النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيُحسن الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يَدخل من أيها يشاء” صلى الله عليه وسلم ولله حديث يدعو للتفاؤل..
الحقيقة شيء جميل جداً أن تعيش في هذه الدنيا وأنت تحلم وأنت مُستيقن أن أبواب الجنة ستُفتح أمامك يوم القيامة لأن هذه الدنيا تافهة.. هذه الدنيا تَغُر الناس.. هذه الدنيا فانية.. فأجمل شيء أن يعيش الإنسان بالأمل.. علماء النفس يقولون إنَّ الأمل هو أهم شيء في حياة الإنسان وعندما يفقد الأمل سوف يصل به الأمر إلى الانتحار والعياذ بالله أو إلى الحياة الكئيبة لذلك العمل هذا دلَّنا عليه النبي عليه الصلاة والسلام تأمل معي هذا الحديث العظيم أولاً ثم دعونا نتدبر تفاصيل ودقائق وأسرار والكنوز والجواهر النبوية الشريفة.
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيُحسن الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين إلا فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يَدخل من أيها يشاء” صلى الله عليه وسلم ولله حديث يدعو للتفاؤل.. عمل بسيط! طيب هذا العمل.. انظر معي النبي ماذا يريد منك في هذا العمل؟ هل يريد لك التعاسة؟ هل يريد لك الشقاء؟ هل يريد لك الضر؟ يريدك أن تبقى مُتطهراً طيب اليوم غسل اليدين والوجه والرجلين وغسل الفم والأنف هذه قاعدة من قواعد الطب الوقائي اليوم وبخاصة أننا نعيش في عصر الأوبئة: كورونا وجذر القرود وأوبئة أخرى لا يعلمها إلا الله.. ففي هذا العصر كل الأطباء ينصحون بضرورة الطهارة.. ضرورة النظافة الشخصية.. ضرورة غسل الأيدي والوجه والأجزاء المكشوفة من الجسد.. طيب النبي أراد بك الخير يعني هو يدلك على أمر فيه خير أصلاً لك يعني حتى المُلحد إذا طبقه سيستفيد.. إذاً يعني النبي يُريد لك الحياة الطاهرة المطمئنة ثم إنَّ الوضوء هو السلاح رقم واحد ضد الشيطان ووساوسه وضد الحاسدين لماذا؟ لأن الشيطان يكره الطهارة.. يعيش في أماكن النجاسة.. يُحبك أن تكون غير طاهر فبمجرد أن تتوضأ.. طُرد الشيطان.. فالوضوء شيء جيد.
طيب بعد أن تتوضأ عندما تقول: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له” أنت في أعماقك تُوَّحد الله.. تشهد بينك وبين نفسك أنه لا إله إلا إلهٌ واحد هو الله هو الملك هو القادر.. لا أحد يستطيع أن يضرك إلا الله يعني أنا عندما أقول: ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له” هذه العبارة مباشرةً أُفكر أنه لا أحد يملك الكون إلا الله.. لا أحد يتصرف في الكون.. ما معنى إله؟ الإله هو المُتحكم هو الخالق هو المُتصرف لا أحد يَكشف الضُر عنك.. لا أحد يُوصل لك الخير إلا الله.. لا أحد يَشفيك إلا الله.. فالنبي أراد منك أن تكون عقيدتك مرتبطة بالله وأن تكون نَظرتُك مُتجهة باتجاه مالك المُلك يعني النبي عليه الصلاة والسلام يُريدك ألا تتعلق بشيءٍ من أمور الدنيا: بالمال.. لأن الإنسان عندما يعتقد أن فُلان يَضُر ويَنفع وفلان يُمكن أن يُؤذيه وفُلان يُمكن أن يُمرضه وفُلان يُمكن أن يُقلل رزقه وفُلان وفُلان…. يعيش في دوامة من الأوهام النبي أرادك أن تكون موَّحداً في داخلك تعتقد أنه لا قوي إلا الله.. ولا إله إلا الله.. ولا مالك إلا الله فكل هؤلاء البشر ضعفاء أمام الله وبالتالي هذا التوحيد يَمنحك القوة يعني أنا أشعر بالقوة عندما “أشهد أن لا إله إلا الله” الله هو خالق المال.. هو خالق الناس.. أشعر بالقوة لأنني أستمد هذه القوة من الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى.. وبالتالي عندما تقول: ” أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له” هذا الكلام فيه فائدة لك.
طيب “وأشهد أن محمداً عبده ورسوله” ما الفائدة من هذا الكلام؟ علماء النفس يقولون: من الضروري جداً أن يكون لك قدوة وأن يكون لك شخص تلجأ إليه.. تتكل عليه.. تضع همومك بين يديه.. تُقلِّدهُ.. تتخذه قدوةً لك.. تعرض عليه مشاكلك.. همومك ضروري جداً علماء النفس كلهم يتفقون على ذلك.. من صفات المُنتحر أنَّه فقد الأمل من كل شيء وأصبح وحيداً مُنعزلاً ليس لديه مَن يثق به أو يعتمد عليه أو يعطيه الأمل.. لذلك أنا عندما أقول: “وأشهد أن محمداً عبده ورسوله” هذا الأمر مهم جداً لترسيخ مفهوم القدوة.. أن نقتدي بهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.. أن نقتدي برسولنا عليه الصلاة والسلام لأنه أفضل أخلاق هي أخلاق الرسول.. وأفضل حياة عاشها هي حياة الرسول.. أحد الكُتَّاب الغربيين وهو غير مسلم عندما صَنَّف أعظم مئة شخصية على مرّ التاريخ وعلى مستوى العالم اختار الشخصيّة رقم واحد هي محمد صلى الله عليه وسلم لأنه نجح على المستوى الاجتماعي والمستوى الشخصي والمستوى السياسي والعسكري وعلى كل المستويات فكان ناجحاً في بيته مع أزواجه.. ناجحاً في حياته مع أصحابه.. ناجحاً في حياته السياسية والعسكرية.. وهذا النجاح لا يتحقق لكثير من الناس قد تجد إنساناً ينجح على المستوى المالي لكنه يفشل في علاقاته الزوجية.. قد تجد إنسان ينجح داخل بيته ولكنه في الشارع فاشل.. فعندما تقول: “وأشهد أن محمداً عبده ورسوله” هذا يعني أنَّك اتخذت هذا النبي قدوةً لك واتخذته رسولاً من عند الله.. كل المشاكل التي تعاني منها هذا النبي أُوجد لنا حلاً لها.. انظر كل مشاكل الحياة اليوم ارجع إلى سنة النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام تجد لها حل.. وبالتالي عندما تَشهد أن محمداً عبد الله ورسوله هذا أمر جيد أم سيء؟ بمقاييس علم النفس هو أمر جيد لأنني أحتاج إلى قدوة.. أحتاج إلى من يَحُل مشاكلي.. النبي لم يَترُك شيئاً إلا وأعطانا حلاً له للهموم.. لضيق الرزق.. للأمراض للمشاكل.. للمشاكل على مستوى الأسرة أو الأصدقاء أوفي الشارع… كل شيء له حل في السُنة النبوية المُطهرة.. لذلك نحن لدينا في السُنة كنوز ومَن يُحاول هدم هذه الكنوز هو يُريد أن يجعلك تابعاً للإلحاد العالمي.. تابعاً لشهوات.. تابعاً لشهوات الدنيا… وبالتالي احذر أن تَبتعد عن سُنة النبي عليه الصلاة والسلام ثم إنَّ هذه السُنة كلها فيها فوائد كلها علمياً مفيدة.
طيب ماذا يحدث عندما تقول: ” اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين“؟ هذا الدعاء يُريح النفس.. يُريح القلب.. عندما تدعو الله أن يجعلك توّاباً أي كثير التوبة.. توَّاب يعني صيغة مُبالغة حيث تائب قد يتوب مرّة أما توَّاب يعني كثير التوبة في كل لحظة يتوب.. النبي عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله في اليوم الواحد مئة مرة.. كل يوم يتوب إلى الله مئة مرة بل أكثر وبالتالي أنت عندما تدعو وتقول: “اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين” هذا أمر جيد وأمر فيه خير وأمر فيه نفع لك.. فكل هذه الأعمال فيها خير في الدنيا.. طيب في الآخرة تُعطيك أمل أنَّك ستَدخل من أبواب الجنة الثمانية أيها شئت.. تصوّر أن إنسان يعيش بالأمل.. كم هو سعيد؟.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الفائزين بالجنة.. الباعدين عن ناره وعذابه {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت:39].
والسلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :