ما هي السورة التي تطرد الشيطان من بيتك؟ وما هي السورة التي إذا قرأتها تحضر الملائكة لتستمع إليها؟ وهل تعلم ما هي السورة التي تدافع عنك يوم القيامة؟…..إنها سورة مليئة بالبركة والرزق والحفظ والكفاية من الهموم….
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الحقيقة اليوم سنتعرف على سبعة كنوز مهمة من سورة البقرة.. أطول سورة في القرآن وأول سورة بعد فاتح الكتاب.. الحقيقة هذه السورة عجيبة جداً.. السورة بدأت بحروف عجيبة أيضاً {الم} [البقرة:1].. السورة تُزيل الشك والريبة وتؤكد أن هذا القرآن كلام الله {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة:2] لا شك.. {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2].. فإذا أردت أن تتخلص من الوساوس والشكوك في حياتك وإذا كنت ضالاً.. إذا كنت حائراً.. إذا كنت محتار ماذا تفعل؟.. إذا كنت لا تهتدي.. هذه السورة فيها هدىً ولكن لِمَن؟ ليس لكل الناس بل لفئة من الناس (للمتقين).. عندما تخاف الله عز وجل وترجو الله وترجو لقاء الله فإن هذه السورة ستكون هدى لك.. ستهديك في ظلمات هذا العصر.. اليوم كثرت الهموم ولا ندري لماذا؟ بيوتنا مليئة بالمشاكل.. مشاكل مع الأسرة.. مع الأولاد.. مع الأهل حتى مع الجيران.. مشاكل في العمل.. مشاكل في الشارع… هناك سبب مهم الإعلام يغفل عنه بل يعتبرون أن مَن يُفكر بهذه الطريقة متخلف: الشيطان.
انظروا اليوم إلى نشرات الأخبار.. الإعلام العالمي.. وسائل التواصل… تخلو تماماً من أي ذكر للسبب الحقيقي وراء همومك وهوالشيطان.. يبحثون في كل الأسباب المحتملة إلا السبب الرئيسي وهو الشيطان.. أنا كيف أطرد الشيطان من بيتي؟ استمع معي إلى هذا الحديث العجيب: النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر“ لأن المقابر عادةً تكون فارغة إلامن الموتى.. فالنبي عليه الصلاة والسلام يريد أن يقول لك: لا تُفرغ بيتك من كلام الله “فإن الشيطان يفر.. يهرب.. يولي من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة“.. صلى الله عليه وسلم.
إذاً هذا الشيطان إذا هرب.. هربت معه المشاكل لأن الشيطان هو سبب المشاكل وهو سبب أول مشكلة في تاريخ البشرية.. عندما وسوس لسيدنا آدم وأغواه فخالف أمر الله {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه:121].. واليوم هذا الشيطان يكرر نفس الغواية.. يريد أن يغويك ويُكرهك بأهل بيتك ويُكرهك بالناس ويثير العداوة والبغضاء والشحناء بينك وبين الآخرين.. فتجد أن المشاكل لا تكاد تنتهي.. إذاً الحل الذي أخبرنا به النبي عليه الصلاة والسلام: أن نقرأ سورة البقرة.. واليوم من فضل الله سبحانه وتعالى هناك تيسير كبير من خلال أجهزة التسجيل والموبايل واللاب توب والشاشات وغير ذلك… تستطيع أن تستمع لسورة البقرة وتكررها ليلاً ونهاراً.. ضعها في بيتك واجعل صوت القرآن هو الذي يخيم على بيتك.. الفائدة الأولى: أنك تطرد الشيطان
والفائدة الثانية: أنك تتدبر.. والإنسان المؤمن إذا سمع حرفاً من القرآن له به حسنة والحسنة بعشر أمثالها يعني الثواب ليس فقط لمَن يقرأ بل لمَن يستمع.. النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يقرأ فقط بل كان يستمع للقرآن وكان يحب أن يسمعه من غيره من الصحابة والنبي سمعه من سيدنا جبريل.. لذلك الاستماع للقرآن مهم جداً.
إذاً الكنز الأول الذي يجب أن تتذكره وأنت تستمع لسورة البقرة: أن هذه السورة تطرد الشيطان من بيتك وتطرد معه المشاكل والهموم.. هذه السورة تحفظك من الشر هذا هو السر الثاني.. لماذا تحفظني من الشر؟ النبي عليه الصلاة والسلام له حديث يقول فيه لكل شيء سنام.. يعني الجمل أعلى ما فيه هذا السنام وهو العمود الفقري وهو أساس الجمل وأساس قوة الجمل وتحمَّل الجمل وصبر الجمل.. وسنام القرآن: سورة البقرة.. فإذاً سورة البقرة هي أساس وعمود القرآن الكريم لما فيها من أحكام وفيها آيات عظيمة جداً وفيها حكم وعبر وفيها آيات للحفظ.. فيها مثلاً هذه الكلمات الرائعة {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137].. هذه تحفظك من شر أي شيء يريد أن يؤذيك إنسان أو كائن أو أي شيء.. {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة:137].
هذه السورة تحفظك من السحر أيضاً وهذه نتيجة منطقية لهروب الشيطان لأن فيها آية فيها قصة الملكين وكيف أنهما كانا يُعلَّمان الناس السحر إلى آخره… فتنة عظيمة حدثت حدثنا عنها القرآن.. وهنا نص كريم كلمات قليلة جداً ولكن مفعولها كبير ضد السحر إذا كررتها سبع مرات القرآن طبعاً يتحدث عن السحر ثم يقول: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:102] يقصد السحر.. إذاً أنت عندما إنسان يحسدك.. إنسان يسحرك.. إنسان يكيد لك المكائد بكل بساطة اقرأ هذه الكلمات من سورة البقرة {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:102].
السر التالي: أنها تكفيك الهموم والمشاكل والأحزان والآلام كيف؟ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “مَن قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة كفتاه”.. يعني هاتان الآيتان: الآية 285 و286: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ…} [البقرة:285] والآية الأخيرة: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا…} [البقرة:286].. هاتان الآيتان تكفيانك كل ما يهمك فإذاً تكفيك الهموم.. تكفيك الشرور.. طيب هذه السورة أيضاً من أسرارها أنها سورة الحفظ.. تحفظك من شر لا تعلمه.. لماذا؟ هي أطول سورة في القرآن وفيها أطول آية من القران (آية الدين: صفحة كاملة) وفيها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي (الآية رقم 255)… إذاً بما أن الله وضع فيها أعظم آية في القرآن.. إذاً هذا لحكمة.. فعندما تقرأ آية الكرسي مساءً: لايزال عليك حافظٌ من الله حتى تُصبح (يوم الثاني).. وإذا قرأتها صباحاً: لايزال عليك حافظٌ من الله حتى تُمسي.. فهذا أمر يجب أيضاً أن ننتبه لهم.
السر التالي: أن هذه السورة تحضرها الملائكة.. هناك أحد الصحابة الكرام كان يقرأ سورة البقرة ولاحظ أن فرسه قد جالت وهاجت وخشي منها.. فتوقف عن القراءة ونظر إلى السماء فإذا بغمامة (غيمة) كان فيها مصابيح معلقة فجاء في اليوم الثاني يُخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فقال له عليه الصلاة والسلام: إنها الملائكة حضرت لتسمع صوتك.. تسمع سورة البقرة سبحان الله.. إذاً هذه “الملائكة دنت لصوتك“.. النبي يقول ذلك: “ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم“.. الملائكة إذاً تحضر سورة البقرة لثقلها وأهميتها فأنا عندما أضع سورة البقرة في بيتي وبخاصة في الليل.. أعلم أن هناك ملائكة تأتي لتستمع هذا الذكر وهذا الأمر مهم جداً لأن وجود الملائكة يعني وجود الرحمة والسعادة وطرد الشيطان فهي تخيَّم على البيت وتعطيك الهدوء وتمنحك الإحساس بالأمان.. القضية الثانية: الكنز التالي هذه السورة تدافع عنك في القبر ويوم القيامة.. كيف ذلك؟ النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة” ثم قال: “اقرأوا الزهراوين” يعني البقرة وآل عمران “فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان“.. يوم القيامة تعلمون الحر والعرق الذي يغرق الناس به والكرب الشديد الفزع الأكبر.. تجد أن سورة البقرة وطبعاً سورة آل عمران كأنهما غيمتان.. سورة البقرة تظلك وتدافع عنك وتحاجج عنك يعني عندما تتعرض للسؤال يوم القيام تأتي سورة البقرة لتقول له: يارب كان يستمع لي أو كان يقرأني فهذه شهادة من سورة البقرة لك.. طبعاً يوم القيامة تشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وجلودهم فتأتي هذه السورة كبُشرى لك في موقف صعب.. لذلك هذا من أسرار سورة البقرة.
الكنز الأخير: أن سورة البقرة فيها بركة.. عندما تداوم على الاستماع لسورة البقرة وطبعاً يُفضل أن تقرأ وتحفظ يعني الاستماع هو مرحلة أولى تكرر الاستماع ثم تقرأ في القرآن.. تحاول أن تتأمل.. أن تتدبر.. أن تُفكر بمعاني هذه الآيات ثم حاول أن تحفظها.. تضعها في صدرك وتلقى الله بها عز وجل فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: “اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة” أي السحرة.. إذاً هذه السورة عندما تستمع إليها وتقرأها فكأنما وضعت بينك وبين السحر حاجزاً قوياً منيعاً لا يستطيع السحر أن يخترق هذا الحاجز أو الحجاب الذي وُضِع بينك وبين السحر ببركة سورة البقرة.
لذلك احرص على الاستماع دائماً لهذه السورة ولن تندم ليس فيها خسارة ولاحظ الفرق إذا كنت لا تستمع لهذه السورة.. حاول أن تستمع إلى سورة البقرة منذ هذه اللحظة وبعد عدة أيام لاحظ الفرق ما قبل وما بعد.. ستجد نوع غريب من الطمأنينة والسكينة والأمان تشعر به في بيتك.
نسأل الله عز وجل أن يجعل هذه السورة الكريمة حُجة لنا يوم القيامة وأن يُشفعنا بالقرآن وأن يجعل القرآن العظيم شفيعاً لنا يوم لقائه {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:20].
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبد الدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة
