كثير منا اليوم يحمل هم الرزق.. الله تبارك وتعالى قال في آيةٍ عظيمة ومؤثرة جداً على مَن يفهمها ويتدبرها: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ……..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه آيةٌ استوقفتني طويلاً فأحببت أن أشارك ما فكرت به.. كثير منا اليوم يحمل هم الرزق.. الله تبارك وتعالى قال في آيةٍ عظيمة ومؤثرة جداً على مَن يفهمها ويتدبرها: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:60].
يُمكن أن نسمي هذه الآية: آية ضمان الرزق للكائنات الحية على هذه الأرض وفي الكون.. أيها الإنسان لا تيأس من رزق الله مادام تعهد سبحانه وتعالى أنه سيرزق كل دابةٍ على وجه الأرض {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ} [العنكبوت:60] يعني كم من دابة صغيرة وكبيرة؟
كم مليار نملة يوجد على الكوكب؟ مليارات / مئات المليارات من النمل موجودون على ظهر هذا الكوكب.. كل نملة من هذه النملات ضَمِن الله تبارك وتعالى لها الرزق والحياة والاستمرار والتكاثر سبحان الله.
كم فراشة يوجد على ظهر الكوكب؟ كم نحلة؟ كائنات لا تُعَد.. لا يمكن إحصاءها.. أحد الباحثين قال: سنحتاج إذا أردنا فقط أن نُحصي أنواع الكائنات على الأرض (أنواع وليس أعداد “كم جنس يعني”) نحتاج إلى خمسين سنة وإلى ميزانية تُقدر بمليارات الدولارات لنُحصي فقط.
كل هذه الكائنات على الرغم من صغرها.. على الرغم يعني لا نراها.. كائنات بالنسبة لنا كائنات تافهة جداً ولكن الله لا يخلق مخلوقاً وينساه.. ضَمِن له الرزق.
ثم انظر معي إلى طريقة صياغة الآية.. لم يقل: الله يرزقها وانتهى الأمر بل قال: {اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ} [العنكبوت:60] لماذا؟ ليقول لك: إن كل هذه المخلوقات بالمليارات التي خلقها الله ولم ينسى دابة واحدة.. لم ينسى باكتيريا.. تصوروا هذه الباكتيريا الصغيرة التي لا ترى إلا بالمجهر ضَمِن الله لها الرزق.. هيأ لها أسباب الرزق.. الباكتيريا لديها أجهزة استشعار.. لديها محرك يعمل لتتنقل.. لديها جهاز لطرح الفضلات.. لديها جهاز لاستقبال الضوء.. للبناء.. للتكاثر والانقسام.. مخلوق كامل في خلية واحدة هي الباكتيريا أو مجموعة خلايا.. تصوروا هذه الأعداد (التريليونات من الباكتيريا) ضَمِن الله لها الرزق.. لك يتركها لأنها ستنتهي وتنقرض إذا تركها.. أيترك إنساناً يقول: لا إله إلا الله؟ أينسى إنساناً يقول: يا رب؟
{اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت:60] تأملوا.. لم يقل: {هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يريد أن يقول لك إن الله يسمع دعائك.. لا تيأس {السَّمِيعُ} في السماء يسمع دعائك.. يعلم ما في نفسك لأنه {الْعَلِيمُ}.. يعلم حالك.. هو {الْقَادِرُ} يُقدِّر حالتك ووضعك بدقة ويُقدِّر لك الرزق بدقة لأنه {السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} سبحان الله.
لذلك لا تيأسوا من قلة الرزق.. لا تيأسوا من ظروف اقتصادية صعبة.. الله تبارك وتعالى مَن كان معه ووثق به وأيقن بصدق هذه الآية.. ولله لن يخذله الله أبداً وسأتيه برزقه من حيث لا يحتسب.
إذاً احفظوا معي هذه الآية جيداً وتذكروها في مواقف الصعبة.. المواقف الاقتصادية الصعبة التي تمر بكم.. تذكروا دائماً قول تبارك وتعالى: { وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } [العنكبوت:60].
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو