إذاً التوِّكل على الله عز وجل نتيجته أن يكفيك الله.. لذلك لو توكلتم على الله حق التوَّكل لرزقكم كما يرزق الطير..يسوق الله لها الرزق وهي في الهواء (معلقة في الهواء)…
بسم الله الرحمن الرحيم
آيةٌ استوقفتني طويلاً وأحببت أن تنتفعوا بها: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] ربط الله تبارك وتعالى بين التوَّكل عليه وبين أن يكفيك أي شيءٍ تتوكل على الله.. أي شيء تتوكل على الله فيه.. أي شيء تقصد الله فيه.. أي شيء تدعو الله فيه.. إنسان مريض ويأس الأطباء من علاجه وهو يأس من الحياة ماذا يفعل؟ كيف نُدخل لقلبه السرور وهو في أشد حالات المرض؟
إنه سر التوَّكل على الله عز وجل.. ماذا يحدث عندما تتوكل على الله؟
القانون الإلهي يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] أي مَن سلَّم أمره لله.. إذا سلَّمت مرضك لله وسلَّمك حياتك لله وسلَّمت قراراتك لله عز وجل وتبرأت من حولك وقوتك وقُلت: يا رب أنت فعَّالٌ لما تريد.. افعل ما تشاء.. القانون الإلهي يقول لك: إذا فعلت ذلك فإن الله يكفيك حسبُك أي هو يكفيك ولا تحتاج أن تطلب لا من طبيب ولا من إنسان غني ولا تطلب من أي إنسان أي شيء مادام الله تبارك وتعالى كفاك فهو حسبُك.
إذاً التوِّكل على الله عز وجل نتيجته أن يكفيك الله.. لذلك لو توكلتم على الله حق التوَّكل لرزقكم كما يرزق الطير.. هناك طيور تحلق في السماء لعدة أشهر (لعدة أشهر تبقى محلقة في السماء) يأتيها رزقها من بخار الماء الموجود في السماء ويأتيها رزقها من بعض الحشرات الصغيرة والباكتيريا وبعض ذرات الغبار وبعض الأغذية والعناصر الموجودة في الغلاف الجوي.. يسوق الله لها الرزق وهي في الهواء (معلقة في الهواء).
لذلك إذا توكلت على الله.. هذا الإله العظيم سيكفيك شر المرض وشر العباد وشر الهموم وهذا هو الأهم.. المؤمن وهو على فراش الموت صدقوني إذا توَّكل على الله وأيقين بلقاء الله عز وجل سيكون سعيداً مطمئناً فرحاً أكثر من الإنسان الذي يملك المليارات وهو على فراش الموت.
لذلك رجاءً احفظوا هذه الكلمات الرائعة واتخذوها قانوناً في حياتكم: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق:2-3].
لا تظن إذا توَّكلت على الله وسلَّمت أمرك لله والله لم يشفك أو لم يُسرِّع لك الإجابة.. لا تظن أن الله لا يسمعك أو لا يراك أو لا يستجيب.. هذا الإله العظيم قد جعل الله لكل شيءٍ قدراً/قانوناً محسوباً إذا شفاك الآن ربما تتعرض لحادث مميت.. إذا أغناك الآن ربما تضغى/ربما تُفسد في الأرض وتكون النار من نصيبك يوم القيامة.. الله يُحبك لذلك يؤخر لك الإجابة.. لا ينساك إنما يؤخر الإجابة للحظة التي تنفعك.
إذاً أختم بهذه الكلمات الرائعة وأرجوا أن نحفظه جميعاً ونعمل بها ونكررها ونتذكرها في مواقف الهم والضيق والحزن: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق:2-3].
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بهذه المعلومات.
والسلام عليكم ورحمة الله تهالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :