الدراسات العلمية تؤكد أن الدماغ يتضرر بشكل كبير أثناء العلاقات العاطفية الحميمة، وغير المشروعة كالعشق والحب والهيام، ولذلك فقد نهانا الإسلام عن ذلك ليضمن لنا السعادة والصحة والاستقرار….
لقد حرَّم الإسلام كل أنواع العشق والحب والهيام إلا ما كان خالصاُ لله تعالى، فالمحبة في الله هي أعظم أنواع الحب، ولكن هذا النوع طبعاً لا يعرفه إلا المؤمنون الذين قال الله تعالى فيهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 9-10].
وربما نتذكر أن أعظم أنواع الحب هو “حب الله” ثم “حب رسول الله” ثم حب المؤمنين… بل إن الحب هو ركن مهم من أركان حلاوة الإيمان، بل لا يمكن للإنسان أن يتذوق حلاوة الإيمان إلا إذا كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما!
ونتذكر قصة ذلك الأعرابي الذي جاء يسأل عن الساعة، فقال له الحبيب الأعظم: (وماذا أعددتَ لها)، ولكن الأعرابي لم يكن لديه كثير قيام أو صيام أو صدقة، بل كل ما كان لديه أنه (أحب الله ورسوله)، ويقول الحبيب صلى الله عليه وسلم كلمة أكثر من رائعة: (أنت مع من تحب يوم القيامة)!!! هذه نتائج الحب الصادق في الله تعالى.
ولكن يا أحبتي انتشر الحب العاطفي بشكل كبير بين المسلمين، فلم يعودوا يتذوقون حلاوة الحب في الله، ولذلك أنصح كل مؤمن أن يحول أي علاقة حب يمر بها، إلى علاقة حب في الله، وهذا الحب له ضوابطه وأسسه وقواعده. فالحب في الله يعني بالدرجة الأولى الصدق مع من تحب، ويعني بالدرجة الأولى الصدق مع الله أيضاً، والإحساس بأن الله يراقبك ويراك في كل لحظة، فإن لم تكن تراه فإنه يراك!
والحب يعني أنك تحب لله وفي الله ومن أجل الله!! وهذه درجات لا يصل إليها إلا من أدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى، ومن هنا ندرك لماذا أمرنا الله بالتفكر في مخلوقاته، لنزداد معرفة به، وحباً له، وشوقاً للقائه. بل إن الخوف من الله هو أهم قاعدة من قواعد الحب، وهنا نرى بياناً إلهياً رائعاً، يقول تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41]. هذا بيان إلهي يحدثنا عن ذلك المؤمن الذي نهى نفسه عن هواها، فكانت النتيجة أن الله أكرمه بالجنة. وفي هذا إشارة إلى أن من يتبع هوى نفسه لابد أن يقوده هذا الهوى إلى المهالك، وهذا ما يؤكده العلم الحديث!
فالخوف أولاً: (خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ) والنهي ثانياً: (وَنَهَى النَّفْسَ)، وهذا يعطينا حلاً للمشاكل العاطفية التي يعاني منها الكثيرون، فمعظمهم فقَد الإحساس بمراقبة الله، وأصبح كل تفكيره في الحبيب، ولذلك استحوذ عليه هذا الحبّ، ولابدّ من علاج ناجع، ولا يكون العلاج فعالاً إلا بالخوف من الله تعالى، ولذلك قال تعالى: (خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ … وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى).
ولكن قد يقول قائل: أين الإعجاز في هذا الكلام؟ ونقول يا أحبتي إن العلم أثبت الأضرار الكبيرة الناتجة عن علاقات الحب غير المشروعة، وهذا ما نهانا الإسلام عنه، وهنا يتجلى الإعجاز، وهو أن الله تعالى نهاناً عن “هوى النفس” لأن فيه ضرراً لنا، وقد نزل هذا النهي في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم شيئاً عن أضرار هذا الهوى، ولكن الله تعالى يعلم بأضرار هذا العشق على البشر، كيف لا وهو خالق البشر! وإليكم ما توصل إليه الباحثون في الغرب.
بحث علمي جديد عن الحب
في بحث جديد قام باحثون بإخضاع “ظاهرة الحب” وأعراضه للبحث والدراسة العلمية، وكانت النتيجة أن آلام الحبّ تتشابه كثيراً مع أي مرض عضوي، بل إنها قد تقود إلى الموت أحياناً!! ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يثبت العلم بالتجربة العملية والمخبرية خطورة العشق والهيام واتباع هوى النفس. والمقصود هنا “بمرض الحب” أي الذي لا يستطيع أي عقار التغلب على أعراضه، والمتمثل في آلام العشق ومعاناة الفراق بين الأحبَّة وما يصاحب ذلك من سهَر وأرَق وغيرها من الأعراض النفسية والجسدية.
دراسة أمريكية تقول: “مرض الحب” قد يؤدي إلى الموت
منذ شهر فبراير 2005 والباحثون يخضعون “ظاهرة الحب” وأعراضه للدراسة والبحث، وخلصوا إلى نتيجة مفادها أن آلام الحبّ تتساوى مع أعراض كثير من الأمراض العضوية الأخرى. وسجل فريق بحث أمريكي ارتفاع درجة تركيز هرمونات الإعياء في الدم، مشيرين إلى أن هذا التركيز المرتفع في الشرايين يؤدي إلى إرهاق عضلات القلب، ويمكن أن يسبب أضراراً للقلب، وربما يؤدي إلى توقف نبضاته، وفقاً لما ورد في مقالة للباحث ايلان فيتستاين في مجلة “نيو إنجيلاند” للطب.
وأكدت ذلك تجارب أخرى من خلال الكشف على الدماغ أجريت في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. وتقول هذه التجارب بأنه في حالة ما إذا وقعت عيون إنسان عاشق متيَّم من الدرجة الأولى على صورة عشيقته، فإن دماغه يصبح في حالة تشبه حالات تعاطي الكوكايين!! وعلى العكس من ذلك عندما سحبت صورة المعشوق، تراجعت حالة الدماغ والأعضاء إلى حالتها الطبيعية وكأنما صُبَّ عليها ماء بارد.
دراسة ألمانية: العشق يترك آثاراً خطيرة على الدماغ
قام فريق من الباحثين في جامعة تورينجن الألمانية، برئاسة الدكتور عارف نجيب، بالكشف عن أدمغة مجموعة من النساء التي هجرهن شركاؤهن قبيل وقت قصير. النتيجة كانت ملحوظة للعيان وهي أن انفصال هؤلاء النسوة عن شركائهن ترك أثاراً على الدماغ لديهن، كما أدى إلى حدوث تغييرات في الأنسجة تساوي تلك التي تحدث عند ما يصاب المرء بحالة الاكتئاب النفسي. كما سجلت تغييرات ملحوظة في بؤرة الدماغ المركزية المسؤولة عن تحفيز المشاعر والدوافع، وأحدثت تغييرات كذلك في مناطق مهمة أخرى كثيرة في الدماغ.
تظهر الصور الملتقطة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي أن الدماغ يتأثر سلبياً بأي علاقة عاطفية غير مشروعة، وتكون الأضرار كبيرة في حال فشلت العلاقة، ويعتقد العلماء اليوم أن “مرض الحب” له نتائج وأعراض تشبه الأمراض العضوية، ولذلك ينصحون بالابتعاد عن مثل هذه العلاقات، وذلك من أجل صحة أفضل وسعادة أكثر، والسؤال: أليس هذا ما نهى عنه الإسلام؟!
دراسة نمساوية: آلام العشق قد تتسبب في تعطيل عمل القلب
الرجال أيضاً يتعرضون لنفس المعاناة، وهذا ما حاولت الباحثة النفسية النمساوية جيرتي سينجر اكتشافه من خلال سؤالها لمجموعة مكونة من 40 رجلاً و30 امرأة عانوا من عذاب انهيار علاقاتهم العاطفية. وتوصلت سينجر في هذا البحث الذي مثل أطروحتها العلمية للحصول على الدكتوراه، إلى نتيجة مفادها وجود تشابه كبير في المعاناة لدى الرجال والنساء، ولكن في أوقات مختلفة. فالنساء يعانين من آلام الحب عادة قبل وصول العلاقة العاطفية إلى طريق مسدود، والنساء في العادة هنَّ من يضعن نهاية للعلاقة.
لكن الاختلاف الكبير بين الرجال والنساء في هذا الجانب هو في مدى استعداد أي من الجنسين للحديث عن نفسه. ففي الوقت الذي سجل فيه الرجال الذين يسرّون بمعاناتهم لغيرهم فقط نسبة 30 في المائة، كانت نسبة النساء 93 في المائة. وتفسر هذه الظاهرة بأن منطقة الاستجابة في الدماغ عند الرجال هي نفسها لدى النساء، لكن يبدو أن معاناة الرجال أكبر من معاناة النساء.
دراسة إيطالية: المرض بسبب الحبّ
قام معهد ريزا في ميلاند بإيطاليا بتوجيه السؤال لـ 1000 شخص في الفئة العمرية ما بين 24 وَ 65 سنة حول ما إذا كانوا قد تعرضوا في حياتهم للمرض بسبب الحب. أكثر من ثلث الرجال قالوا نعم، بينما واحدة فقط من كل خمس نساء أجابت بنعم.
ويلجأ الرجال عادة أكثر من النساء إلى المغامرات الجنسية، هروباً من الواقع بعد فشل العلاقة العاطفية مع الشريك. وتقدر الباحثة النمساوية سينجر بأن الرجال يحتاجون إلى حوالي 11 شهراً للتعافي من آثار فشل العلاقة العاطفية، بينما تحتاج النساء إلى فترة أطول قد تصل إلى 15 شهراً.
هل ندرك لماذا حرَّم الإسلام الحب غير المشروع؟
هذه يا أحبتي نتائج لدراسات علمية أجراها باحثون، وتبين لهم بما لا يقبل الجدل الآثار المدمرة للعشق والمغامرة العاطفية، والقرآن عالج هذه الظاهرة بكلمات قليلة: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)، وأعطانا طريقة عملية لدرء مخاطر العلاقات العاطفية من خلال إجراء بسيط وهو غض البصر! يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فهذه الطريقة تضمن عدم الخوض في علاقات لا تُحمد عقباها، فالنظرة سهم من سهام إبليس!
خطوات عملية للعلاج
الإنسان عبارة عن كتلة من العاطفة فماذا يفعل إذاً؟ نقول إن النبي عليه الصلاة والسلام أعطانا الحل العملي ألا وهو الزواج، أو الصوم!! ولكن أحياناً تكون الصعوبات الاقتصادية أو الاجتماعية سبباً في تأخر الزواج، وقد نجد أشخاصاً متزوجين ولكنهم يقعون في علاقات عاطفية، وقد انتشرت هذه الظاهرة اليوم بسبب سهولة الاتصالات والتكنولوجيا التي تسهّل نشوء مثل هذه العلاقات عبر الإنترنت وغيره. ولا بد من إجراءات وقائية لتجنب هوى النفس ولذلك أقترح هذه الخطوات العملية:
1- غض البصر عن كل ما حرَّمه الله: هذا أهم إجراء، فالنظرة إلى المحرَّمات هي مفتاح الشر، ولذلك قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ)، وفي عدة دراسات أثبت العلماء أن مداومة النظر إلى الأفلام الإباحية أو المناظر الخليعة تتسبب في أمراض عديدة أقلّها الاكتئاب والقلق، وأمراض جسدية أقلّها الوهن والانحطاط الجسدي. وأنصح إخوتي بأن يتجنبوا النظر إلى النساء سواء في الواقع أو في الإنترنت أو في التلفزيون، فالنتيجة واحدة، وأن يتذكروا هذه الآية العظيمة: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]، وذلك كلما وسوس لهم الشيطان، بل وأن يحفظوها عن ظهر قلب ويكرروها سبع مرات لضمان استجابة الدماغ لمعناها.
2- إدراك فوائد غض البصر: أن يدركوا فوائد غض البصر، ولذلك قال تعالى في الآية السابقة: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، فغض البصر يساعد على استقرار عمل القلب واستقرار عمل الدماغ، ويجنب الإنسان الكثير من العلاقات التي تضيّع وقته وماله وجهده. والنظر إلى المحرمات يقود للوقوع في هذه المحرمات وما تسببه من أمراض أقلّها الإيدز! وأمراض أخرى نفسية وجسدية، ولذلك أكد لنا البيان الإلهي أن الامتناع عن النظر إلى ما يغضب الله، يزكي النفس (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ).
3- الإحساس بمراقبة الله: أن يشعروا بمراقبة الله لهم في كل ثانية وفي كل حركة وفي كل كلمة، ولذلك ختم الله الآية السابقة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، وبالتالي يجب أن تدرك أن الله يراك، ليس هذا فحسب، بل هناك ملائكة موكَّلة عليك وهي تراك وتسجل عليك أعمالك وأقوالك وتحركاتك، وأن تعلم أن هذه الأعمال ستُعرض عليك يوم القيامة وستجدها حاضرة أمامك، فكيف ستقابل الله وأنت على هذه الحال؟
4- ذكر الله والاستغفار: وهي خطوة مهمة جداً، فمن لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً، والاستغفار هو أحد أهم أسباب الرزق، وهو أحد أهم أسباب محبة الله لك، وربما نتذكر ذلك العبد الذي أذنب عدة مرات وفي كل مرة كان يستغفر الله، فقال الله لملائكته: وهل علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، قالوا نعم يا رب، قال قد غفرت لعبدي فليفعل ما يشاء! وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الإنسان مادام يدرك أن الله موجود وقادر على مغفرة الذنوب، فإن أفعاله ستكون خالصة لله تعالى ولن يفكر بالمعصية أبداً. يقول تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) [آل عمران: 135].
5- عدم الإصرار: لأن الله تعالى يقول: (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135]. والنبي يقول: (إنما الأعمال بالنيات). فالنية ضرورية جداً لعلاج أي خلل في حياتك، فعلماء النفس يؤكدون أن ما يفكر به الإنسان له دور كبير في علاقاته العاطفية، فإذا ما قرَّرت أنك لن تعصي الله أبداً، فإن الله سيساعدك وسوف تجد القوة الكافية لتنهى نفسك عن الهوى. وإن أسوأ عمل يمكن للإنسان أن يقوم به أن يجعل هواه إلهاً له، ولذلك قال تعالى: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) [الفرقان: 43].
6- العهد مع الله: أن تقطع عهداً مع الله ألا تعود لذلك أبداً، (تعاهد الله تعالى أنك لن تنظر إلى ما حرّم الله ولن تتكلم إلا بما يرضي الله ولن تحب إلا في الله، وأن يبقى هذا العهد ديناً في عنقك تتذكره كل يوم حتى تلقى الله وقد وفَّيت بعهده، وأن تسأل الله ليمنحك القوة على الالتزام بهذا العهد) وهذه الخطوة ضرورية جداً، يقول تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) [الإسراء: 34]. والله سيعينك على تنفيذ هذا العهد، بل ربما يكون هذا العهد سبباً في نجاتك من عذاب الله يوم القيامة، وبالتأكيد سيكون هذا العهد سبباً في نجاحك في الدنيا أيضاً.
7- إجراءات عملية أخرى: لنتأمل نتائج الوفاء بالعهد مع الله تعالى: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 20- 24].
هذا النص القرآني مليء بالإجراءات العملية التي تضمن لك البعد عن المحرمات: الوفاء بعهد الله… أن تصل الرحم… أن تخشى الله.. أن تخاف سوء الحساب يوم القيامة.. أن تصبر ابتغاء وجه الله… أن تحافظ على الصلوات.. أن تنفق وتتصدق على الفقراء… أن تسارع لفعل الخير لتمحو به السيئات… وستكون النتيجة الرائعة: دخول الجنة بغير حساب!!
وأخيراً أقول: إذا كان النظر إلى المحرمات هو مفتاح كل شرّ، فإن تلاوة القرآن وتدبره والعمل به هو مفتاح كل خير! ولذلك فإن أفضل شيء تقوم به هو أن تشغل نفسك بذكر الله تعالى، بتلاوة القرآن، والتعمق في معجزاته وأسراره، الدعوة إلى الله تعالى، أن تقدم شيئاً لكتاب الله ينفعك أمام الله يوم لقائه، أي أن القرآن هو العلاج الأمثل لهوى النفس، فهل تثق بهذا العلاج؟ إذاً استمع معي إلى هذا النداء الإلهي: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) [البقرة: 60].
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
www.dw-world.de