والله هذه الآية لها مفعول السحر.. عندما تؤمن بها وتعتقد بها وتقتنع بها جازماً أنه لا يحفظك إلا الله ولا يحميك إلا الله ولا يصرف عنك الضر أو الشر أو الأذى أو الحسد إلا واحدٌ فقط هو الله سبحانه وتعالى…
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الآية التي استوقفتني وعملت بها وأرددها كثيراً وانتفعت بها وأحببت أن تنتفعوا بها.. بعدما حاول إخوة يوسف أن يخدعوا أباهم فأخذوا أخاهم وقالوا: {إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [يوسف:12] ثم ألقوه في غيابة الجُب.. وبعد ذلك عادوا الكَرَّة فرجعوا إلى أبيهم وطلبوا أن يأخذوا الأخ الثاني.. فماذا قال لهم؟ قال: {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ} [يوسف:64] دققوا هنا: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64].
والله هذه الآية لها مفعول السحر.. عندما تؤمن بها وتعتقد بها وتقتنع بها جازماً أنه لا يحفظك إلا الله ولا يحميك إلا الله ولا يصرف عنك الضر أو الشر أو الأذى أو الحسد إلا واحدٌ فقط هو الله سبحانه وتعالى.
هذه الآية هي آية الحفظ.. آية الحفظ من الشر ومن الحسد ومن الأذى.. سيدنا يعقوب متى قال هذا الكلام؟ بعدما استيقن أنه لا يحفظ إلا الله ولا ينقذ إلا الله وأنك إذا لجأت ينبغي أن تلجأ إلى إلهٍ قوي قادر أن يحفظك من الشر.
ماذا كانت النتيجة عندما قال: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64]؟ عندما كان في هذه العقيدة.. هذه القناعة الراسخة تماماً بأن الله سيحفظ سيدنا يوسف على الرغم من أنهم قالوا: أكله الذئب وجاءوا على قميصه بدمٍ كذب وكذبوا على أبيهم سنوات طويلة وسيدنا يوسف أُلقي في ظلام الجُب وكان طفلاً ضعيفاً وأُلقي بعدها في السجن وتعرَّض لفتنةٍ عظيمة من امرأة العزيز التي دعته لارتكاب المحرَّم.. كل هذه المصاعب وكل هذه المشاكل وكل هذا الخداع تعرَّض له سيدنا يوسف وكان الله يحفظه دائماً.. حفظه وهو في أعماق الجُب حيث لا يمكن لأحد أن ينجو حفظه الله.. حفظه وهو في السجن.. حفظه أيضاً من ارتكاب الفاحشة وأخيراً وصل سيدنا يوسف إلى عرش المُلك.. أصبح ملكاً على مِصر.. كل هذا بسبب ثقة سيدنا يعقوب عليه السلام وهو والد يوسف عليهما السلام.. هذا الأب كان لديه ثقة مطلقة بالله وكان يكرر: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64].. كان يُكرر هذه الآية وببركة هذه الثقة وهذا التوَّكل على الله وهذا الظن الحسن بالله عز وجل الله سبحانه وتعالى حفظه من كل سوء.
فإذا كان لديك مشكلة.. إذا كان لديك خوف من أذى الناس.. خوف من ضيق الرزق.. خوف من كل مشاكل الدنيا.. احفظ هذا الدعاء وكرره باستمرار.. إذا خفت على ابنك.. على سيارتك.. على بيتك.. على مالك.. كرر هذا الدعاء سيعطيك وسيمنحك هذا الدعاء طمأنينة لا يمكن أن تشعر بها إلا مع الله عز وجل.
وأخيراً احفظوا هذه الآية وكرروها لتحفظكم من كل شر: {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف:64].
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بهذا العلم.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :