» أسرار الإيمان واليقين

دعاء يمحو الخوف والقلق.. جربه وشاهد النتيج

هذا الدعاء لك لمواجهة المخاوف.. كلنا يتعرض لمخاوف كثيرة من النقص.. من الفقر.. من المستقبل.. من المرض.. من الظلم.. من الأذى.. مخاوف كثيرة… هناك دعاء مهم جداً سوف نتعلمه اليوم إن شاء الله….

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كثير منا اليوم يعاني من الخوف لماذا؟ هو عصر الخوف.. عصر مليء بالمخاوف.. أصبحنا نخاف من أي شيء.. نخاف من الحروب.. من قلة الرزق.. من الظروف الاقتصادية.. نخاف من وباء.. من مرض.. من الأيام… أحياناً يخاف الإنسان من المجهول سبحان الله سبب هذه الظاهرة يجب أن ندرك أن الشيطان هو وراء هذه الظاهرة.. يغذي ظاهرة الخوف من كل شيء طبعاً.. هناك نص كريم في القرآن الكريم يعلمنا ماذا نقول في حالة الخوف: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173] إذاً هنا عندما تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل أنت دخلت في معية الله.. في معية القوي.. في معية الرحيم والغفور واللطيف والقادر أن يحميك من أي شر .. العليم الذي يعلم الغيب ويعلم السر وأخفى.. الذي يختار لك الخير ويوجهك باتجاه الخير.

إذاً هذا دعاء عظيم كثير منا يغفل عنه يعني لو سألتك الآن متى آخر مرة قلت: حسبنا الله ونعم الوكيل؟ ربما كثير من الناس يقول لك: أنا منذ أشهر لم أقلها.. المفروض كل يوم تقول هذا الدعاء وسبع مرات على الأقل.. النبي صلى الله عليه وسلم علمنا دعاء آخر موجود في آخر سورة التوبة {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129] وقال سبع مرات يجب أن تُكرر سبع مرات من أجل زيادة التدبر وزيادة فهم المعنى وزيادة أن تدرك عظمة هذا الدعاء: حسبي الله: الله يكفيني.. لا إله إلا هو: هو المتصرف في هذا الكون عليه توكلت سلمت أمري وحملي وهمومي لله عز وجل وهو رب العرش العظيم.. إذاً هذا الملك سبحانه وتعالى أنا توكلت على إله هو المتحكم لا إله إلا هو.. لا يستطيع أحد أن يؤذيني بشيء إلا بأمر الله.. لا يستطيع إنسان أن ينفعني أو يضرني بشيء إلا ما كتبه الله علي {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129].

عندما تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل ما الذي يحدث؟ الله تعالى يقول: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} [آل عمران:176].. إذاً هذا الدعاء هو وقاية لك من السوء لم يمسسهم سوء.. هذا الدعاء يقيك المخاوف التي أنت تتوقعها.. تتوقع المرض الله يقيك شر المرض.. تتوقع الضائقة المادية الله يهيئ لك أسباب تقيق هذه الضائقة.. فإذاً أكثر من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل يعني نعمَ مَن أتوكل عليه أنت اليوم إذا جاءك رئيس أو وزير أو شخص غني ملياردير وقال لك: أنا سأحل مشكلتك الاقتصادية وأنت مشكلتك بسيطة بالنسبة له.. هل تشعر بالهم؟ هل تشعر بالقلق؟ كم كمية الفرح التي تشعر بها؟ كيف بالله عز وجل مالك الملك وخير مَن تتوكل عليه وهو يكفيك؟! حسبنا الله.. الله يكفينا هذا الإله العظيم هو الذي يحميك من الخوف.. يحميك من الشر.. يقيك شر مَن يمكر بك.. وبالتالي أن تقول: حسبي الله هذه عبارة مهمة جداً للأسف نغفل عنها ولا نتذكرها إلا عندما تضيق بنا الأمور ينبغي أن تذكر الله في الرخاء ليذكرك في الشدة وأنت الآن مرتاح أمورك المادية جيدة.. حياتك جيدة.. أعمالك تسير بشكل جيد أكثر من قول: حسبي الله ونعم الوكيل لأن هذه العبارة تشعرك بالقرب من الله تشعرك بالاطمئنان لأنها من ذكر الله.. الله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] فعندما يطمئن قلبك بهذا الذكر حسبي الله ونعم الوكيل أنت ابتعدت تماماً عن الخوف.

لذلك هناك إنسان يعاني من الخوف.. من الموت.. أحياناً بعض الناس يخاف من الموت كثيراً لماذا؟ عندما تقول حسبي الله ونعم الوكيل الموت هو رحلة إلى الله الذي أنت تتوكل عليه الآن وتقول: الله يكفيني.. مادمت قُلت: الله يكفيني.. إذاً أنا لا أريد أحداً.. أنا توجهت إلى هذا الملك سبحانه وتعالى وهو حسبي ونعم الوكيل.. إذاً لماذا أخاف من شيء هو مقدمة للقاء الله؟ لماذا أخاف من الموت مادام هو الفاصل بيني وبين لقاء الله سبحانه وتعالى؟ فتجد أن المخاوف تتبدد.. طيب أنا أخاف من المرض.. ما هو المرض؟ هو بلاء من الله ليرفع درجتي عنده.. إذاً لماذا أخاف مادمت قلت: حسبي الله؟

إذاً أنا أعتقد أنه إذا أصابني مرض لا يصيبني هذا المرض إلا بأمر الله ولا يصرف عني هذا الضر إلا الله سبحانه وتعالى.. لا يكشف الضر إلا الله {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [الأنعام:17].

ما دامت القضيه كذلك إذاً أنا لماذا أخاف؟ الله هو الذي ابتلاني.. هو الذي ضيق علي لحكمةٍ هو يعلمها لأنه يريد مصلحتي.. يريد أن يرفع درجتي عنده يوم القيامة.. يريد أن ينجيني من أمر فيه شر في الدنيا فأبتلاني بهذا البلاء ليُبعدني هذا الشر هذه القضية ببساطة.

فإذاً لماذا أحزن وأكتئب وأخاف؟ يعني حسبي الله كم فيها من معاني طيب أنت تخاف من ماذا؟ من أن تُظلم؟ تتعرض لظلم؟ الظلم هو نوع من أنواع البلاء والنبي عليه الصلاة والسلام أكثر مخلوق تعرض للبلاء وتعرض لمحاولات لتشويه سمعته والطعن في عرضه واتهام زوجته بالفاحشة والعياذ بالله وطعنوا في نسبه قالوا: إنه مجنون وقالوا عنه ساحر وضيقوا عليه اقتصادياً وحاصروه ولحقوا به ليقتلوه وعندما هاجر من مكة لمدينة تحمل كل أنواع البلاء وبقي صابراً محتسباً يريد وجه الله هذا هو المثال والقدوة الذي نقتدي به.

لذلك هذه العبارة لا تنسوها.. أي لحظه تشعر فيها بخوف ولو بسيط مباشرةً قُل: حسبي الله ونعم الوكيل أو الآية الأخرى التي علمنا اياها النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سورة التوبة: {حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129].

والحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك