أدعية لا يُستغنى عنها وبخاصة في هذا العصر.. نحن نعيش اليوم ظروف عصيبة جداً.. القتل من حولنا.. الانهيارات الاقتصادية.. الحرب على الإسلام.. معظم المسلمين يشعرون بضيق شديد ولا يجدون أمامهم إلا الدعاء…..
بسم الله الرحمن الرحيم
إليك هذه الأدعية الخمسة التي لا يُستغنى عنها وبخاصة في هذا العصر.. نحن نعيش اليوم ظروف عصيبة جداً.. القتل من حولنا.. الانهيارات الاقتصادية.. الحرب على الإسلام.. معظم المسلمين يشعرون بضيق شديد ولا يجدون أمامهم إلا الدعاء.. أنا اخترت لك هذه الأدعية الخمسة أذكرك بها لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحرص عليها وهي تجمع لك خيري الدنيا والآخرة وفيها من الخير الكثير ما لا يعلمه إلا الله.
استمع معي إلى الدعاء الأول: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة“ ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “فإذا أُعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت“ سبحان الله دعاء جامع مانع.. إذا ضمنت أن يعفو الله عنك.. ذنوبك تُغفر.. العفو من أسبابه أيضاً رحمة الله سبحانه وتعالى بك.. حِفظُه لك.. يزداد رزقك.. العفو يعني الرضا عندما يعفو الله عنك معنى ذلك: مثل أنت إنسان بينك وبينه مشكلة فإذا ما عفى عنك كنتيجة لهذا العفو سيرضى عنك وستكون الأمور أفضل.. فإذاً أنت بمجرد أن سألت الله العفو وقَبِل منك هذا الدعاء.. أصلحت علاقتك مع الله وسألته العافية إذاً أنت أصلحت علاقتك مع الدنيا لأن العافية تعني الصحة.. تعني الحياة المطمئنة.. الراحة النفسية.. التخلص من الخوف والحزن يعني العافية ليست فقط عدم المرض لا.. إنسان قد يعاني من اكتئاب يسأل الله العافية.. إنسان قد يعاني من حزن شديد.. من ضيق في صدره يسأل الله العافية.. فالعافية إذا أُعطيتها في الدنيا ضمنت الحياة المطمئنة السعيدة.. لذلك النبي عليه الصلاة والسلام عندما كان يحرص على هذا الدعاء ويقول: “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة” بل الآخرة أهم من الدنيا لأنك في الآخرة إذا ضمنت أن يعفو الله عنك وأن يعافيك من الذنوب ومن نار جهنم ماذا تريد أكثر من ذلك.. إذاً هذا الدعاء يجمع لك خيري الدنيا والآخرة وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: “إذا أُعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت“.
الدعاء الثاني : وهو دعاء مهم جداً على الرغم من قلة كلماته ولكن المعاني غزيرة جداً: دعونا نستمع إلى هذا الدعاء ونحفظه أيضاً ونتدبره: “اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداد” سبحان الله يعني أنا أتصور أن كل يوم كل إنسان يحتاج إلى هذا الدعاء.. ما أكثر الأعداء الذين ينتظرون بك شراً حتى يشمتوا بك.. وللأسف هذا العدو قد يكون ابنك أو زوجتك.. قد يكون هذا العدو أقرب الناس إليك وأنت لا تدري.. ينتظر أن يُصيبك شر ليشمت بك.. لذلك النبي استجار بالله واستعاذ بالله من شماتة الأعداد.
البلاء.. خُلقنا لنبتلى ولكن لماذا استعاذ النبي من جهد البلاء؟
يعني يا رب أنا أرضى بقدرك وقضاءك وبلاءك وإذا أصابني مرض أرضى به.. إذا أصابني ظلم أو أذى أرضى به ولكن يا رب لا توصلني إلى مرحلة الجهد لأنني ضعيف يعني ابتليني بلاءً أقدر عليه.. مرحلة أن تصل إلى الجهد البلاء الذي لا يتحمله إنسان: قد يكفر.. قد يُلحد.. قد ينتحر والعياذ بالله.. هناك أناس لا يتحملون المرض فينتحرون.. فاستعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من جهد البلاء لأنه متعب جداً وكأنك تقول: يا رب أنا أرضى ببلاءك ولكن في الحدود التي أتحملها “لا تحملني لا ما طاقة لي به”.
الدعاء الثالث: “اللهم إنك عفوٌ تُحب العفو، فاعفو عني“ هذا الدعاء اختاره النبي عليه الصلاة والسلام لليلة القدر.. مما يدل على أهمية هذا الدعاء.. عندما سُئِلَ ماذا ندعو ليلة القدر؟ قال: “اللهم إنك عفوٌ تُحب العفو، فاعفو عني“ لأن العفو إذا كان هناك ملك عفا عنك أمورك كلها مُيسرة فكيف إذا عفا الله عنك؟ سيُحيطك برحمته وكرمه ورزقه ولن تشقى بعد ذلك أبداً لذلك هذا الدعاء سهل وخفيف ولكن إياك أن تنساه أو تغفل عنه وخصوصاً في هذه اللحظات الحرجة في هذا العصر المظلم المليئ بالإلحاد.. المليئ بالمشاكل.. المليئ بالهموم.. الجأ إلى عفو الله عز وجل لأنك بالنتيجة ستموت وستلقى الله وحيداً.. فإذا لقيته وهو قد عفا عنك معنى ذلك أنه قد رضي عنك سبحانه وتعالى فماذا تريد أكثر من ذلك؟ “اللهم إنك عفوٌ تحب العفو، فاعفو عني“.
الدعاء الرابع: الذي أودك أن تحفظه ولا تنساه وتدعو به ليس كل يوم بل في كل وقت: “اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كُل خيرٍ، واجعل الموت راحةً لي من كل شر“ ولله هذا من جوامع الدعاء كل الخير فيه.. شمل الدنيا والآخرة.. “اللهم أصلح لي ديني الي هو عصمة آمري“ لماذا الدين أولاً قبل الدنيا؟ لأن الدين هو الذي يعينك على الصبر.. يعينك على التحمل.. يعينك على الكسب الطيب للرزق.. يعينك على التسامح (أن تعفو على الآخرين).. يعينك أن تلجأ إلى الله بصدق.. يعينك على فعل الخيرات.. يعينك على العبادة الصحيحة.. يعينك أن تلقى الله وهو راضٍ عنك.. “اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي“ اليوم كثير من الناس يلهث وراء الدنيا.. لديه المال ولديه الرزق ولكنه محاط بالهموم.. محاط بالمشاكل.. ينام وهو يحسب ويفكر ويستيقذ وهو يفكر وطوال الوقت مشاكل مع الناس وبيع وشراء ووو… طيب ماذا تركت لآخرتك؟ إذاً إصلاح الدنيا هو الخطوة الأولى لإصلاح الآخرة لأنك تعيش في هذه الدنيا فيجب أن تُصلح دنياك كمقدمة لإصلاح آخرتك لذلك هنا عندما تقول: “وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وآخرتي التي فيها معادي“ أنت هنا ضمنت الدنيا والآخرة فتكون تُمنح الحياة المطمئنة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97] الحياة الطيبة في الدنيا والأجر الجسن في الآخرة.. “واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير” أهل الجنة لا يتحسرون إلا على لحظة لم يفعلوا فيها الخيرات أو يذكروا الله تبارك وتعالى.. فكأنك تقول: يا رب كل ثانية أعيشها اجعل فيها خيراً.. علم نافع.. صدقة.. عفو.. إحسان للآخرين.. بر للوالدين.. صبر على أذى الأخرين… “واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر” يعني يا رب إذا كان هناك من الشرور الكثيرة ما سوف يصيبني إذاً اجعل بعد أن أموت.. أن أرتاح منها.. ألا تصيبني في الدنيا.. فالشرور التي أعاني منها اجعل الموت لي راحةً منها.. الملحد يكون الموت بالنسبة له شراً لأنه بعده عذاب الله وعذاب القبر وعذاب نار جهنم.. فلذلك أنت تقول: يا رب كل الأذى الذي أُصبت به والمكائد التي كيدت لي والضر الذي تلقيته من فلان وفلان وكل الشر الذي أصابني اجعل موتي هذا راحةً منه.. انظر إلى هذا الدعاء كم هو جميل.. “واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شر“.
الدعاء الخامس والأخير: لكي لا أطيل عليكم أيضاً دعاء مهم جداً أتمنى أن نحفظه جميعاً: “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال” سبحان الله يعني أيضاً هذا الدعاء كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو به في آخر الصلاة.. “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر” طبعاً هناك روايات وصيغ المهم أن تستعيذ من هذه الأربعة “اللهم إني أعوذ بك من 1عذاب القبر، ومن 2عذاب النار، ومن 3فتنة المحيا والممات، ومن 4فتنة المسيح الدجال“ والمسيح الدجال هنا صحيح هو شخص وسيظهر وهو من علامات الساعة الكبرى ولكن في كل زمن هناك دجالون.. كل مَن يدعوك إلى الشر هو دجال.. الشيطان هو دجال.. لذلك أنت تستعيذ بالله من شر المسيح الدجال وكل مَن يتبعه وعلى رأسهم إبليس وشياطين الإنس والجن.. “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار أو من عذاب النار ومن عذاب القبر” لأن القبر هو أول منازل الآخرة فإما أن يكون روضة من رياض الجنة أو يكون حفرةً من حفر النار والعياذ بالله أنت الذي تُحدد على فكرة.. أنت الذي تقرر ماذا تضع في هذا القبر.. يعني أنت الآن في الدنيا إذا أردت أن تنتقل إلى بيت جديد ماذا تأخذ معك؟ تحاول أن تأخذ أفضل شيء وتضعه في هذا البيت.. طيب أنت قبرك الآن أنت الذي تجهزه بعملك.. ماذا ستضع فيه؟ الأعمال الصالحة.. ذكر الله.. الصبر.. كثرة الصلاة.. كثرة قيام الليل.. كثرة فعل الخيرات.. الخشوع… ماذا ستأخذ معك؟ أم أنك ستبني كل شيء في الدنيا وتأتي إلى قبر فارغ.. مظلم.. لا “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال“.
نسأل الله عز وجل أن يتبقل منا هذا العمل وكما قُلت: لا تنسوا هذه الأدعية.. النبي كان حريصاً عليها وكان كثيراً ما يدعو به لذلك احفظها لأنك ستستفيد منها في قبرك.. ستكون نوراً لك في قبرك وعندما تُبعث ويوم لقاء الله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة