هناك ثلاثة أعمال عظيمة جداً أكثر شيء يُحبها الله.. ثلاثة أعمال تضمن بها محبة الله سبحانه وتعالى لك.. مشكلتنا نحن اليوم أننا ابتعدنا كثيراً عن الله نحن كلما اقتربنا من الدُّنيا أكثر..
ثلاثة أعمال تضمن بها محبة الله سبحانه وتعالى لك.. مشكلتنا نحن اليوم أننا ابتعدنا كثيراً عن الله نحن كلما اقتربنا من الدُّنيا أكثر.. نقترب من الشيطان أكثر لأن الله قَرَنَ بين الدُّنيا وبين الشيطان قال تبارك وتعالى: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33] وهو الشيطان.
{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} [لقمان:33] بزينتها ومتاعها وشهواتها وانشغالاتها ومالها وذهبها ونساءها… كل هذا متاع الحياة الدُّنيا.
{وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33] الْغَرُورُ هو الشيطان إذاً حذَّر الله من الدُّنيا ومن الشيطان.. فكأنما يريد أن يقول لك أيها الإنسان: كلما اقتربت من الدُّنيا أكثر اقتربت من الشيطان أكثر.. فإذا أردت أن تبتعد عن الشيطان ابتعد عن الدُّنيا وزينتها وتقرَّب من الله.
هناك ثلاثة أعمال عظيمة جداً أكثر شيء يُحبها الله..
العمل الاول: أكثر شيء يُحبه الله: الصلاة على وقتها.. أكثر عمل يقربك من الله: الصلاة.
يعني لا تقل لي: أنا إنسان جيد وفاضل وأنا أفعل الخير وكذا ولكن ليس لدي وقت للصلاة.. لا إذا لم تكن تصلي فأنت من المُستكبرين عن عبادة الله لأن الله خلقك ورزقك وأعطاك كل شيء.. فمن غير المعقول أنَّك تتذكر كل شيء وتنسى الله الذي هو سبب وجودك في الدُّنيا.. لذلك الصلاة على وقتها هي أكثر عمل تضمن به محبة الله لك لأن النبي عندما سُئل عليه الصلاة والسلام: أيُّ الأعمال الأحب إلى الله ماذا قال؟ الصلاة على وقتها أو الصلاة لوقتها.. يعني لا تؤخر الصلاة كثيراً.. لا تغفل عن الصلاة.. اجعل الصلاة على رأس أولياتك يعني قائمة أعمالك.. اهتماماتك.. طموحاتك رقم واحد: الصلاة لتضمن محبة الله سبحانه وتعالى.
العمل الثاني: برُّ الوالدين لأن الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال: ثم أيّ؟ قال: برُّ الوالدين.. اليوم ابتعدنا كثيراً عن برّ الوالدين.. نحن اليوم للأسف معظم الشباب يظن أن يعني إساءته لأبيه شيء عادي.. عندما يتذمَّر على حياته داخل أسرته شيء عادي.. من حقه أن يقول ويفعل ما يشاء.. إذاً أين أنت من برِّ الوالدين اليوم؟ تقول: أنا أدعو لا يُستجاب لي.. أنا فشلت في دراستي.. في عملي.. في علاقتي الزوجية.. طيب هل سألت نفسك هل أنت بارٌ بأمك وبأبيك؟ نسبة الطلاق اليوم أكثر من أربعين بالمئة يعني كل مئة شخص يتزوج هناك أربعون يُطلقون والبقية لا تدري حجم المشاكل بينهم.. طيب لماذا هذا العدد كبير من المشاكل؟ ابحث.. كلمة السر هي بر الوالدين فإذا استطعت أن تبرّ والديك وتطيعهما وتحاول أن تخفض لهما جناح الذُّل وأن تفعل الخير معهما وأن تُسرع في علاجهما.. في تقديم أي شيء يحبه أبويك فأنت تتقرب من الله.
إذاً أستطيع أن أعطيك قاعدة: كلما تقرَّبت من أبويك أكثر أنت تتقرَّب من الله أكثر {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] رقم واحد {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23] رقم اثنان مباشرةً بعد عبادة الله جاء برّ الوالدين.. {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:24] حتى لو كان أبوك أو أمك توفاهم الله أو أحدهما فأنت تستطيع أن تبرَّهما الآن من خلال الدعاء وعمل الخير والصدقة الجارية وأن تنشر علم نافع وتنوي أن يكون ثواب هذا العلم لأبيك أو لأمك أو لكليهما.. إذاً برّ الوالدين لا ينقطع.. لا ينقطع بانقطاع حياة الوالدين.. لا مستمر ما دمت أنت موجود على قيد الحياة فتستطيع أن تبرّ أبويك.
العمل الثالث الذي تضمن محبة الله به لك: هو الجهاد في سبيل الله.. لأن النبي صلى الله عليه وسلَّم عندما سُئل: أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قيل: ثم أي؟ قال: برّ الوالدين، قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله.
طيب اليوم كيف أجاهد في سبيل الله؟ لا يوجد فتوحات إسلامية ولا يوجد يعني إمام واحد للمسلمين ولا يوجد يعني هذا الموضوع.. الجهاد موضوع أصبح صعب جداً اليوم.. الجواب يأتي من سورة الفرقان عندما كان المسلمون في حالة ضعف شديد مثل اليوم.. لم يكن جهاد السيف قد فُرض.. فَرَض الله على النبي الجهاد الكبير ولم يُذكر إلا مرة واحدة في القرآن {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان:52].. طيب ما هو الجهاد الكبير؟ سيدنا ابن عباس رضيَّ الله عنه يُفسر هذه الآية فيقول: {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ} أي بالقرآن جهاداً كبيراً.. طيب كيف أنا أُجاهد اليوم بالقرآن؟ أنشر علوم القرآن.. أُبلغ إعجاز القرآن لِمَن يحتاجه.. أنشر آية قرآنية.. أنشر حديثاً نبوياً لنفهم به القرآن.. لنفهم به حُكم قرآني مثلاً.. هذا كله دعوة إلى الله بالقرآن وجهاد كبير.. لذلك هذا العمل يقربك كثيراً من الله سبحانه وتعالى.. {وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان:52].
إذاً إياك أن تغفل عن هذه الأعمال الثلاثة التي يعني أكرمك الله بها أنَّك عرفت هذه المعلومة مني الآن وأنت تعرفها من قبل لأن الحديث مشهور.. حديث النبي عليه الصلاة والسلام مشهور جداً ومعروف.. لذلك إياك أن تغفل عن هذه الأعمال الثلاثة التي تضمن بها محبة الله.
أنا قبل أن أختم أوَّد أن أتساءل معكم: لماذا الله عز وجل ألهم حبيبه أن يختار هذه الأعمال الثلاثة؟ لأنك إذا صليت أديت حق الله وإذا كنت باراً بوالديك أديت حق أبويك طبعاً برُّ الوالدين يليه صلة الرحم يعني برّ الوالدين لا تعني فقط الأب والأم أنت عندما تبرّ أخاك.. أباك.. عمك.. خالك… كل الأرحام تدخل في نفس الثواب الذي يحبه الله.. نفس العمل الذي يحبه الله سبحانه وتعالى.
إذاً أديت حق الله بالصلاة.. أديت حق العباد أو الأقرباء ببرَّ الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله.. أديت حق الناس عليك لأن كل إنسان له حق عليك أن تدعوه إلى الله {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ} [آل-عمران:104] {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ} [فصلت:33].. إذاً الدعوة إلى الله تشمَل كل الناس.. تدعو المؤمن والكافر والملحد والغير مسلم.. تدعو كل الناس إلى طريق الله وبالتالي ستكون في هذه الأعمال الثلاثة أنت شملت كل أبواب الخير.. أديت حق الله وحق الأقارب وحق الناس.. لذلك تستحق محبة الله ولكن بشرط أن تقوم بهذه الأعمال بإخلاص.. أن تُخلص العمل لله عز وجل.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُلهمنا الإخلاص في كل أعمالنا وأن نكون مِمَن أحبهم الله ورضيَّ عنهم وقال فيهم: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} [البينة:8].
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربُّ العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :
