» أسرار الإيمان واليقين

كلام يريح القلب: الموت والرزق

مَلَك الموت هل يجلس وينتظر الأخطاء الطبية حتى يأخذ روح فلان أو يتوفى فلان؟ أنا حقيقةً هذا سؤال خطر في بالي.. نحن نقول: فلان لو تأخر ثانية لما حَدَث هذا الحادث.. فلان لو أنه عالج مرضه مبكراً لما فَقَدَ حياته.. فلان لو أنه مثلاً انتبه لنجا بنفسه من الغرق…

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال خطر في بالي وأنا أستمع إلى مقطع فيديو عن مشكلة تأخر العلاج وأنها تتسبب بكوارث قد تؤدي إلى الموت.. يعني الإنسان قد يخسر حياته بسبب تأخره عن العلاج.. الحقيقة أنا سأتحدث خارج المجال الطبي أو الاجتماعي أو الدنيويّ حتى.

مَلَك الموت هل يجلس وينتظر الأخطاء الطبية حتى يأخذ روح فلان أو يتوفى فلان؟ أنا حقيقةً هذا سؤال خطر في بالي.. نحن نقول: فلان لو تأخر ثانية لما حَدَث هذا الحادث.. فلان لو أنه عالج مرضه مبكراً لما فَقَدَ حياته.. فلان لو أنه مثلاً انتبه لنجا بنفسه من الغرق… يعني مَلَك الموت كيف يعمل؟ يعني هل هو يجلس..؟ طبعاً ولله المثل الأعلى نحن نتحدث بلغة البشر.. يعني هل هو ينتظر ليحدث هذا الحادث فيأتي ليتوفى فلان؟ ثم يحدث حادث في مكان آخر (حريق مثلاً) فيذهب؟ يعني هل مَلَك الموت يتبع الأسباب المادية (الأسباب على الأرض) أم يأخذ الإذن من الله وعملية الموت مكتوبة ومبرمجة ومثبتة وانتهى الأمر؟

طبعاً بالنسبة لمعظم البشر يعتبر أن الموت يعتمد على الأخطاء والدليل أنك إذا عالجت نفسك تعيش أكثر.. إذا انتبهت لغذائك تعيش أكثر.. إذا اهتممت بصحتك وبالتمارين الرياضية وغير ذلك تعيش أكثر.. ولكن أنا عندما أنظر إلى كتاب الله تبارك وتعالى وهذا الشيء الذي أحب أن أُنَبه عليه لأن كثير من الناس وكثير يخافون من الموت ويخافون من الأخطاء الطبية ويخافون من المرض ويخاف ويقول: أنا سأُخبئ نقودي لكي مثلاً إذا احتجت كذا أو كذا أو عملية أو… وكأن مَلَك الموت مهمته فقط أن ينتظر فلان ليُخطئ أو فلان ليجري عليه حادث أو ينتظر فلان ليغرق أو فلان ليمرض أو فلان ليصيبه سلطان ثم يأتي ملك الموت.. لا القرآن العظيم واضح أعطانا حقيقة تُريحني أنا شخصياً.. يعني أنا شخصياً عندما أقرأ هذه الآية ولله أرتاح.

القرآن ماذا يقول؟ انتبهوا: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [آل عمران:145] إذاً القرار فوق ليس على الأرض.. القرار عند الله.. مَلَك الموت معه سجلات بالثانية والدقيقة.. ليس له علاقة بما يحدث على الأرض.. نحن نشرنا بعض المقالات اللطيفة لشخص وقع من الطابق العاشر أو العشرين أو الثلاثين وبقيَّ على قيد الحياة وشخص يجلس بكامل صحته ويموت سبحان الله.

فإذاً الموت ليس له علاقة بالمرض أو الحوادث أو سلوك البشر لأنه مُقدَّر عند الله من قبل أن تُخلق.. يعني انتبه هذا الأسلوب بالتفكير يُعطيك راحة كبرى.. يُعطيك راحة كبيرة جداً.. عندما تعتقد أن أجَلك يعني لحظة موتك مكتوبة منذ أن كنت جنيناً في بطن أمك.. من قبل أن تخرج طفلاً إلى هذه الدنيا مكتوبة.. ومكتوب الأسباب ومكتوب بأي يوم.. طيب إذاً أنا مادام يوم الموت محدداً أنا هذا الشيء خارج إرادتي.. خارج إرادة البشر.. خارج إرادة الأطباء.. خارج إرادة كل شيء… واحد فقط الذي يملك القرار هو الله سبحانه وتعالى.. هو الذي يملك قرار موت ليس البشر الكائنات {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} [آل عمران:145] كتاب إذاً هناك كتاب للموت يتضمن تفاصيل الموت ولحظة الموت وأسباب الموت.

طيب النبي عليه الصلاة والسلام له حديث أيضاً عجيب جداً يقول: (والذي نفسي بيده لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها ولو فرَّ أحدكم من رزقه لأدركهُ كما يُدركهُ أجلهُ) يعني كما أنك أيها الإنسان لا تستطيع أن تهرب من الموت كذلك لا تستطيع أن تهرب من الرزق.. انظر إلى حجم الطمأنينة التي تحصل عليها عندما تعتقد أن أجلك ورزقك بيد الله فقط ليس بيد فلان أو فلان.. لأن الله لو سلَّم الأرزاق والآجال للبشر كارثة {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا} [الإسراء:100] الإنسان بخيل يُحب أن يبخل ليس معطاء.. ليس كريماً مثل الله سبحانه وتعالى الذي يُكرم المؤمن والملحد ومَن يُحاربه ومَن يشتمه ومَن يعصيه.. الكل الله يُكرمه ولكن يؤخرهم إلى ذلك اليوم (يوم القيامة).

إذاً عندما تعتقد أن قرار الموت هو بيد الله وأنه محدد مسبقاً ولكن لماذا سُميَّ كتاب الموت؟ لأن كل أسباب الموت موجودة فيه.. موجود في هذا الكتاب أنك ستتأخر في العلاج أو سيتم إهمال علاجك ومكتوب أنه سيصيبك مرض كذا ومكتوب أنك ستتعرض لكذا وبنتيجة هذه الأحداث ستموت في اللحظة الفلانية.

وبالتالي أستطيع أن أقول لك بكل ثقة بناءً على آيات القرآن العظيم: إن مَلَك الموت لديه مهمة محددة بأنه يتوفى البشر كل واحد بموعده الذي حُدد له قبل أن يكون على هذه الدنيا.. عندما كان عمره 42 يوماً.. (إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً، فصوَّرها، وخلق سمعها وبصرها…) وأثبتنا هذا علمياً طبعاً ثم يؤمر الملك بأربع كلمات:1 (فيكتب الأجل) تاريخ وفاتك مكتوب في داخلك.. مكتوب فلا تتعب.. والرزق 2 (يكتب رزقك) 3 (ويكتب عملك) 4 (ويكتب شقيٌّ أم سعيد) شقي من أهل الشقاوة والعذاب والنار والعياذ بالله أو تُكتب سعيداً من أهل الجنة.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعاً منهم.

والسلام عليكم ورجمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك