لقد سخر الله كل شيء لخدمتنا، فهل نشكر نعمة الله التي لا تُحصى؟ والاكتشاف العلمي يقول بأن الجسم ….
لقد سخر الله كل شيء لخدمتنا، فهل نشكر نعمة الله التي لا تُحصى؟ والاكتشاف العلمي يقول بأن الجسم يقوم بإفراز مادة خاصة لتحديد الوزن، وهذا ما يحاول العلماء استغلاله في حربهم على السمنة والوزن الزائد.
اكتشف العلماء حديثاً مادة دهنية ينتجها جسم الإنسان على مستوى الأمعاء، تبعث إشارة للدماغ للتوقف عن الأكل، مما قد يفتح آفاقا جديدة لمحاربة السمنة. وقال الفريق الطبي الأمريكي الذي اكتشف المادة في دورية “سيل” العلمية إنهم تمكنوا من التحكم في كميات الأكل التي تتناولها الفئران عن طريق تلك المادة. ونفس المادة التي اصطلح عليها اسم NAPE موجودة عند الإنسان.
وقال عضو الفريق الباحث جيرالد شولمان إن الفئران عندما تطعم وجبة دسمة للغاية، فان أمعاءها القيقة تنتج الكثير من الـ NAPE ويفرزها في الدم، حيث توقف الشعور بالجوع عند وصولها إلى الدماغ. ويذكر أن مستويات تلك المادة ارتفعت في الدم بعد تناول الفئران وجبات دسمة، لكنها لم ترتفع عندما تناولت وجبات غنية بالبروتينات والنشويات.
ويقول الفريق العلمي إن NAPE كان لها نفس المفعول سواء وصلت إلى الدماغ في جرعات صغيرة متقطعة إثر أكل وجبة دسمة، أو حقنت بكمية أكبر بشكل اصطناعي. وبعد حقن المادة في الدم تتجمع في منطقة “تحت المهاد” وهي المنطقة الدماغية التي تنظم الشهية والشعور بالجوع. وعندما حقنت الفئران بكميات زائدة من هذه المادة لمدة خمسة أيام، قلت شهيتها وانخفض وزنها، وهذا ما يعول عليه الباحثون في محاربة السمنة التي ما فتئت تنتشر في أرجاء العالم، مهددة صحة الكثيرين.
ماذا نستفيد من هذه الدراسة
لقد زود الله أجسادنا بهذه المادة التي تعتبر مثل صمام أمان، ولو أن الناس عملوا بنصيحة سيد البشر صلى الله عليه وسلم عندما أكد لنا أنه ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، فهذا يدعونا لتنظيم غذائنا وعدم الإسراف في الطعام والشراب، وانظروا كيف أن القرآن سبق علماء العصر إلى التنبيه على ضرورة عدم الإسراف، وهذا المبدأ ينادي به العلماء اليوم. يقول تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].
ولذلك يا أحبتي إن القرآن هو العلاج الكامل، وقد يخطئ البعض عندما يتوهّمون أن العلاج بالقرآن هو مجرد تلاوة بعض الآيات والسور، لا، بل إن أهم ركن من أركان العلاج بالقرآن أن تفهم القرآن وتأتمر بأوامره وتنتهي عما نهى عنه! فلا يكفي أن تقرأ قوله تعالى: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 184] ثم لا نصوم ولا نأخذ شيئاً من فوائد الصيام الطبية! ولا يكفي أن نقرأ الأمر الإلهي: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) [البقرة: 45]، ثم لا نصبر ولا نصلّي، ونكون قد خسرنا فوائد الصبر وفوائد الصلاة.
والخلاصة إن المؤمن عندما يطبق كل ما جاء في كتاب الله وسنَّة رسوله، سوف يتمتع بالصحة والعافية والحياة الطيبة التي تعهد الله له بها، يقول عز وجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_7751000/7751635.stm