» الإعجاز في الطب

لا تترك الصيام أبداً بعد رمضان

الصيام المتتالي وعندما يتضوَّر جسدك جوعاً فإنه يعطي الإذن للقضاء على الخلايا الهرمة والمتضررة والتالفة ويبدأ بإنتاج خلايا دم بيضاء أكثر نشاطاً وأكثر قدرةً على مواجهة الفيروسات..

يقول بالحرف الواحد: خلال ثلاثة أيام من الصيام المتتالي وعندما يتضوَّر جسدك جوعاً فإنه يعطي الإذن للقضاء على الخلايا الهرمة والمتضررة والتالفة ويبدأ بإنتاج خلايا دم بيضاء أكثر نشاطاً وأكثر قدرةً على مواجهة الفيروسات.. فعندما يبدأ الجسم بالصيام يَقِل عدد الخلايا المناعية بشكلٍ مفاجئ وبمجرد إعادة التغذية تبدأ الخلايا المناعية بالتشكل من جديد.

البروفيسور لونغو longho يقول بالحرف الواحد: عندما تُجوَّع خلايا جسمك تصبح هذه الخلايا أكثر مقاومة للإجهاد وأطوَّل عمراً.. ويقول بالحرف الواحد أيضاً: عند الصيام لثلاثة أيام يعطي جسدك الإشارة لِلبدء بتجديد الخلايا الجذعية وهي من أهم الخلايا في الجسم حيث يتم بناء نظام مناعة كامل خلال ثلاثة أيام فقط.. خلال هذه الأيام الثلاثة يتم التخلص من أجزاء النظام القديم المتضررة والضعيفة ويتم إنتاج نظام مناعي أكثر قدرة على تمييز الفيروسات والتخلص منها بكفاءة عالية جداً.. ولكن سؤال: ما هي أفضل طريقة لصيام هذه الأيام الثلاثة؟ هذا ما يُجيب عنه العلماء اليوم.

جامعة جنوب كاليفورنيا قامت بدراسة غريبة من نوعها للبحث عن أفضل نظام لتجديد الجهاز المناعي لدى الإنسان وجعله أكثر قوة وكفاءة وكانت المفاجأة: بصيام ثلاثة أيامٍ متتالية.. الدراسة استمرت ستة أشهر حيث وجد العلماء بنهايتها أن الجسم قضى على السموم المتراكمة والخلايا التالفة التي كانت عبئاً على هذا الجسم وأصبح النظام المناعي أكثر كفاءة وفعالية في مواجهة الفيروسات.

نشرت في مجلة نيتروجين اند هيلثي ابجيلك طريقة رائعة جداً للصيام تُسمى 16:8 لها فعالية عالية جداً على أجهزة الجسد وأكثر سهولة وقبولاً.. ولكن ما هي طريقة 16:8؟

أن تصوم 16 ساعة تمتنع عن الطعام والشراب و8 ساعات تُفطر.. هذه الطريقة شبيهة جداً بالصيام على الطريقة الإسلامية.. والآن ماذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام؟ هل غفل النبي الكريم عن هذه الحقيقة الطبية؟

لقد أمر النبي الكريم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ورغَّب في ذلك حتى إنه اعتبرها صيام الدهر كله.. قال عليه الصلاة والسلام: (صيام ثلاثة أيامٍ من كلِّ شهر صيامُ الدهر، أيام البيض صَبيحةَ ثلاث عشرةَ، وأربعَ عشرةَ، وخمسَ عشرةَ) الحديث موجود في السلسلة الصحيحة.. وكأن النبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يقول لنا: جددوا نظام المناعة لديكم كل شهر ليبقى هذا النظام قوياً قادراً على مواجهة أي وباء أو أي مرض.. ويبقى السؤال: كيف عَلِّم النبي الكريم قبل أكثر من 1400 سنة بأهمية هذا النظام في الصيام؟ ولماذا يتحدث في ذلك الوقت عن حقائق طبية لم تُكتشف إلا في القرن الحادي والعشرين؟ ولله إن هذه الدراسات لتشهد بصدق رسالة الإسلام وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام.

هذه دراسة نُشرت في مجلة براند اند بيهيفير في شهر أبريل 2020 تقول: بمجرد أن تمتنع عن الطعام والشراب بمعدل 16 ساعة كل يوم فإن الدماغ يقوم بتصنيع خلايا عصبية جديدة.. هذا الكشف لأول مرة يتم عام 2020 ويقول العلماء: السبب لا يزال مجهولاً حتى الآن ولكن الخلايا الجديدة التي يتم تصنيعُها نتيجة الصيام تساعد الجسم على تجنب الكثير من الأمراض.. النتيجة: هناك علاقة بين سلامة دماغك وبين عدد الأيام التي تصومها.. البروفيسور مارك ماتسون Mark Mattson من جامعة جون هوبكنز Johns Hopkins يقول: بعد 25 سنة من الصيام تبين لي أن الصيام يساعد على نمو خلايا عصبية جديدة في دماغ الإنسان في منطقة تدعى هيبوكامبس Hippocampus وكذلك نمو وصلات عصبية جديدة وهذه مهمة جداً في الذاكرة والتعلَّم والوقاية من الشلل الرعاشي والزهايمر ونوبات الصرع الحاد وتحسين وظائف الدماغ.

يتابع البروفيسور: لقد أثبتنا أن النتائج الرائعة للصيام في تأخير أعراض الشيخوخة والزهايمر وتحسين أداء الخلايا وقدرتِها على التخلص من النفايات وهذه العملية تزيد من كفاءة النظام المناعي بشكل أتوماتيكي وتم إثبات ذلك بنسبة 100%.

جامعة سيدني Sydney في أستراليا اهتمت بموضوع الصيام.. أرادت أن تعرف هذه الأسرار فقامت بدراسة نُشرت بتاريخ 11/3/2020 نُشرت في مجلة سيل ريبورترز يقول البروفيسور مارك لورانس Mark Lawrence دققوا: لقد استخدمنا أحدث التقنيات التحليلية لفهم آلية الصيام على الكبد ولأول مرة نعلم أن الصيام يلعب دوراً رئيسياً في تحسين صحة الكبد بشكلٍ مذهل وكذلك الصيام يلعب دوراً رئيسياً جداً في علاج أمراض القلب والسرطان.

ألمانيا اهتمت أيضاً بموضوع الصيام حيث قامت الدكتورة بوتشينغر فولهيبمي: بأكبر دراسة عن الصيام نُشرت في المجلة الشهيرة بلس ون Plos One بتاريخ 2/2/2019 وتبين ما يلي: أن 84% من الذين أجريت عليهم الدراسة تحسَّنت أمراضهم المزملة بشكل مذهل مثل السكري من النوع الثاني وأمراض المفاصل وأمراض الكبد والكوليسترول وضغط الدم.

والآن دعونا نذهب إلى الجامعة رقم واحد على مستوى العالم جامعة هارفارد: اهتمت بموضوع الصيام ونشرت مقالات عديدة على موقعهم على الإنترنت.. تؤكد الدراسات أن الصيام له أثر طيب على الشبكات المتعلقة بتوليد الطاقة في الخلايا مما يؤدي إلى إطالة العمر.

الصوم له فوائد لا تكاد تُصدق على علاج الأمراض المزمنة مثل: ضغط الدم والسكري والكوليسترول والصيام يقلل الاجهاد التأكسدي في الخلايا والمسؤول عن أمراض عديدة.

دعوني الآن أقرا لكم من موقع جامعة هارفارد ماذا يقولون؟ كما نرى أمامنا.. جامعة ألباما Alabama بتاريخ 10/4/2018 قامت بتجربة رائعة بمعرفة عدد ساعات الصيام المثالي فوجدت أن الصيام كل يوم من 16 إلى 18 ساعة.. طبعاً هذا يُشبه الصيام الإسلامي ولمدة دققوا معي: لمدة خمسة أسابيع (35 يوماً) قد أدى لنتائج مذهلة جداً.. أدهشت الباحثين.

أولاً: تحسَّن ضغط الدم بشكل كبير.. انخفض مستوى الكوليسترول الضار في الدم بشكل كبير أيضاً وكان مستوى الأنسولين قد انخفض أيضاً.. بعد 35 يوماً هذا الكلام منشور على موقع جامعة هارفارد حيث تؤكد الدراسة أن صيام 35 يوماً على الأقل ضروري جداً.

نبينا عليه الصلاة والسلام هل غَفِلَ عن هذه الدراسات العلمية؟ هل غَفِلَ عن حقيقة الصيام؟ وأنه من الضروري أن يصوم الإنسان 35 يوماً؟ قال عليه الصلاة والسلام: (مَن صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) “رواه مسلم” هذا النبي الكريم سبق العلماء فحدد لنا التوقيت المثالي للصيام.. رمضان بحدود 29 إلى 30 يوم و ستة أيام بعده من شوال يصبح المجموع بحدود 35 يوماً ما تقول الدراسات العلمية بدقة.. ولله إننا لم نُقدِّر هذا النبي الكريم حق التقدير.. لم يكتشف العلماء شيء فيه منفعة لنا إلا وأمر به.

في أول دراسةٍ عالمية لجامعة جنوب أستراليا نُشرت بتاريخ 23/7/2018 تم تقديم أسلوب مدهش لعلاج الأمراض المزمنة يدعى نظام 5:2 لقد تم إثبات الفوائد المذهلة لهذا النوع من أنواع الصيام.. ولكن ما هو نظام 5:2؟ إنه يعني بكل بساطة أن تأكل بشكل طبيعي لمدة 5 أيام وتصوم يومين غير متتاليين من كل أسبوع يعني المجموع 2+5=7 هو عدد أيام الأسبوع.. يقول العلماء: إن هذه الطريقة فعالة بشكلٍ مدهش في المحافظة على صحة أفضل والوقاية من الأمراض المزمنة وتجديد الخلايا المناعية.. ولكن العلماء يتساءلون: ما هو عدد ساعات الصيام المثالي في كل يوم؟ اليوم 24 ساعة كما نعلم.. الجواب يأتي من جامعة إلينوي Illinois الأمريكية التي قامت بدراسة عام 2018 ووجدت أن صيام يومين من كل أسبوع بنظام 16:8 قد أثبت فعالية عالية في علاج بعض الأمراض المزمنة مثل: الوزن الزائد والكوليسترول والسُّكري.. طريقة 16:8 تعني أن تصوم لمدة 16 ساعة وتأكل بشكل طبيعي لمدة 8 ساعات.. المجموع هو 24 ساعة هو عدد ساعات اليوم.

لقد وجدت هذه الدراسة أن هذا النظام قد أعطى نتائج مذهلة بعد تطبيقه لمدة 12 أسبوعاً.. إن فكرة الصيام لمدة 16 ساعة باليوم تم تجربتها لأول مرة في دراسة نُشرت في مجلة الطب الانتقالي عام 2016 والتي أثبتت أن هذا النظام فعَّال في علاج أمراض عدة منها أمراض القلب والشرايين وصولاً إلى السرطان.

الدكتور مايكل موسلي Michael Mosley مبتكر هذه الطريقة يقول في حوار على صحيفة تلغراف عام 2014: إن الصوم ليومين بالأسبوع هو طريقة ثورية في علاج السُّكري من النوع الثاني وكذلك سرطان الثدي.. كذلك مجلة الجمعية الطبية الأمريكية قامت بنشر دراسة عام 2017 حيث وجد الباحثون أن الصيام المتقطع له نتائج مذهلة في التخلص من الوزن الزائد.

جامعة هارفارد أيضاً أكدت عبر موقعها الالكتروني أن الصيام هو أفضل الطرق الآمنة للوقاية من السُّكري وتنشيط نظام المناعة.. ولكن الدراسة المُلفتة للانتباه أجرتها جامعة جنوب مانشستر ووجدت أن صيام يومين بالأسبوع يُعتبر من أسهل الأنظمة الغذائية وله تأثير كبير على الوقاية من الشحوم الثلاثية والسُّكري.. مجلة الوقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة نشرت دراسة عام 2014 وضمت مؤلفين من جامعة هارفارد: وجدت أن تقليل السعرات الحرارية ليومين غير متتاليين في الأسبوع له نتائج مذهلة على الوقاية من الزهايمر والسرطان وأمراض القلب وضغط الدم والسكري وبخاصة للمرأة.. كما أن هذا النظام يساعد على إنقاص الوزن وإطالة عمر الخلايا.. سبحان الله.

وبالفعل فإن مركز جينيغز للوقاية من سرطان الثدي في مانشستر: يعتمد الصيام ليومين في الأسبوع كعلاج لمرضى السرطان لديه حسب ما تقول الدكتورة ميشيل هارفي Michelle Harvey.. أما جامعة بريستول Bristol البريطانية فقد قامت بتجارب على أكثر من ألف مشارك لاختبار الصيام المتقطع ليومين غير متتاليين في الأسبوع ووجدت نتائج مبهرة الحقيقة تتعلق بانخفاض مستوى الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وتحسَّن ملحوظ في حساسية الأنسولين.

وأخيراً يمكننا أن نقول: إن الصيام يومين بالأسبوع يُعتبر اليوم من أكثر الأنظمة فعالية وفائدة في العديد من الدول مثل بريطانيا وأمريكا وقد صدرت بالفعل العديد من الكتب التي حققت مبيعات كبيرة حول أهمية وضرورية الصيام يومين من كل أسبوع.. ولكن ماذا عن نبينا عليه الصلاة والسلام؟ هل غَفِلَ عن هذه الطريقة الطبيَّة الرائعة في العلاج؟ لقد وضع لنا طريقة عصرية لشفاء سبق بها علماء أوروبا وأمريكا بل طبَّق هذا الأسلوب في حياته عملياً: فقد كان عليه الصلاة والسلام يصوم يومين غير متتاليين من الأسبوع (الاثنين والخميس) ومعدل ساعات الصيام بحدود 16 ساعة كل يوم أي تقريباً من الفجر إلى المغرب.. نفس الطريقة التي شرحها لنا البني عليه الصلاة والسلام وهذا ما يقرره العلم الحديث بالضبط.. وعندما سُئِل عن ذلك؟ قال عليه الصلاة والسلام: (تُعرَّض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم) “أخرجه الترمذيّ” ولله إن الانسان لا يملك إلا أن يحب هذا النبي الرحيم.. الذي علَّم المتعلمين فأمرنا بكل ما ينفعنا ونهانا عن كل ما يضر بنا.

والسؤال: ألا يستحق هذا النبي الكريم أن يقول الله في حقه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء:107] صلى الله عليه وسلم.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك