» الإعجاز في الطب

دراسة تؤكد أن الخنازير هي مصدر الأنفلونزا الجديدة

هذه دراسة جديدة تؤكد أن الخنازير هي المصدر الأساسي لفيروس الأنفلونزا القاتل H1N1 الذي أصبح يشكل تهديداً لحياة الملايين….

 قال باحثون في المكسيك إن مسئولي الصحة في العالم استهانوا بالمخاطر التي تشكلها قطعان الخنازير كمصدر محتمل لسلالات جديدة للأنفلونزا واختاروا التركيز على التهديد المتمثل في أنفلونزا الطيور.

وحلل الباحثون عينات من أشخاص أصيبوا بفيروس أنفلونزا الخنازير الجديد ( اتش1 ان1) والذي تأكد أنه أصاب أكثر من 26 ألف شخص (خلال شهر من تفشي المرض تقريباً). ويقول مسؤولون صحيون أمريكيون إن هذا العدد يعكس جزءاً بسيطاً فقط من العدد الحقيقي للإصابات.

وقال جيراردو نافا من جامعة المكسيك الوطنية المستقلة وزملاؤه في تقريرهم الذي نشر في دورية “Eurosurveillance” على الإنترنت “هذا الفيروس تطور على الأرجح من فيروسات لأنفلونزا الخنازير ظهرت حديثا.”

“هذه النتائج تشير إلى أن خنازير محلية في أمريكا الشمالية ربما لها دور محوري في نشأة هذا الفيروس والمحافظة عليه.”

وسارعت صناعة لحوم الخنازير العالمية إلى الدفاع عن منتجات الخنازير قائلة إن لحم الخنزير لا يمثل خطورة على الناس. لكن خبراء الصحة أشاروا أيضاً إلى أنه لم تبذل جهود رقابة تذكر لتعقب الأنفلونزا بين الخنازير – على الرغم من أن الفيروس شائع جداً في هذه الحيوانات ويمكنه الانتقال بينها مثلما يتنقل بين البشر.

وأظهرت فيروسات الأنفلونزا أيضاً أنها تنتقل من الخنازير إلى الأشخاص ومن الأشخاص إلى الخنازير. وكتب نافا وزملاؤه يقولون:

“عمليات المراقبة هذه تؤكد أيضاً الخطر المحتمل لان تكون قطعان الخنازير مصدرا لوباء فيروس الأنفلونزا القادم. وعلى الرغم من أن دور الخنازير (كأوعية مزج) لفيروسات الأنفلونزا ( اتش1 ان1) قد تأكد قبل أكثر من عشر سنوات فإنه يبدو أن صناع السياسة والمجتمع العلمي قد استهانوا به.”

وبحث الفريق السلسلة الجينية الكاملة المتاحة لفيروسات (اتش1 ان1) التي ظهرت في أمريكا الشمالية على مدى العامين الماضيين. واتضح أن (اتش1 ان1) موجود منذ وباء 1918 وأنه يصيب كلا من الناس والخنازير ويتحور بشكل دائم.

ولم يجد الباحثون عينات كثيرة جداً وهو شيء قال نافا انه يعكس عدد الاختبارات القليلة التي أجريت من أجل مراقبة الأنفلونزا بين قطعان الخنازير. وقال نافا: “أعتقد أننا تناسينا مزارع الخنازير.”

وأضاف إن الخبراء بدأوا في الدعوة إلى تحسين مراقبة الأنفلونزا بين الخنازير في 1998.

وطالب بتعزيز الاختبارات للخنازير وقال إنه يتعين على المربين والمنتجين والمسؤولين في الحكومات دراسة الاحتمال الباهظة التكلفة لذبح جماعي للخنازير المصابة. وينسب الفضل للذبح السريع لجميع قطعان الخنازير في المساعدة في السيطرة على انتشار أنفلونزا الطيور!

لكن مربي الخنازير يتمهلون في العادة عندما تظهر الأنفلونزا بين القطعان لأنها نادرا ما تؤدي إلى مرض شديد للخنازير.

وقال نافا “المشكلة ليست في أن الخنازير لن تموت أو حتى تنقل الفيروس إلى الإنسان… المشكلة هي أن الفيروس يعيد تشكيل نفسه (في جسم الخنزير) ويكتسب سلسلة جينية جديدة وجينات جديدة”.

وقال نافا وزملاؤه إن تركيز المسؤولين على أنفلونزا الطيور جعلهم يهملون مصدراً أكبر محتملاً لفيروسات جديدة للأنفلونزا وهو الخنازير والأشخاص المخالطون لها.

وقال نافا إن المخاوف من تعرض صناعة لحوم الخنازير لخسائر ربما جعل المسؤولين عن هذه الحيوانات وعن صحة الإنسان يبالغون في الحذر. وأضاف قائلا “نتفهم المصالح التجارية.”

وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إنها ستبدأ مشروعاً تجريبياً للمراقبة للبحث عن سلالات جديدة من فيروس الأنفلونزا بين الخنازير.

ونقول: الحمد لله

لقد حرَّم الله أكل لحم الخنزير قبل أربعة عشر قرناً في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن مخاطر أكل لحم الخنزير، وهذا يثبت أن القرآن هو كلام الله الذي يعلم السرَّ وأخفى. وسبحان الله! بالأمس اعترض بعض الملحدين وقالوا إن أكل لحم الخنزير لا يسبب الإصابة بهذا الفيروس، ولكنه ينتقل فقط بسبب مخالطة الخنازير.

ولكن هذا الكلام غير دقيق علمياً، لأن العلماء كما رأينا من خلال هذه الدراسة بدأوا جدياً يبحثون عن علاقة تربية الخنازير وتصنيع لحومها بتطوير هذا الفيروس، فهم يعترفون بأنهم لم يدرسوا هذا الموضوع دراسة كافية.

ولذلك نقول إن الأيام ستثبت بلا شك مخاطر أكل لحم الخنزير تماماً مثلما أثبت الأطباء بما لا يقبل الشك مخاطر تناول الخمور، حتى وصلوا إلى القول بأن القليل من الخمر، يسبب للحوامل أضراراً وتشوهات للجنين في بطن أمه، ويسبب للرجال أضراراً في الكبد والدماغ.

لنقرأ قول الحق تبارك وتعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [البقرة: 173]. ونقول: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم “يكذب على الله” كما يدعون، فلماذا يحرم أكل لحم الخنزير؟ ولماذا يحرم الخمر؟ ولماذا يحرم الفواحش؟ وكل هذه الأشياء قد أثبت العلم ضررها المؤكد؟ إن الجواب ببساطة، هو أن هذا النبي لم يأتِ بشيء من عنده، بل كما وصفه رب العالمين بقوله: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 15-17].

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم الكحيل


تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك