عندما تعلَّم أن هناك إلهاً عظيماً.. لطيفٌ بعباده.. هذه الإله لا ينساني ولا ينساك.. الإله العظيم إذا خلق نملة لا ينساها فكيف إذا خلق إنساناً؟ كيف إذا كان هذا الإنسان يقول: يا ربّ ارزقني؟….
لتكثير الرزق 3 آيات احفظها واحرص عليها وراقب النتيجة ستُدهشك بالفعل.. النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام لم يَترُك شيئاً إلا وعلَّمنا إياه.. لم يترك شيئاً إلا أوجد لنا حلاً.. لم يَترُك شيئاً إلا وأعطانا يعني طريقة الحل.. مُعظمنا اليوم أو مُعظم مشاكل العالم اليوم هي مشاكل اقتصادية.. هذه المشاكل هي من أكبر أنواع الهموم التي يُمكن أن يتعرض لها الإنسان.. بالفعل الضغط الاقتصادي أو نقص المال أو قلة الرزق هذا يُعتبر هم كبير.. والحقيقة كما يقول الباحثون: الحالة المادية الضيَّقة تكون سبباً في كثير من حالات الطلاق.. يعني تُخرِّب الحياة الزوجية وتُسبب مشاكل للإنسان.. طيب ما هو الحل؟ أنا وجدت من خلال تجربتي ثلاث آيات في القرآن.. ثلاث آيات مهمة جداً من الآيات العظيمة.. الآيات التي يعني فيها معاني عظيمة.. هي أصلاً لعلاج الهموم الصعبة.. وأكبر هم ممكن أن يتعرض له الإنسان هو ضيق الرزق بالفعل يعني أكبر هم أو من الهموم الكبيرة: ضيق العيش (ضيق الرزق) لأنك اليوم من دون مال يعني لا تستطيع أن تتحرك.. أصبح المال هو عصب الحياة.
طيب الله عز وجل أنزل آية عظيمة قال فيها: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:19] طيب هذه الآية تُشعرك بالطمأنينة.. عندما تعلَّم أن هناك إلهاً عظيماً.. لطيفٌ بعباده.. هذه الإله لا ينساني ولا ينساك.. الإله العظيم إذا خلق نملة لا ينساها فكيف إذا خلق إنساناً؟ كيف إذا كان هذا الإنسان يقول: يا ربّ ارزقني؟ كيف إذا كان هذا الإنسان يدعو الله ويتضرع ويتوَّسل إلى هذا الملك سبحانه وتعالى أن يعطيه ولو القليل ليعيش هذه الحياة فقط؟ لأن المؤمن يُريد أن يعيش حياة كريمة فقط: يَشكر الله.. يَعبد الله سبحانه وتعالى.. ولكن صدقوني مُعظم مَن ضاق رزقهم فقدوا الثقة بالله.. الثقة بالله ضرورية جداً.. أن تثق بهذا الإله الكريم.. هذا الإله القادر.. هذا الإله الفتَّاح.. العليم.. القادر على فتح أبواب الرزق أمامك.. يجب أن تثق به قبل أن تقول هذه الآية.. يجب أن تكون ثقتك بمالك المُلك عز وجل أكبر من ثقتك بما في يديك.. أكبر من ثقتك بكل الناس لأن هؤلاء الناس مخلوق.. هذا الإنسان هو مخلوق.. لا يَملك لنفسه ضراً ولا نفعاً.. فكيف يَملك النفع لغيره؟ مفاتيح الرزق بيد الله سبحانه وتعالى.. الله تعالى يقول: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت:17] ويقول في آية أخرى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22] وفي آية أخرى: {وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ} [غافر:13] إذاً الرزاق هو الله.. يجب أن تثق أن هذا الإله هو الرزاق وليس فلان أو فلان أو فلان.
طيب بالنسبة للأسباب المادية: هل يا ترى إذا جلست وانتظرت الرزق سيأتي؟ نعم.. يعني هل تَشك بكلام النبي عليه الصلاة والسلام؟ النبي له عشرات الأحاديث.. مُلخص هذه الأحاديث يُؤكد فيها أنه لن تموت نفسٌ حتى تستكمل رزقها.. ولو فرَّ أحدكم من رزقه لأدركه كما يُدركه أجله.. والرزق لا تستطيع أن تهرب منه كما أنك لا تستطيع أن تهرب من الموت.. هل هناك إنسان عبر التاريخ استطاع أن يهرب من الموت؟ لا ولا فرعون ولا الجبابرة ولا أغنياء العالم… كذلك لن تستطيع أن تهرب من الرزق.. يعني هذا يَدُل على أن الرزق مكتوب ولكن الرزق عندما يُكتب تُكتب معه الأسباب.. لذلك ما يُسمى: بالسعي وراء الأسباب.. هذه الأسباب حقيقةً هي نتائج السبب الحقيقي الذي قدَّره الله لأن الله هو المسبب.. فأنت عندما تتوجه إلى الله بإخلاص وتعتقد أن الله هو الرزاق هذا الكلام عن تجربة على فكرة ليس كلام نظري هذا عن تجربة عمرها يعني عشرات السنين.. عندما تَجزم وتعتقد وتستيّقن أن الله قادرٌ على أن يرزقك.. وأنت نائم وأنت في بيتك.. عندما تصل إلى هذه العقيدة ستجد أن الأسباب تأتي لعندك..
الرزق له أسباب كثيرة: الوظيفة من أسباب الرزق.. العمل من أسباب الرزق.. العلاقات أحياناً علاقة تتعرف على إنسان يكون سبب في رزقك… كل هؤلاء سيأتون لعندك.. ستجد أن الأبواب تُفتح أمامك أما إذا تمسكت بأسباب الدنيوية يَكلك الله إلى الناس يعني أنت وشطارتك.. أما إذا التجأت إلى الله: الله هو القائل: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت:17] لم يقل فابتغوا عند فلان أو في الشركة الفلانية أو عند فلان من البشر؟ لا {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ} [العنكبوت:17] لذلك هذه الآية هي الآية الأولى لا تغفل عنها وبخاصة سبع مرات كررها.. الأهم من قراءة الآية اليقين لأنك إذا قراءتها وأنت لست واثقاً أن الله سيرزقك صدقني لن تستفيد شيئاً ستكون مثل ببغاء يقرأ أو مثل كما قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة:5] أن تقرأ هذا الكلام وأنت لا تثق بالله لا تستفيد شيء.. يجب أن تثق.. تثق بأن الله قادر أن يَرزُقك: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:19].
طيب من أسباب إزاحة أكبر الهموم هذه الآية التي قالها سيدنا يونس وهو في بطن الحوت والتي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام أنه مَن قالها أذهَب الله همه أذهَب الله عنه هم الدنيا والآخرة.. والرزق همّ أليس كذلك؟ بل ربما من الهموم الصعب علاجها: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78] كلمات قليلة جداً ولكن معناها عظيم.. احفظ هذه الآية وكررها رجاءً لعلاج ضيق الرزق بل لتكثير الرزق {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78] هذه الآية ولله لها مفعول السحر.. طيب هل تُصدق كلام الله؟ لا تُصدق كلامي.. أنا كلامي لا تُصدقه.. صدِّق الله سبحانه تعالى.. ألم يُنجي الله سيدنا ذا النون ببركة هذه الآية؟ ألم يُنجه بسبب هذه الآية الكريمة؟ {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78] طيب هذه الآية فيها توحيد وفيها اعتراف بالذنب وفيها تسبيح وتعظيم لله عز وجل.. يعني لسان حالك يقول: يا رب {سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78] أنت الواحد.. أنت القادر على أن ترزقني.. أنت القادر على أن تُزيل همي… لذلك هذه الآية تعَّهد النبي عليه الصلاة والسلام أنه مَن قرأها وبخاصة سبع مرات: أذهَب الله همَّه مهما كان وقضى دينه أيضاً حتى وإن كان مثل الجبل.. فإذاً هذه الآية مهمة جداً احفظها وكلما قرأتها تذكَّر قصة سيدنا ذي النون عندما كان مُحاطاً بالهموم.. كان همه أصعب من همك بمليار مرة لماذا؟ أولا سيدنا يُونس رُميَّ أو قُذف به في البحر.. ونزل إلى أعماق البحر وابتلعه الحوت.. ولولا أنه كان من المُسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون.. طيب بالله عليك تذَكَّر إنساناً في البحر ابتلعه حوت.. كم حجم هذا الذي الهم والغم الذي عانى منه؟ أكبر بكثير من أي هم.. أي هم أنت الآن فيه أقل بكثير من هم إنسان ابتلعه حوت في ظُلمات الليل وظُلمات البحر وظُلمات بطن الحوت.. فإذاً الله عز وجل ببركة هذا الدعاء: كشف عنه الغم.. نجاه من الهموم ورزقه أيضاً: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات:146].. ماذا قال الله سبحانه وتعالى عندما ناداه سيدنا يُونس؟ قال لربه: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} [الأنبياء:78] {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنبياء:78] في ظُلمات البحر وظُلمات الليل وظُلمات بطن الحوت {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء:88ـ78] إذاً القضية هنا الأسباب تتعطل.. يعني إنسان يغرق بالبحر أحضر الدنيا كلها مَن يستطيع أن يُنقذه من بطن الحوت؟ لماذا أقول لك إن الأسباب بيد الله أصلاً؟ هو الذي يُسبب الأسباب.. أنت تُنفذ فقط.. أنت تُنفذ مشيئة الله وتُنفذ ما كتبه الله عليك قبل أن يَخلق الكون كل شيء مكتوب {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78].
الآية الثالثة والأخيرة: آية مهمة جداً تُسلم أمرك إلى الله وتقول: يا ربّ أنت تكفيني أنا لجأت إلى العباد.. لجأت إلى الناس الكل يَخذلني أصبحت وحيداً لا أدري ماذا أفعل؟ أنت حسبي.. أنت تكفيني: {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129] لاحظوا أن الآيات التي فيها إزاحة للهموم وقضاء للديون والتخلص من الغم فيها توحيد لله يعني سيدنا يونس: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78] وهذا الدعاء الذي علَّمه الله لحبيبنا عليه الصلاة والسلام ماذا قال له؟ قال له: {فَإِنْ تَوَلَّوْا} [الأنبياء:78] الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم { فَإِنْ تَوَلَّوْا} [الأنبياء:78] إذا تولا الناس عنك.. أقرب الناس تولا عنك.. غدر الناس بك: {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} [الأنبياء:78] قل يا محمد وطبعاً هذا النداء لكل مؤمن من بعده {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ} [الأنبياء:78] الله يكفيني {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أيضاً هنا توحيد لاحظتم.. عبارة التوحيد مهمة جداً لماذا؟ لأنها تغرس في داخلك أن هناك إلهاً واحداً قادراً هو الذي خلقك وهو الذي يُميتك وهو الذي يرزقك وهو الذي يكشف الضر وهو الذي عنده الخير وعنده الرزق لا تلجأ لغيره.. هو الذي سيُسخر لك الدنيا.. هذه الدنيا لا تعمل من دون شيء هناك إله قيّوم يتحكم بالكون.. هو الذي سيُسخر لك أسباب الرزق {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129] إذا كان على الأرض يعني جوهرة بسيطة.. قطعة ألماس يُمكن أن يكون ثمنها مليون دولار أو أكثر.. طيب كيف برب الكون خالق كل شيء وربّ العرش الذي هو أعظم من الكون بكثير.. السماوات والأرض الكون كله لا يساوي إلا ما يُشبه الذرة أمام العرش (عرش الرحمن سبحانه وتعالى) هذا الإله العظيم لا يُعجزه أبداً أن يرزقني ويَحلَّ مشكلتي.. نُريد أن نُفعل الثقة.. نُريد ثقة بالله.. أُريدك أن تثق بالله فقط.. أن تتوجه إلى الله.. أن قلبك يقول: {حَسْبِيَ اللَّهُ} [التوبة:129] وليس مجرد اللسان..
القلب هو الذي يقول: الله يكفيني.. أنت تستيّقن بذلك.. اليقين.. ما الذي نصر المؤمنين؟ ما الذي جعل المسلمين يمتلكون أعظم حضارة وأكبر حضارة خلال اقل من مئة سنة تمتد من حدود الصين إلى حدود فرنسا؟ اليقين بالله.. قوة الثقة.. حاربوا من أجل الله.. جاهدوا من أجل الله.. عاشوا من أجل الله.. لذلك كانوا أقوى الناس.. انظر اليوم لأننا أحببنا الدنيا وتركنا الله.. تبعنا الأسباب المادية وتركنا المُسبب الحقيقي سبحانه وتعالى انظر أين أصبحنا؟ وَكَلنا الله إلى الدنيا.. طبعاً نحن لا نستطيع اليوم أن نتفوق على الغرب لأنه هو سلك الأسباب المادية ونحن سلكنا الأسباب المادية وفي هذه الحالة كل واحد حسب شطارته وحسب الجهد الذي يبذله.. هم بذلوا جهود كبيرة فوصلوا إلى ما وصلوا إليه.. نحن لم نبذل هذه الجهود.. فتوَّكل الحقيقي على الله هو الذي يؤدي بك إلى النجاح وإلى النجاة من الغم.. فكشفنا ما به من غم: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ} [الأنبياء:88] إذاً حتى يَكشف الله عنك همَّ ضيق الرزق عليك بقراءة القرآن.. القرآن كله شفاء على فكرة ولكن هناك بعض الآيات يعني حسب تجربتي أنا بالنسبة لي أثرت في حياتي وأقراؤها دائماً حتى في حالات الرخاء.. أقراؤها لأنك إذا ذكرت الله في الرخاء.. ذكرك في الشدة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بهذا العلم النافع وأُذكركم بهذه الآيات الثلاث:
- {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:19].
- {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:78].
- {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129].
وآخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الفيديو :