» أسرار الإيمان واليقين

خمسة أعمال لمَن بلغ سن الأربعين… سارع بها قبل الندم

إذا بلغت سن الأربعين إليك هذه الأعمال المهمة التي ينبغي القيام بها حتى إذا كنت على مشارف الأربعين فهذه الأعمال الخمسة أمرك الله بها.

سنتأمل اليوم هذه الأعمال ونتأمل النتيجة المذهلة التي ستحصل عليها إن شاء الله….

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

سن الأربعين هو سن فاصل لأن الانهيار في الدماغ وفي صحة الإنسان والعمليات التنكسية كلها تبدأ بعد الأربعين.. فالإنسان يبلغ أوج قوته أو يبلغ أشده عند سن الأربعين.. أنا لدي هنا آية مهمة تأمرنا أن نُطبق خمسة أعمال لننجو بها من عذاب الله ونتيجتها رائعة جداً سنتأملها الآن.. هذه الآية من سورة الأحقاف يذكرنا الله بأصلنا {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} [الأحقاف:15].. يذكرك أنك كنت جنين صغير لا قيمة لك في ظلمات الرحم.. لا أحد يستطيع أن يصل إليك.. لا أحد يستطيع أن يساعدك.. الله كان يحفظك ويرعاك ويؤمن لك الغذاء والرزق والحماية ويؤمن لك السعادة والطمأنينة حيث لا يستطيع أحد أن يصل إليك من البشر.. الآن أنت بعد أن خرجت {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف:15] أقل مدة للحمل هي ستة أشهر والإرضاع 24 شهر (حولين كاملين) المجموع 30 شهراً {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً} [الأحقاف:15] إذاً هنا يذكرك بأصلك ثم يذكرك بأنك كنت طفل ترضع لماذا تستكبر؟ لماذا تنسى أصلك أيها الإنسان؟ لماذا تنسى ضعفك في بداية حياتك؟ الآن أعطاك الله القوة ولازال يعطيك هذه القوة حتى بلغت أشدك وبلغت 40 سنة..

العلم يقول بعد سن الأربعين تبدأ الأعمال التنكسية في خلايا الدماغ والجسد وتبدأ سلسلة الانهيارات التي تنتهي بالموت {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ} [الأحقاف:15].. إذاً أول شيء: يجب أن تتذكر شكر الله.. الشكر هو زيادة في النعم {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:7].. هنا تذكرة من الله عز وجل يعني يكفي ابدأ الآن بمرحلة الشكر.. أكثر من قول: “الحمد لله” والشكر هنا ليس مجرد لفظ.. أنت تؤدي شكر الله عز وجل من خلال صيانة النعم التي أعطاك الله إياها مثلاً: نعمة البصر: أنا أؤدي شكرها بأن أغض بصري عم حرم الله.. نعمة السمع: أن أنتهي عن سماع ما حرم الله.. هذا شكر لله عز وجل.. نعمة اللسان: أن أتوقف عن إيذاء الناس.. أتوقف عن النميمة.. أتوقف عن الكلام الفاحش هذا نوع من أنواع الشكر.

وبالتالي العمل الأول: هو أن تكثر من شكر الله سبحانه وتعالى..

الشيء الثاني: أن تُكثر من العمل الصالح {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف:15] يعني أن يُصبح هدفك هو رضا الله عز وجل بعد سن الأربعين.. يجب أن تُركز على الأعمال التي ترضي الله.. ماذا يرضي الله؟ ماذا يحب الله؟ يحب الصلاة على وقتها.. بر الوالدين.. حسن الخلق {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران:146] أصبر ولا أتذمر.. أبحث عن الأشياء التي ترضي الله عز وجل.. الأشياء التي يحبها الله سبحانه وتعالى فأكثر منها.

إذاً أولاً: الشكر.. تذكر هذه النقاط الخمسة: الشكر.. الإكثار من الشكر والحمد لله عز وجل.. ثانياً: الإكثار من العمل الصالح {وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف:15].. إذاً ماذا يرضي الله؟ تبحث وتفتش بعد السن الأربعين يجب أن تركز على الأشياء التي يحبها الله.. بر الوالدين والكلمة الطيبة يحبها الله والصدقة يحبها الله وهكذا.. {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} [الأحقاف:15].. إذاً تُكثر من الدعاء لذريتك.. لا تنسى أولادك ذريتك من بعدك يجب أن تكثر من الدعاء بأن يصلحهم الله..

القضية الرابعة: كثرة التوبة.. النبي عليه الصلاة والسلام كان يتوب إلى الله 100 مرة في اليوم {إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ} [الأحقاف:15].. إذاً تُكثر وتقول: “أستغفر الله العظيم وأتوب إليه “100 مرة كل يوم.. أنت لست أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم.. فإذاً تُكثر من التوبة إلى الله هذا هو العمل الرابع.

العمل الخامس والأخير: تجديد الإيمان {وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف:15].. تجدد إيمانك باستمرار.. تلفظ هذا القول وتسأل الله أن يتوفاك على الإسلام.. سيدنا يوسف وهو نبي كريم حفظه الله من الشر والفتن والمعاصي وأعطاه الله الملك على الرغم من ذلك ماذا قال؟ {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [يوسف:101].. هنا ركز ماذا طلب من الله وهو في قمة قوته ومُلكه والله غفر له طبعاً لأنه نبي؟ {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101].. بالله عليك إذا كان هذا حال سيدنا يوسف وهو ابن نبي أبوه نبي وجده نبي كان يطلب من الله ويدعو الله أن يتوفاه على الإسلام ماذا عنا نحن الضعفاء الغارقون في شهوات الدنيا ماذا نقول؟ يجب أن تعترف بإيمانك وإسلام.. تجدد إيمانك كل يوم.

طيب ما هي النتيجة إذا طبقت هذه الأعمال الخمسة؟ {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا} [الأحقاف:16].. إذاً القبول إذا طبقت هذه الأعمال الخمسة من الشكر والتوبة والعمل الصالح وأن تجدد إيمانك… القبول من الله عز وجل وأن تعمل الصالحات التي يرضاها.. القبول {وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ} [الأحقاف:16].. إذاً محو السيئات ودخول الجنة {وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:16].

نسأل الله عز وجل أن نكون منهم وأن نتذكر نعم الله علينا وأن نكون مِمَن ذكرهم الله في هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:20].

نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبد الدائم الكحيل

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك