لنتأمل هذه الدراسة التي تعرض لأول مرة في 2019 لتثبت صدق كلام الله تعالى…
قلنا سابقاً بأن أي دراسة علمية نتاقض القرآن والسنة فهي دراسة خاطئة… وعندما فرح الملحدون ببعض الدراسات الشاذة التي تؤكد أن المثلية الجنسية ليست خياراً إنما هي مورثات خارجة عن إرادة الإنسان.. قلنا وقتها إن هذه الدراسات غير دقيقة لأنها لم تتبع المنهج العلمي.. واليوم يؤكد العلم صدق ما ذهبنا إليه من قبل..
فهذه المجلة الشهيرة Nature وفي أوسع دراسة علمية لها تؤكد أن الشذوذ الجنسي (المثلية) لا علاقة لها بالجينات الوراثية.. فقد أجريت مؤخراً دراسة نشرت على موقع مجلة الطبيعة بتاريخ 29-8-2019 هذه الدراسة أجريت على نصف مليون إنسان … يقول عالم الجينات Andrea Ganna والباحث في جامعة هارفارد بالحرف الواحد:
“There is no ‘gay gene’,” = “لا يوجد جين خاص بالمثلية”
ويقول هذا الباحث إن 25 % من السلوك الجنسي يمكن تفسيره بعوامل وراثية أما الباقي فيتبع البيئة والثقافة..
استخدم الباحثون طريقة معروفة تدعى GWAS وهذا يعني genome-wide association study حيث يتم دراسة التغير الجيني المفرد SNPs لمئات الآلاف من البشر وعند وجود تغير مشترك لخاصية ما.. يكون هذا الجين مسؤولاً عن هذه الخاصية…
نتيجة الدراسة التي طبقت على 500000 شخص أكدت أنه لا يوجد جين محدد مسؤول عن المثلية الجنسية.. إنما تشترك العديد من الجينات في التأثير على هذه المثلية مثلها مثل الكثير من أنواع السلوك البشري.. أي لا يوجد ما يجعلنا نعتقد بأن الشذوذ له مورثات…
وخلاصة البحث الجديد أن جميع الدراسات فشلت في تحديد الجين المسؤول عن الشذوذ الجنسي.. وكذلك فشل العلماء في التنبؤ بمستقبل أي طفل وما سيكون عليه… هل سيكون طبيعياً أم شاذاً… وهذا يؤكد أنه أصلاً لا يوجد جينات مسؤولة عن ذلك… إنما خلق الله الإنسان وهداه النجدين.. قال تعالى: { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [البلد: 10]. فطريق الخير وطريق الشر أمامه ولديه حرية الاختيار… ولذلك نجد أن المجتمعات التي تحرم المثلية نادراً ما نجد فيها مثل هذا الشذوذ.. والبيئة التي تبيح وتشجع على المثلية تزداد فيها نسبة المثليين.. مما يدل على أن الذي يحدد احتمال الشذوذ لدى إنسان هو البيئة والتعاليم المحيطة به.
ولذلك قال تعالى عن قوم لوط: { وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) } [الأعراف: 80 – 82].
هذه الآية تؤكد أن الشذوذ ليس وراثياً وليس من أصل تركيب الشيفرة الوراثية للإنسان لأن قوم لوط هم أول من ابتدع هذا النوع من الفاحشة… وهذا يتطابق مع الدراسة العلمية، ونقول: كذب الملحدون ولو صدقوا!
بقلم عبد الدائم الكحيل
المرجع: