» أسرار الإيمان واليقين

احذر هذه العادة.. إنها تسود الوجه يوم القيامة

الله يريد أن يقول لك: إن الكذب يساوي التكبر.. ويقود للتكبر والإنسان عندما يكذب يُكتب عند الله كذاباً.. أنت إذا كنت موظف في شركة أنت تخشى على نفسك أن يُكتب في سيرتك الذاتية أنك مُهمل أو سيء أو تُسيء معاملة العملاء أو أنك لا تهتم بعملك أو أنك ضعيف…

الله تبارك وتعالى يقول: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60].. هل تعلمون مشكلتنا الرئيسية في العالم الإسلامي اليوم إنها الكذب.. مشكلة الكذب أصبحت مشكلة يعني مستعصية العلاج.. الكل يكذب.. في البيت الأب يكذب.. الأم تكذب.. الزوج يكذب.. في العمل تجد الكذب… يعني أصبحت سمة العصر هذا الكذب.. والنبي صلى الله عليه وسلم أنبأنا أن من علامات الساعة أو من مؤشرات الساعة (أن يكثُر الكذب).. أنا كمؤمن يجب أن أعلم ما هي عواقب هذا الكذب؟ إلى أين سيؤدي بي هذا الكذب؟

في الدنيا لا مشكلة أنت يمكن أن تكذب وتخدع وتفرح بكذبك ولكن أمام الله أنا فقط أريدك أن تفكر في لحظة لقاء الله عز وجل.. وجهك هذا في الدنيا الذي تراه أنت وتعتني به وتحب أن تظهر بأفضل شكل.. هذا الوجه سيكون مسوداً أمام الله يوم القيامة وأمام العباد أيضاً.. سيكون وجهك أسود بسبب الكذب وأسوأ أنواع الكذب هو الكذب على الله تبارك وتعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا} [الزمر:60] الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مؤمن.

إذا كنت من الصادقين سوف ترى هذا المشهد يوم القيامة {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60].. كأن الله يريد أن يقول لك: إن الكذب يساوي التكبر.. يقود للتكبر والإنسان عندما يكذب يُكتب عند الله كذاباً.. أنت إذا كنت موظف في شركة أنت تخشى على نفسك أن يُكتب في سيرتك الذاتية أنك مُهمل أو سيء أو تُسيء معاملة العملاء أو أنك لا تهتم بعملك أو أنك ضعيف… كيف بهذه السيرة الذاتية عند الله التي فيها كل شيء سيُكتب أنك كذاب؟ والكذب يؤدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار والعياذ بالله.

لذلك {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60] هذه الآية ينبغي على كل منا أن يحفظها كما يحفظ اسمه.. كلما هممت بالكذب.. كلما أردت أن تنطق بكلمة فيها كذب أو خداع على الناس أو على الله سبحانه وتعالى تذكر هذه الآية.. هذه الآية ستمنعك ستقف حائطاً أو جداراً بينك وبين غضب الله أو بينك وبين نار جهنم {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60].

طيب ماذا عن الصادقين؟ يعني أنا إذا طبقت هذه الآية وتركت الكذب على الناس وعلى الله.. على فكرة هناك كثير منا يكذب على الله ولا يشعر.. عندما تغش أخاك أو أي إنسان ولو كان الذي تتعامل ملحداً أو يخالفك في العقيدة أو حتى كان يسجد لصنم وتغشه في بيع أو تجارة أو في أي شيء: أنت تكذب على الله.. هل تعلم لماذا؟ لأن الله تبارك وتعالى أوصاك بالصدق والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (مَن غش فليس منا) تبرأ النبي من الذي يغش.. فأنت تُكذب كلام الله وتُكذب كلام النبي وتكذب على هذا الشخص وتغش هذا الشخص فهذا نوع من الكذب على الله سبحانه وتعالى.. ليس الكذب على الله فقط مَن يدعي أنه جاء بمثل القرآن.. لا كل أنواع الكذب بالنتيجة هي كذب على الله لأنك ستُكتب عند الله كذاباً {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر:60] هل تحب أن تكون إقامتك الدائمة في جهنم والعياذ بالله؟ يعني أحدنا إذا ذهب إلى منطقة صعبة ليس فيها كهرباء وليس فيها ماء وجلس ليلة يتعب كثيراً؟ كيف سيكون مثواك (المثوى: هو الإقامة الدائمة/إلى الأبد/ على طول) في جهنم؟ كيف سيكون وضعك في جهنم؟

بالمقابل إذا طبقت هذه الآية.. هل تعلم ما هو مصيرك؟ {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ* وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر:60-61].. الكذب هو مفتاح الإكتئاب والحزن.. الكذب يقودك إلى التكبر.. الكذب يقودك إلى معاصي كثيرة جداً.. الصدق إذا طبقت هذه الآية وخفت من الله وتذكرت لقاء الله عز وجل وأنك ستقف بين يدي هذا الخالق العظيم وتريد أن تكون مِمَن تبيض وجوههم يوم القيامة.. إذا أحببت أن يكون وجهك أبيض أمام الله وأمام الخلق في ذلك اليوم العظيم: كُن من الصادقين وكُن من الفائزين برحمة الله والنجاة من العذاب في الدنيا والآخرة.

يعني عندما تكذب أنت توقع نفسك في المهالك ولكن إذا التزمت بالصدق فإن الله سينجيك من مشاكل الدنيا وينجيك من المواقف الصعبة يوم القيامة {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا} [الزمر:61] وينجي الله ليس فقط يوم القيامة.. ينجيك في الدنيا من شر حوادث.. من شر ظالم.. من شر خسارة معينة.. شرور كثيرة ينجيك الله منها سبحانه وتعالى {لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر:61].. فكأن الله أراد أن يقول لك: إذا أردت أن تصرف عنك الحزن والإكتئاب عليك بالصدق.. إذا أردت أن ينجيك الله سبحانه وتعالى من المواقف الصعبة والشدائد عليك بالصدق.. إذا أردت أن يكون وجهك أبيض في الدنيا والآخرة فعليك بالصدق.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من الصادقين وأكرر هذه الآية والرجاء حفظها لأننا سنلقى الله.. هل تحب أن تلقى الله وقلبك/صدرك فارغ من كلام الله؟ احفظ قدر المستطاع لأنك ستلقى هذا الإله الكريم وستكون فائزاً برحمته عندما تكون حافظاً لكتابه ومطبقاً لتعاليمه عز وجل.. {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ* وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر:60-61].

والحمد لله رب العالمين.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك