» أسرار الإيمان واليقين

آية ستوقفتني…آية النجاة من الغم

كلنا يتعرض في حياته وبخاصة في هذا العصر.. ضغط التكنولوجيا الرقمية وعصر المعلومات.. ضغط نفسي هائل نتعرض فيه للضر ولِلهَم وللغم.. القرآن لم يترك شيئاً إلا وعلمنا إياه.. لم يترك مشكلة في حياتنا إلا وعالجها من قبل أن تقع.. لذلك هناك أدعية تُحصن بها نفسك..

بسم الله الرحمن الرحيم

كلنا يتعرض في حياته وبخاصة في هذا العصر.. ضغط التكنولوجيا الرقمية وعصر المعلومات.. ضغط نفسي هائل نتعرض فيه للضر ولِلهَم وللغم.. القرآن لم يترك شيئاً إلا وعلمنا إياه.. لم يترك مشكلة في حياتنا إلا وعالجها من قبل أن تقع.. لذلك هناك أدعية تُحصن بها نفسك.. آيات تجعلك تقف طويلاً أمامها.

الحقيقة يعني أنا شخصياً غالباً أدعو بهذه الآية.. عندما أتذكر سيدنا ذا النون ذلك النبي الكريم يونس عليه السلام.. عندما تعرض لإختبارٍ صعب جداً أنه كان في ظُلمات المحيط أو ظُلمات البحر وفي ظُلمات بطن الحوت (عندما التقمه الحوت) وفي ظُلمات الليل.. ثلاثة أنواع من الظُلمات اجتمعت عليه.. إذا كنت أنت بهذا الموقف بما تدعو؟ ماذا تقول؟

مهما كانت مشكلتك لم تكون مثل مشكلة سيدنا يونس عليه السلام.. مهما كانت لن تصل إلى هذا المستوى.. لذلك القرآن أعطاك أعظم مشكلة يمكن أن تتعرض لها في هذه الدنيا وسوف ينجي الله قائل هذه الكلمات أو قائل هذا الدعاء: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء:87] هنا يُخطئ بعض الناس يظنون أن سيدنا ذا النون ظنَّ أن الله لن يقدر عليه يعني لن يستطيع أن يفعل له شيء.. لا يقدر هنا بمعنى يختبر لأن الله تبارك وتعالى يقول: {فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} [الفجر:16] الله يبسط الرزق لمَن يشاء ويقدر.. ما معنى يقدر؟ أي يختبر ويبتلي.. فسيدنا يونس ظنَّ أنه لن يخضع لمثل هذا الاختبار.. لن يخضع لقدر الله عليه ويتعرض لشيء من الأذى.. ظن أنه سيعيش حياة مطمئنة ولن يحدث له شيء.. طبعاً هو خالف أمر الله عندما أصابه ربما نوع من الملل من الدعوة ولم يستجيب له أحد.. وهو محق لم يستجيبوا له وتعب معهم كثيراً فتركهم وخالف أمر الله سبحانه وتعالى فعرَّضه الله لاختبار ولكنه نجح في هذا الاختبار.

لذلك أنت إذا تعرضت لاختبار قوي أو لبلاء أو لمشكلة أو لهَم أو لغم أو لمرض أو لظلم معين أو نقص معين أو دين معين لا تستطيع أداءه… كل هذه أنواع من الغم وهنا تتذكر دعاء سيدنا يونس عليه السلام وهو في أسوء وضع يمكن أن نتخيله وأصعب وضع على الاطلاق يعني في بطن الحوت لا أحد ينجو.. عندما يبتلعك الحوت وتدخل إلى بطنه لا يمكن لقوة في العالم إلا قوة الله سبحانه وتعالى أن تنقذك {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87].. يا رب أنا أخطأت ظلمت نفسي عندما سلكت هذا الطريق وأنا الذي ورطت نفسي بهذه المشكلة.. أنا الذي تورطت بهذا الدين فحُل لي هذه المشكلة.. أنا الذي أخطأت وسلكت سلوكاً خاطئاً فتعرضت لهذا الضرر/لهذا الغم.. {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] هنا أنا أنَزِّهك يا رب.. كلمة سبحان أي تعالى الله وتنزَّه (كلمة التنزيه لله عز وجل) وتقدير لهذا الخالق العظيم عندما تقول: {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] فأنت يا رب لك الحكم وأنت عندك القوة وعندك الشفاء وتستطيع أن تنقذني وأنا ظالم يعني بنفس الوقت تعترف بين يدي الله بضعفك وقلة حيلتك وظلمك لنفسك وتنزِّه الله سبحانه وتعالى وتعظمه وتجلَّه وتنزِّهه عن الخطأ.

هناك مَن يبتليه الله بشيء بسيط.. يَقدُر عليه الرزق (يقلل الرزق قليلاً) فتجده يكفر ويقول: ماذا فعلت يا رب لتفعل معي هذا؟ ما الذي فعلته؟ يعني يشكو الله إلى عباده.. انظروا إلى هذا الظلم بدلاً من أن يعترف بظلمه لنفسه وبضعفه أمام هذا الخالق العظيم تجده يتبرد وينكر ويجحد نعمة الله عز وجل وينسى أن هذا البلاء هو لمصلحته وأن الله ابتلاك بضيق الرزق أو بضيق العيش أو بظلم أو بأذى ليَردك إليه وليُرجعك إليه.. لتلجأ إليه لأنه يحبك.. الله يريد الخير لكم ولا يريد الظلم والشر.. يريدكم أن ترجعوا إليه { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] طيب ما هي النتيجة؟ ما هي نتيجة مَن يقول هذا الدعاء؟

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [الأنبياء:88] هنا حرف الفاء في اللغة العربية نحن نعلم أنه لسرعة الاستجابة وسرعة الفعل.. للأفعال الخاطفة يُستخدم.. {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} [الأنبياء:88] لأن عملية نجاة سيدنا يونس أخذت وقتاً حتى صعد ولفَظَه الحوت ووجد نفسه على شاطئ البحر وأنبت الله عليه شجرةً من يقطين لعلاج هذه الجروح والقروح الجلدية وغير ذلك.. لذلك قال: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} [الأنبياء:88] ليقول لك: إن القرار تم توقيعه عند الله وانتهى الأمر ولكن تنفيذ هذا القرار أخذ شيئاً من الوقت حتى يعني عولج وشُفيَّ {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي} [الأنبياء:88] مَن؟ {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:88] لأن سيدنا يونس كان قلبه معلقاً بالله سبحانه وتعالى.. كان قلبه معلقاً بهذا الإله العظيم.. سيدنا يونس كان مؤمناً قوي الإيمان.. هذا هو المطلوب.. ليس المطلوب أن تقرأ القرآن كثيراً من دون أن تفهم شيء.. ليس المطلوب أن تلتزم بالزي الإسلامي وبالمظاهر الخارجية وقلبك هذا ليس فيه ثقة بالله عز وجل.. إذا آذاك أحد تفقد ثقتك بالله.. المطلوب منك: قوة الإيمان ومزيد من الإيمان ومزيد من الثقة بالله العظيم.

لذلك رجاءً احفظوا هذا الدعاء كما تحفظون أسمائكن ورددوه حتى ولو في المواقف البسيطة.. حتى وأنت مرتاح ومطمأن قُل هذا الدعاء لأن الله سبحانه وتعالى سيصرف عنك شراً لا تعلمه.. دققوا معي: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87].

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المؤمنين به ويجعلنا مستجابين الدعوة إنه سميعٌ قريبٌ مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك