يفتح له أبواب البر كاملة.. أنا سألتقي مع الملك إذاً أنا سأبحث عن الأشياء التي تُرضي الملك سبحانه وتعالى لأفعلها لكي أكون جاهزاً للقائه لذلك تجد الكافر والملحد والغافل عن الله لا يرجو لقاء الله.
إذاً هذه العلامات السبعة اختبر نفسك الآن عليها هل موجودة فيك؟ أنا أعتبرها بالنسبة لي يعني طبعاً هذا اجتهاد شخصي أنها مقياس رضى الله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرضى عنا وعنكم وأن نكون من الذين قال الله فيهم: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة:8].
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :