هذه الآية تزيد من الرزق وتطمن لك الرزق والله تبارك وتعالى يُهيأ لك أسباب الرزق في الدنيا ويهيأ لك جنةً {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132] النعيم والجنات ستكون من نصيبك يوم لقاء الله تبارك وتعالى ويوم الموت…
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة كل آية من آيات القرآن هي قانون إلهي.. إذا أدركته وعملت به فستدرك السعادة الحقيقية في الدنيا وفي الآخرة.. كلنا مأمورون بالصبر.. هناك نوع من أنواع الصبر صعب جداً.. هناك صبر على الأذى: سهل.. هناك صبر على المرض: أيضاً سهل.. هناك كثير من أنواع الصبر: على ضيق الرزق.. على أذى جار سيء… ولكن هناك صبر على الدعوة إلى الله ومن أصعبها دعوة أهلك وأولادك إلى الله.. دققوا معي الله تعالى أمر حبيبه عليه الصلاة والسلام.. آية عظيمة احفظوها رجاءً: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:132].
{وَأْمُرْ} فعل أمر.. الله يعلم أن كل واحد منا سيعاني مع أولاده.. مع أقرباءه.. مع أهله سواءً كانوا أكبر منه أم أصغر منه.. يأمرهم بالصلاة فلا يستجيبون.. يمل أول يوم وثاني يوم وثالث يوم وشهر وشهرين وسنة غالباً ما يجد عدم استجابة.. هذا النوع من الصبر صعب جداً لأنك تدعوه إلى الخير/تدعوه إلى الصلاة ولا يستجيب وبخاصة إذا كان ابنك أو أخاك الأصغر أو حتى إذا كان والدك لا يُصلي هو من أهلك {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} [طه:132].. طيب ماذا يحدث إذا التزمت بهذه الآية الكريمة؟ ماذا يحدث إذا بالفعل صبرت وأمرت أهلي بالصلاة؟
الله تعالى يقول: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132] الآية طبعاً هي خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنها خطابٌ أيضاً لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ من بعده.. فأنا مأمور بهذه الآية أن أْمُر أهلي بالصلاة وكل واحد منكم هذه الآية تعنيه وفيها أمر مباشر له.. ليس خاصة بنبينا عليه الصلاة والسلام يعني ليس فقط النبي مأمور أن يأمر أهله بالصلاة لا كل واحد منا (فعل أمر) فريضة عليه أن يأمر أهله بالصلاة ويفعل ما أمره الله و{وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص:56] ليس عليك هداهم.. {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص:56].
فهذه الآية كلما رأيت أخاك أو ابنك أو قريبك أو أي إنسان من أهلك تذكَّر هذه الآية فادعوه إلى الصلاة.. ذكِّره بالصلاة على الأقل كل وقت ربما إذا استجاب في النهاية وبدأ يصلي والتزم كل صلاة سيُصليها حتى يموت لك أجرها وله نفس الأجر.. لا يُنقص ذلك من أجورهم شيئاً (نفس الأجر لك وله).. سبحان الله.
هذه الآية تزيد من الرزق وتطمن لك الرزق والله تبارك وتعالى يُهيأ لك أسباب الرزق في الدنيا ويهيأ لك جنةً {وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132] النعيم والجنات ستكون من نصيبك يوم لقاء الله تبارك وتعالى ويوم الموت.. تصوَّر أن الله سبحانه وتعالى يُكرم مَن يلتزم بالصلاة لحظة الموت ويُكرمه يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ويُكرمه في الجنة فكيف بمَن يأمر عباد الله بالصلاة؟ كيف بمَن ينصح مَن حوله بهذه الصلاة؟ لأن الصلاة هي عِماد الدين وعامود الدين.. مَن أقامها أقام الدين ومَن هدمها هدم الدين.. يعني هي أحب الأعمال إلى الله وهي التي تُحدد سلوكك لذلك الله تبارك وتعالى ضمن لك الرزق قال: {لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132].. حتى إذا ضاق رزقك قُم بإجراء عمل أن تأمر أهلك بالصلاة.. أن تهديهم إلى الصلاة سيزيد رزقك لأن الله تبارك وتعالى تعهد وقال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه:132] هذا الصبر له جزاء في الدنيا والآخرة {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10].
إذاً احفظوا هذه الآية واعملوا بما أمرنا الله بها وأْمُروا أهلكم وآباءكم وأبناءكم ومَن حولكم وحتى الذي لا تعرفه قَدم له نصيحة على الآقل.. ذكره بموعد الصلاة على الأقل.. فتكون ممَن ضمن الله له الرزق {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132].
نسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا العلم والإيمان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :