حديث مهم جداً ودعاء مهم جداً نصحنا به النبي والنبي عليه الصلاة والسلام كان يحرص عليه كل يوم مرتين بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب وعلَّمنا هذا الدعاء لنحرص عليه لننجو من عذاب النار…!
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
حديث مهم جداً ودعاء مهم جداً نصحنا به النبي والنبي عليه الصلاة والسلام كان يحرص عليه كل يوم مرتين بعد صلاة الصبح وبعد صلاة المغرب وعلَّمنا هذا الدعاء لنحرص عليه لننجو من عذاب النار لأنك في الدنيا كل المشاكل تموت.. كل مشكلة لها حل ولكن الكارثة أنك تأتي يوم القيامة فلا تجد أمامك إلا جهنم والعياذ بالله.. مَن الذي يُنقذك منها؟ تكون قد ضيعت عمرك وضيعت حياتك وغفلت عن الله ونسيت لقاء الله عز وجل فيُقال لك: {فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} [الأعراف:51] فإياك أن تكون مع هؤلاء.
ما هو الدعاء المهم والذي كان من أكثر الدعاء النبي صلى الله عليه وسلم؟
النبي قال لأحد الصحابة الكرام.. ودائماً عندما تسمع حديثاً نبوياً موَّجه لصحابي كريم يجب أن تضع نفسك مكان هذا الصحابي لأن النبي عليه الصلاة والسلام يُكلم أمته ولا يكلم شخص فقط يعني هذه المعلومة يأخذها هذا الشخص ويذهب لا.. هو يكلمك أنت اليوم.. {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24] النبي يدعوك ليمنحك الحياة الطيبة في الدنيا ويمنحك الحيوان في الآخرة {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت:64].. يمنحك الحياة المطمئنة الأبدية السعيدة المليئة بالنعيم.. لذلك عندما يقول النبي لأحد الصحابة معلومة يجب أن تتخيل أن النبي عليه الصلاة والسلام أمامك ويخاطبك أنت.. أنت المعني بهذا الكلام.
يقول النبي عليه الصلاة والسلام وتخيل أنه يخاطبك الآن: (إذا صليت الصبح فَقُلْ قبل أن تُكلم أحداً من الناس، ماذا يا رسول الله؟ “اللهم أجرني من النار” سبع مرات).
هل هذه صعبة؟ يعني عُدْ معي كم كلمة؟ “اللهم1 أجرني2 من3 النار4” أربع كلمات ولا أسهل منها.. الآن تستطيع أن تحفظ هذا الدعاء: “اللهم أجرني من النار” سبع مرات كم يأخذ معك؟ لو فرضنا كل كلمة ثانية.. أربع ثواني ضرب سبعة= 28 ثانية يعني أقل من نصف دقيقة.. نصف دقيقة فقط طلب منك النبي عليه الصلاة والسلام أن تتذكر عذاب النار وكأنك النار أمامك فتقول: “اللهم أجرني من النار” لا تنتظر حتى تقف في مواجهة النار والعياذ بالله.. “اللهم أجرني من النار” سبع مرات.
قال النبي عليه الصلاة والسلام: (فإنك إن مِت من يومك ذلك) يعني بنفس اليوم (كتب الله لك جِواراً من النار) أجارك يعني أبعدك.. ما معني أستجير بالله؟ يعني ألتجأ إلى الله ليحميني من شر فلان.. عندما تقول: “اللهم أجرني من النار” أي يا رب ضع بيني وبين النار حاجزاً فلا أدخل فيها أبداً.. إذا مُت في هذا اليوم فإنك يُكتب لك جِوار من النار.. الحمد لله شيء عظيم جداً.. أربع كلمات ضرب سبع مرات يعني نصف دقيقة.
يتابع النبي عليه الصلاة والسلام وأريدك مهم جداً أن تتخيل معي أن النبي قريب منك.. النبي حيّ.. لا تعتبر أن النبي مات وانتهى.. النبي يرُد علينا السلام والنبي عليه الصلاة والسلام يستبشر خيراً في أُمته وهو الآن في رحاب الحق والنبي عليه الصلاة والسلام هو حيٌّ يُرزق عند ربه.. إذا كان الشهيد حيّ فكيف بسيد الشهداء عليه الصلاة والسلام؟!
فيجب أن تتصور وكأن النبي بيننا الآن.. يأتيك ويقول لك: يا فلان إذا صليت المغرب فقُلْ قبل أن تُكلم أحداً من الناس وهذا ضروري لماذا؟ لأن كثير من الناس يُصلي ثم ينطلق إلى اللهو والعبث.. لا النبي أرادك وأنت تُصلي المغرب مثلاً أن يكون تفكيرك بالله ونعيم الآخرة وعذاب الآخرة.. في هذه الحالة تبقى منشغلاً بشيء خارج الدنيا.. تنسى هموم الدنيا.. كثير من الناس يقول لك: أنا أصلي وأصوم وأستمع إلى القرآن ولكن أنا كئيب/تعيس/حزين/لدي وسواس… إلى آخره.. لأنك لم تعش حقيقة الصلاة.. الصلاة من المهم أن تُفرغ هذه الخمس دقائق التي هي للصلاة (وقت الصلاة أو مدة الصلاة) تُفرغها للتفكير بما تقول.. عندما تقول: الله أكبر.. تتصور أن هذا الإله الذي تقف بين يديه هو أكبر من كل شيء.. عندما تقول: “سبحان ربي الأعلى” في السجود.. تتخيل أن الله أعلى من كل شيء فتتلاشى همومك.. تتلاشى أوجاعك.. يتلاشى الاكتئاب وتشعر بالفرح لأنك بين يدي ملك كريم ورحيم {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:58].
فتخيل أن هذا النبي جاء لعندك ويقول لك: يا فلان (أنت تحديداً) إذا صليت المغرب فقُلْ قبل أن تكلم أحدٍ من الناس: “اللهم أجرني من النار” سبع مرات.. أيضاً نصف دقيقة يعني المجموع كم؟ يعني صلاة الفجر وصلاة المغرب.. نصف دقيقة ونصف دقيقة يعني دقيقة فقط.. اليوم كم ساعة فيه؟ وكم دقيقة؟
ثم يقول النبي عليه الصلاة والسلام: أنك إذا فعلت هذا.. إذا أنفقت من وقتك نصف دقيقة لتقول: “اللهم أجرني من النار” سبع مرات.. إذا حققت ذلك وأنت موقنٌ طبعاً وأنت تتصور أن النار أمامك وأن الله أجارك منها.. تشعر بالفرح.. “فإنك إن مِت من ليلتك” طبعاً بعد المغرب يأتي العشاء ثم الليل.. “إن مِت من ليلتك كتب الله لك جِواراً من النار”.
فإذاً في هذه الحالة أنت ضمنت أن يُجيرك الله من النار في الليل ويُجيرك في النهار.. إذاً على مدى 24 ساعة وبالتالي يعني شيء جميل جداً أن يضمن الإنسان لنفسه نجاتاً أو جِواراً من نار جهنم والعياذ بالله.
إذاً الله سيُصلح أعمالك أيضاً.. من نتائج هذه الكلمة عندما تقول.. يعني الله كيف يقيك من النار: يتركك غارقاً في الشهوات والفواحش والربا وإيذاء الناس وأكل مال الناس.. لا أنت هذا الحديث كأنك تقول: يا رب أصلح لي حالي في هذه الدنيا.. أنت أن تظلم أحداً يمنعك الله من ذلك.. يُغلق أمامك أبوابه سبحان الله.. إذا أردت أن تؤذي أحداً: تجد أنك غير قادر على إيذائه لأن أذى الناس يؤدي بك إلى النار والله كتب لك جِواراً من النار فيُهيئ لك أسباب هذه الوقاية من النار.. إذا أكلت أن تأكل الربا: الله يمنعك من ذلك.. يعني الله لا يكبلك.. لا يُهيئ لك فكرة معينة تقتنع أن الربا حرام ويُهيئ لك أسباب الرزق الحلال وبالتالي هذه وقاية من النار.. إذا أردت أن تُضيع أوقات الصلاة تجد أن الله يُذكرك بالصلاة.. إذا أردت أن تذهب في بابٍ من أبواب الشر: تجده مغلق أمامك.. إذاً عندما يُجيرك الله من النار.. ما معنى كتب لك جِواراً من النار؟ يعني كتب لك أسباب النجاة من النار.. من أسباب النجاة من النار: أنك لا تستطيع أن تفعل المنكر والفاحش.. بالفعل يعني أنا كمؤمن أنظر إلى هذه الفواحش نظرتي لها سيئة جداً.. نظرتي للخمر سيئة جداً.. نظرتي لأذى الناس سيئة جداً.. بنفس الوقت يرزقك الله الصبر على أذى الآخرين.. يرزقك الله الصبر على المرض فلا تتذمر ولا تشكو ولا تيأس.. يرزقك الله قوة تحمل.. وهذه كلها أسباب لماذا؟ للوقاية من النار.
إذاً هنا ليس مجرد كلمات ترددها أنت فقط.. هذا الدعاء عميق جداً يعني أنت عندما تطلب من شخص أن يُبعد عنك لصاً.. مثلاً هناك لص يريد أن يسرق شيئاً منك.. طبعاً هناك إجراءات يقوم بها.. يغير أقفال مفاتيح المنزل.. يضع حراسة.. يضع كاميرات… عراقيل أمام هذا اللص فلا يصل إليك.. كذلك أنت عندما يُجيرك الله من النار يضع لك أسباب تنجيك من النار.
وبالتالي أرجو ألا تنسو هذا الدعاء المهم.. سبع مرات بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب “اللهم أجرني من النار” ويُفضل أن تقوله في كل وقت.. يُفضل أن تقوله دائماً ليكتب الله لك النجاة من نار جهنم ويهديك إلى الطريق الصحيح إن شاء الله.
نسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى طريق الجنة ويكتب لنا جِواراً من النار {إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فصلت:39].
والسلام عيكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة
