» أسرار الإيمان واليقين

دعاء مهم قبل النوم إياك أن تغفل عنه

احفظ معي هذا الدعاء وكرره قبل النوم لأن فيه فوائد عظيمة جداً.. نبينا عليه الصلاة والسلام كان يحافظ على هذا الدعاء قبل أن ينام….

بسم الله الرحمن الرحيم

احفظ معي هذا الدعاء وكرره قبل النوم لأن فيه فوائد عظيمة جداً.. نبينا عليه الصلاة والسلام كان يحافظ على هذا الدعاء قبل أن ينام.. يختم به أعماله طيلة اليوم بدعاء قليل جداً.. كلمات يعني بضع كلمات ولكن أثرها ومعناها كبير جداً.

الدعاء يقول: اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادكانظر إلى هذا الدعاء اللطيف البسيط المانع الجامع الذي يوجهك لتفكر بالآخرة.. يخفف عنك أعباء الدنيا.. نحن اليوم ما هي مشكلتنا؟ مشكلتنا أن أدمغتنا امتلأت بالهموم والمشاكل والأحزان والحروب ومظاهر الأسى والأسف ومظاهر الحزن ومظاهر الاكتئاب وضيق الصدق نعاني كثيراً لأننا انغمسنا في هذه الدنيا لأبعد الحدود ونسينا ذلك اليوم.

لذلك النبي عليه الصلاة والسلام كان دائم التذكر ليوم القيامة.. كان يضع يوم القيامة هدفاً أمامه ويسير ليصل إلى ذلك اليوم.. لذلك قبل أن ينام النبي عليه الصلاة والسلام كان يضع يده تحت خده الأيمن (يتكأ على شقه الأيمن).

اللهم قِني عذابكانظر ثلاث كلمات.. 1اللهم 2قِني 3عذابك 1يوم 2تبعث 3عبادك أو يوم تجمع عبادك في رواية أخرى.. طيب لماذا كان النبي الكريم يحرص على هذا الدعاء؟

انظر في آخر اليوم الدماغ يكون ممتلئ.. كثير من الناس يعاني من قلق.. هل النبي كان يعاني من قلق؟ قليلاً جداً وإذا قلق في الليل كان يقلق لأنه يريد أن يفهم معنى آية.. يتدبر آية فيخاف من عذاب الله ولا يستطيع النوم والصحابة كانوا كذلك لأنهم فهموا القرآن فالنبي أراد من خلال هذا الدعاء أن يقول لك بشكل غير مباشر: “ابتعد عن هموم الدنيا” لأن لحظات ما قبل النوم مهمة جداً.. العقل الباطن يكون متصل مع العقل الواعي وبالتالي عندما تستمر في التفكير.. هناك أناس يضعون الموبايل ويبقى في حالة عمل هذا الموبايل ويقول لك: لا أستطيع النوم وهذا منطقي لأن الدماغ منشغل بأفكار طيلة اليوم ولازلت تُشغله بأفكار ترتبط باليوم.. لا النبي أرادك أن تفصل يومك وهمومك وأن تؤجلها إلى الغد.. أنت الآن ستُسلم نفسك لله لأننا كما نعلم من نص القرآن العظيم {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر:42] يعني الإنسان عندما ينام يتوَّفى الله نفسه (تخرج هذه النفس) فإما أن يُعيدها أو يمسكها { فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [الزمر:42] إلى وقت محدد.. كل يوم أن تموت موتة صُغرى.

فالنبي عليه الصلاة والسلام فهم هذا المعنى لذلك قبل أن ينام كان يعلم أن الله سيتوفى هذه النفس.. نفسه ستخرج منه بمجرد أن نام وستكون بين يدي الله سبحانه وتعالى {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} [الزمر:42].. الله سبحانه وتعالى فقد لا تعود هذه النفس.

إذاً أنا في هذه اللحظة يجب أن أفكر في الآخرة (في اليوم الآخر).. ربما لا تعود لي نفسي.. كثير من الناس يموتون وهم نيام تعلون وبخاصة بين الشباب هذه الظاهرة بدأنا نسمع عنها اليوم (موت الفجأة) وهو من أمارات الساعة كما أكد الحبيب عليه الصلاة والسلام عندما قال: من أمارات الساعة أو من أشراط الساعة أو لا تقوم الساعة حتى يكثر موت الفجأة.. فموت الفجأة في الليل صعب والنبي كان يستعيذ اللهم إني أعوذ بك من موت الفجأة” يعني يستعيذ به من هذا الموت.. يستعيذ بالله سبحانه وتعالى.

فلذلك على الرغم أن النبي يستعيذ منه ولكن كان قبل النوم يقول: اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادكلأن هذه الليلة قد تكون آخر ليلة في حياتك.. انظر الآن إلى الحروب التي اشتعلت في أجزاء واسعة من الوطن العربي  والآن في فلسطين وغيرها.. الإنسان ينام لا يصحو.. تأتي القذيفة في أثناء الليل فيموت.. عشرات الآلاف ماتوا في زلزال تركيا أثناء الليل.. في درما جاء الإعصار وجاء الطوفان الساعة الثانية ليلاً فحصد أرواح الكثير من الناس.. الآلاف من الناس.. لاحظ يعني لا تأمن للدنيا.. لا تأمن للزمن.. كل يوم اعتبر أن هذا آخر يوم في حياتك.. لابد أن ذات يوم يكون اعتقادك صحيحاً.. إذا اعتقدت كل يوم أن هذا آخر يوم سأعيشه سيأتي ذلك اليوم الذي تموت فيه ويتحقق هذا الاعتقاد بالفعل.. النبي كان يفعل ذلك وهو من أسرار النجاح في الدنيا على فكرة لأن الهموم والمشاكل إذا تراكمت تشوش على الإنسان وحتى تعطل عليه النجاح والإبداع.. تعطل عليه الكثير من الأعمال.. فمن الضروري قبل النوم أن تعزل مشاكلك وهمومك خلال النهار تعزلها وتبدأ تفكر بالآخرة.. طيب ما هو أهم شيء يوم القيامة؟ النبي أخذك إلى أهم موقف  اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك فإذا وقاك الله العذاب يوم القيامة إذاً أنت من الفائزين {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185].

إذاً بمجرد أن الله وقاك العذاب.. إذاً أنت من الفائزين فالقضية هنا خطيرة جداً ومهمة جداً وينبغي على كل واحد منا أن يدعو بهذا الدعاء ولا ينساه وكرره يعني أكثر من مرة (سبع مرات مثلاً) اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك فالعذاب لحظة البعث هناك عذاب {فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ*قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس:51-52] يأتيهم الجواب {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس:52].

إذاً هناك عذاب أهوال الساعة.. أهوال يوم القيامة.. المرور على الصراط.. أن تكون في مواجهة جهنم.. أن تقف في مواجهة أعمالك أنت {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء:14] يعني الدنيا لا شيء بالنسبة للآخرة.. مشاكلنا في الدنيا ما هي؟ أكبر مشكلة أن تموت هذه أكبر مشكلة ولكن في الآخرة {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [طه:74] لا يوجد موت {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت:64] يعني الحياة الحقيقية الأبدية هي الآخرة فإما في عذاب دائم وإما في نعيم دائم بمجرد أن نقذت نفسك من العذاب ووقاك الله شر هذا العذاب إذاً أنت من الفائزين إن شاء الله.

أرجو ألا تنسى هذا الدعاء وحبذا سبع مرات لأن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب:41] القضية مفتوحة أمامك سبعة أو عشرة أو ألف.. أكثر من الدعاء اللهم قِني عذابك يوم تبعث عبادك“.

نسأل الله عز وجل أن يقينا عذاب النار {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88-89].

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبد الدائم الكحيل

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك