» أسرار الإيمان واليقين

10 نصائح فعالة لتربية الأبناء: طبقها الآن وراقب النتيجة

هل تشعر احياناً أنك فشلت في تربية أولادك؟ وهل تعاني من عقوق الأبناء في المنزل؟..هل تلوم نفسك على نوعية التربية التي قدمتها لأبنائك؟

اليوم سنتعرف على عشر نصائح أقدمها لك لتربية الأبناء معظمنا يغفل عنها.. ابدأ بتطبيقها منذ هذه اللحظة….

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آلة وأصحابه أجمعين.

كثير منا يلوم نفسه لماذا لم أربي أبنائي بهذه الطريقة؟ لماذا أعطيتهم المزيد من العطف والحنان؟ لماذا لم أفعل كذا؟ لماذا كذا؟… اليوم سنتعرف على مجموعة من النصائح يجب أن تتعلمها يعني سواءً فشلت في الماضي أم أنك مقبل على تربية الأبناء يجب أن تتعلمها وتتدارك ما فاتك في الماضي وبخاصة الأمهات.

النصيحة الأولى: ابدأ بنفسك الابن يحتاج للقدوة الصالحة يعني من غير المعقول أن الأب يكذب طوال اليوم ثم يفاجأ أن ابنه بدأ يكذب هذه نتيجة منطقية يعني أنت في البيت يجب أن تُقدم لهم نموذجاً من الصدق.. الأمانة.. الدقة في الموعد.. احترام الآخرين.. صلة الرحم.. العطف على الآخرين… نموذج من التسامح يعني أنت عندما تشتم زوجتك أو تضربها أو تقسو عليها أو تتلفظ بألفاظ بذيئة أمام أبنائك أنت زرعت في داخلهم تربية سلبية ستؤتي ثمارها فيما بعد.. ستنعكس عليك هذه الإساءات فيما بعد عندما يكبر هذا الولد وأنت لا تدري لماذا حدث ذلك بينما عندما تتسامح مع الأم وتتجاوز عن أخطائها وتكرمها وهذا الشيء طبيعي أمرك الله به {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء:19] والنبي قال: “استوصوا بالنساء خيراً” فأنت تطبق تعاليم القرآن وتعاليم النبي عليه الصلاة والسلام.

عندما تعفو وتتسامح وتتمالك أعصابك وتمتنع عن الغضب والانفعالات هذا الأمر له أثر كبير جداً في التربية لذلك من أخطر الأمور انفعال الرجل وغضب الرجل في بيته وانتقاصه لزوجته والعكس صحيح أحياناً الزوجة هي التي تُسيء للأب وتحاول السيطرة عليه وتُسيء له لفظياً ومعنوياً إلى آخره… فكل هذا الطفل مثل الاسفنجة يشرب ويمتص ثم يعطيك ما قدمته له.

النصيحة الثانية: لا تنتظر حتى يكبر هذا الطفل ابدأ به منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه أسمعه آيات من القرآن.. يعني لا تنتظرها هذا الطفل حتى يأتي ثم يكبر وكل يوم تقول لازال صغيراً.. لا الطفل يتذكر ويتأثر ويميز منذ عمر شهرين يميز بين العدل والظلم.. يميز الوجوه الخبيثة من الوجوه البريئة بعمر شهرين هكذا تقول الدراسات العلمية.. وأنا أقول لك: ابدأ منذ بداية الحمل أسمعه صوت القرآن لأن الدراسات أثبتت أن الجنين في بطن أمه يسمع الترددات الصوتية ويتفاعل معها ويتأثر بها وبخاصة صوت أمه.. فإذاً أنا أبدأ به منذ الحمل ثم عندما يأتي للدنيا أقرأ له القرآن وأسمِعه كلام الله باستمرار وينام على كلام الله.. الدماغ يُخزن المعلومات أثناء النوم.

بالإضافه أنني أعطيه توجيهات هذا يجوز.. هذا لا يجوز.. من دون أن أعنفه ومن دون أن أقول له لماذا فعلت كذا أو لم تفعل كذا.. لا أنا أرافقه وأدله على الصواب.

 

النصيحة الثالثة: يجب أن تكون فنان بالاستماع له.. استمع لا تعتبر أن هذا الطفل أو هذا الابن مجرد آلة في البيت عليه أن يطبق ما تأمره به.. لا استمع له ولو دقائق كل يوم.. حاوره الحوار تواصل معه هذا ضروري جداً لماذا؟ يزيل الحاجز بينك وبينه ويبدأ يشكو لك همومه وبالتالي إذا كان هناك شيء سيء في داخله ستتعرف عليه مبكراً وتعالجه بدلاً من أن يبقى ويكبر وتنصدم به أنه أصبح عاقاً لك ولأمه.

النصيحة الرابعة: وهذا أكد عليه النبي في عدد من الأحاديث يجب أن تكون عادلاً مع أبنائك.. الطفل بعمر شهرين كما قلنا المولود حديث الولادة (عمر شهرين) يميز بين الخير والشر ويميز بين العدل والظلم.. وهناك تجارب أُجريت حقيقةً.

فإذاً يجب أن تتحلى بالعدل مع الأبناء لا تعطي واحد على حساب الآخر وأظهر لهم هذه العدالة.. هذه العدالة هم سيكونون عادلين معك ومع إخوتهم ومع أنفسهم ومع أمهم.. إذاً العدل ضروري.

النصحية الخامسة: هناك أحياناً لا أريد أن أقول قسوة ولكن أن تضع حدود لما هو مسموح وما هو ممنوع.. يعني مثلاً الكذب ممنوع.. أنا لا أسمح بالكذب هذه قاعدة أساسية قد أتجاوز عن كثير من الأخطاء ولكن الكذب لا.. الاستهزاء بالدين.. النميمة على الآخرين.. الإساءة للآخرين لا أسمح به… هكذا يجب لأنك إذا تجاوزت عن إساءة ابنك للآخرين سيأتي يوم يُسيء فيه لك.. إذاً يجب أن تضع له حد للأشياء الخطيره بقية الأخطاء يعني يمكن أن يتجاوز عنها الإنسان الأخطاء البسيطة.

النصيحة السادسة: يجب أن تضع لهم قدوة.. اليوم الإعلام للأسف احتل مكان الآباء أصبح يضع للأبناء قدوات فاشلة.. يضع لك ممثل شاذ جنسياً يضعه قدوة للأولاد كيف سيخرج هذا الطفل؟.. يضع لك مثلاً إنسان مشهور تلتف حوله النساء مثلاً وهو فاشل في حياته الزوجية وفاشل في حياته الاجتماعية ولكنه مشهور يضعه لك قدوة ليُفسد المجتمع.. فإذاً يجب أن تقرأ لهم مثلاً قصص من الصحابة /قصص القرآن /الأنبياء /سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.. لو كل يوم أعطيت ابنك موقف ولو دقيقة أو دقيقتين: ماذا فعل النبي؟ كيف صبر؟ كيف تحمل أذى مَن أساء إليه؟ كيف تعامل مع أعدائه؟ كيف غفر لأهل مكة؟ كيف صبر على أذى جاره اليهودي؟ كيف كان كريماً؟ كان لا يخشى الفقر يُعطي.. كيف كان حريصاً على الذكر.. حريصاً على الصيام وهكذا… كل يوم أعطيه معلومة.. لو كل يوم معلومة يعني في السنه 365 معلومة عشر سنوات 3650 معلومة يعني سيصبح كمبيوتر.. دماغه غذيه بالمعلومات.. كل يوم ثلاث أو أربع دقائق فقط ولكن هذه المعلومات تتراكم و تعطي ثمارها بعد حين.. عَلِّمه حب الخير.

النصيحة السابعة: شجعه على العلم.. يجب أن يكون العلم له قيمه عندك.. إياك أن تقول له: إن العلم ماذا سيعطيك العلم أو ماذا أو ماذا؟ كما يحدث بعض الناس يستهزئون بالمتعلمين ويقول لك: مثلاً الصنعة الحرة حتى الصنعة الحرة تحتاج إلى علم يعني حتى أي مهنة تحتاج إلى علم حقيقةً.. لذلك شجعهم على العلم وأن يكسب معلومات أكثر وأعطيه مكافأة.. استخدم أسلوب المكافأة معهم.

النصيحة الثامنة: دائماً تذكر أن تكون إيجابياً معه.. أحد علماء النفس حَسَب كم مرة يقول لابنه لا عبر مثلاً عشر سنوات؟ لا تفعل.. لا لا تفعل إلى آخره.. تبين أنه يقول هذه العبارة عشرات الآلاف من المرات.. لم يكن يتصور ذلك كلها معلومات سلبية تُقحمها في دماغ ابنك.. النبي كما في رواية سيدنا أنس ابن مالك الذي خدم النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنين قال: لم يقل لشيءٍ لمَ فعلت كذا أو لم تفعل كذا؟ كان دائماً يوجهه بتربية إيجابية أما أن يلومه.. اللوم حقيقةً أسلوب يعني رديء في التربية أن تبقى تلوم.. لا قُل له: لا مشكلة أنت هنا أخطات ولكن الأفضل أن تفعل كذا.. في المرة القادمة أنتظر منك هذا الفعل.. تشعره بخطأه وتشجعه هذه تربية إيجابية.. تجنَّب الأوامر السلبية.

النصيحة التاسعة: علِّمهم الاعتماد على أنفسهم.. وهذا خطأ يقع فيه كثير من الآباء الذين لديهم عاطفة قوية اتجاه أبنائهم.. يقول لك: الولد صغير.. صغير طيب متى ستعلمه؟ يعني اختبره أن يعتمد على نفسه.. كلِّفه بمهام وهو يفرح على فكرة.. كلِّفه بمهام صعبة أحياناً يفرح بها.. تعال مثلاً ساعدني في هذه القضية.. نريد أن نشتري هذا الجهاز ساعدنا.. حمِّله جزء من المسؤولية.. نخطط للقيام بكذا تعال وساعدنا على هذه المهمة.. لا تتعامل معه وكأنه حجر أو تمثال.. لا هو كائن حي يحتاج إلى تجارب.. يومياً كلِّفه بمهمة.

النصيحة العاشرة: يجب ألا تنسى موضوع الحب والعطف والحنان والرحمة والقبلة.. القبلة لها مفعول السحر أن تُقبل ابنك في رأسه تعطيه جرعة هائلة من الحنان.. جرعة إيجابية كبيره جداً.. أن تُحدثه بأنك تحبه.. أنك حريص عليه.. أشعره بالحنان.

طبعاً أخيراً لا تنسى الدعاء.. لا تنسى الأمور الأساسية في الدين: أن تُعلمه الصلاة.. تحدثنا عن نصائح عامة ولكن القرآن أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه:132] فأن تُعلمه الصلاة والدعاء وقراءة القرآن ولكن ليس قراءة ميكانيكية أن يحفظ فقط.. لا أن يتدبر وأن يتأمل.. كلِّفه بتفسير آية من القرآن.. اجلس وابحث لي عن تفسير هذه الآية نريد أن نتناقش حولها.. نريد أن نعلم ماذا يقول الله في هذه الآية؟ لماذا قال كذا لم يقل كذا؟ هذا الأمر يعطيه طاقة هائلة ليتجه باتجاه العلم والإيمان والعمل الصالح وبالتالي ستجد أن هذا الولد سيطيعك مُجبراً لأنه سيطيع الله أولاً لأن القرآن سيعلم هذا الطفل بر الأبوين وأهمية البر وأهمية العمل الصالح.

Germany, Bavaria, Munich, Son (2-3 Years) kissing his father, smiling

نسأل الله عز وجل أن يُعيننا جميعاً على تربية أبنائنا تربية صالحة وأختم بكلمة إذا كان ابنك عاق يعني أنت قمت بما يجب أن تقوم به فلا تحزن ابن سيدنا نوح كان كافراً وأبوه نبي.. فإذاً هذا أمر الله لن تغير فيه شيئاً ولكن أنت تُقدم ما أمرك الله به وتصبر على هذا العقوق أو على هذا الابن مع الدعاء له فعسى الله أن يهديه.

أسال الله عز وجل أن يهدينا جميعاً.

والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.


بقلم عبد الدائم الكحيل

 

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك