لا زال هناك مَن ينكر العذاب بعد الموت أو النعيم بعد الموت.. أنا اليوم لن أطيل عليكم لديّ آيتان من القرآن فقط.. تثبتان بشكل قاطع وواضح النعيم والعذاب في القبر….
بسم الله الرحمن الرحيم
من جديد أُنبه لقضية عذاب القبر.. لا زال هناك مَن ينكر العذاب بعد الموت أو النعيم بعد الموت.. أنا اليوم لن أطيل عليكم لديّ آيتان من القرآن فقط.. تثبتان بشكل قاطع وواضح وبيَّن أن العذاب بالنسبة للظالم والكافر يبدأ منذ لحظة الموت.. والنعيم يبدأ أيضاً بالنسبة للمؤمن منذ لحظة الموت.
رجاءً كل إنسان يُنكر عذاب القبر أرجو أن يصله هذا المقطع.. آيتان فقط.. الآية الأولى: احفظوها معي {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [الأنعام:93].. ما معنى وَلَوْ تَرَى؟ يعني أيها النبي (يخاطب النبي) عليه الصلاة والسلام ويخاطبنا من بعده.. لو قدِّر لك أن ترى الظالم في غمرات الموت.. سترى هذا المشهد.. نحن لا نرى ماذا يحدث بعد الموت وبالتالي من السهل على أي إنسان أن يُنكر العذاب بعد الموت.. ولكن إذا كنت تؤمن بالقرآن يجب أن تؤمن بهذه الآية {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} [الأنعام:93].
طيب ماذا يحدث للظالمين في غمرات الموت؟ في لحظات الموت؟ في لحظات التي يكون فيها الإنسان بين الموت والحياة “لحظة خروج الروح”؟ {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام:93] لو قُدِّر لنا أن نرى إنسان ظالم يموت لرأينا الملائكة تبسط أيديها إليهم (إلى هذا الظالم).. ماذا تقول له؟ أخرجوا أنفسكم.. خَلِّص نفسك أيها الظالم من هذا المأزق.. هل هذا عذاب أم نعيم؟ طيب تقول الملائكة لهذا الظالم وهو في غمرات الموت أي لحظة الموت: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام:93].. بالله عليك اتركني من كل شيء.. هل هذه الآية دليل واضح على أن الظالم يُعذَّب بعد الموت مباشرةً؟ ما معنى وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ؟ أي تصوَّر ماذا سيحدث في غمرات الموت؟ الآية تصوَّر لنا ما الذي سيحدث.. الملائكة تبسط أيديها وتخاطب هذا الظالم تقول له: أخرج نفسك.
اليوم يعني يوم الموت.. {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} [الأنعام:93] طيب هل هناك أوضح من هذا الكلام؟ آية تتحدث عن لحظة الموت.. غمرات الموت وفيها اليوم يعني يوم الموت {تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} عذاب الذُّل.. الهون أي الذل.. {بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام:93] الله يقول لك: أقم الصلاة.. أنت تستكبر.. ترفض السجود لغير الله.. كما استكبر إبليس عندما أمره الله بالسجود {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة:34].
طيب الآية الثانية: الله عز وجل أيضاً يقول: {وَلَوْ تَرَى} [الأنفال:50] سبحان الله نفس البداية يعني لو قدِّر لك أيها النبي عليه الصلاة والسلام وأيها المؤمنون من بعده.. لو قدِّر لك أن ترى {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ} [الأنفال:50] إذاً الملائكةُ فاعل.. هم مَن يتوَّفى الذين كفروا.. طيب ما الذي يحدث؟ ماذا نرى يا رب؟ لو قدِّر لنا أن نرى الكافر والملائكة يتوَّفونه يعني لحظة خروج الروح.. لحظة الموت ما الذي يحدث؟ {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} [الأنفال:50] يعني لو فرضنا هذا الظالم.. الوجه من الأمام والدبر من الخلف.. هذا عذاب أم ماذا؟ نزهة؟ يعني هل هذا عذاب؟ آية شديدة الوضوح يعني لا أدري كيف ينكرونها؟ بكل بساطة {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال:50] الملائكة تنادي الكافر وهم يتوَّفون وهذا بنص القرآن.. هذه لغة عربية واضحة ولله لاتحتاج إلى تفسير ولا إلى تأويل واضحة جداً.. لو قِدِّر لك أن ترى.. لو كان لديك منظار ترى ما الذي يحدث حول الميت؟ لرأيت الملائكة عندما يأتون لقبض روح الكافر {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال:50] واضح جداً.
لماذا يُنكر هؤلاء وجود عذاب بعد الموت؟ ماذا سيستفيد من هذا الإنكار؟ يعني أنا لديَّ مجرم.. ظالم.. مغتصب.. أكل حقوق الناس.. ظلم الناس.. قتل الناس.. مجرم قاتل ما الفائدة أن نقول له لا يوجد عذاب بعد الموت؟ ما هي الفائدة التي تعود عليَّ أنا كمؤمن؟ طيب جئنا بإنسان مؤمن وقلنا له لا يوجد نعيم.. طيب ما الفائدة من هذا الكلام؟ لا أدري! ولا تحقق أي هدف سوا إنكار آيات الله سبحانه وتعالى.. سوا تشويه أو تحريف تفسير القرآن الواضح.
طيب بالنسبة للنعيم أنا سأكتفي بآية واحدة فقط {وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169] هل هذا نعيم أم فراغ؟ نعيم.. {فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [آل عمران:170] الفرح هل هو نعيم أم لا شيء؟ نعيم.. {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ} [آل عمران:170] البُشرى والاستبشار هل هو نعيم؟ نعم نعيم.. طيب ما الفائدة أن تنكر أن بعد الموت لا يوجد شيء؟ لا أدري!
طيب إذا أنت طمأنت هذا الكافر أو هذا الظالم أنه لا يوجد عذاب قبر.. طيب يوم القيامة ألن يُعذب بنار جهنم؟ ما الفائدة؟.
إذاً بالنسبة لِمَن لا يقتنع بوجود عذاب بعد الموت أرجو أن يصله هذا المقطع وأن يقرأ هذه الآيات بالإضافة هناك عشرات الآيات على فكرة في القرآن الكريم.. كثير من الآيات أشهرها: عذاب فرعون { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر:46].. إذاً هذا في الدنيا.. في عالم البرزخ يعرضون على النار غدواً وعشياً.. طيب العرض على النار هل هو بعذاب أم ليس بعذاب؟ يقولون: ليس بعذاب مجرد عرض.. طيب أنت تنكر القرآن.. اقرأ الآية التي قبلها {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} [غافر:45] ما هو سوء العذاب؟ {ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا…} [غافر:46].
إذاً القرآن يقول لك: {سُوءُ الْعَذَابِ ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر:45-46] طيب هذا في الدنيا.. {وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوا ءَالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ} [غافر:46] إذاً أشد العذاب في النار هناك يوم القيامة.. سوء العذاب في الدنيا في عالم البرزخ.
قضية شديدة الوضوح يعني لا تحتاج لمناقشة أصلاً ولا تحتاج لإثباتات.
طيب من العلم أختم بجامعة أورغن University of Oregon قامت بدراسة علمية على ما أذكر وجدوا أن البيئة التي تعتقد أنه يوجد عذاب بعد الموت تقل فيها نسبة الجريمة.. إذاً هذه فائدة علمية للإعتقاد بوجود عذاب بعد القبر.. البيئة التي يعتقد فيها البشر أو الناس أنه بعد الموت لا يوجد عذاب تكثر فيها الجريمة ما رأيكم؟ هذه دراسة علمية نحن تحدثنا عنها خصيصاً حلقة كاملة موجودة على اليوتيوب.
طيب ننكر العلم والحقائق العلمية وننكر القرآن الكريم من أجل ماذا؟ لا شيء سوى اتباع الهوى.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأنبهكم لقضية مهمة النبي أمرنا بها.. أمرنا أن نستعيذ بالله من أربع أشياء بعد التشهَّد الأخير.. قبل السلام عليكم ورحمة الله في نهاية التشهَّد الأخير تدعو بأربع كلمات.. احرص عليها وستجد شيء عجيب يحدث معك إذا داومت على هذا الدعاء في نهاية كل صلاة.. في نهاية التشهَّد قبل التسليم: اللهم إني أعوذ بك من عذاب 1. القبر ومن عذاب 2. النار وأعوذ بك من3. فتنة المحيا والممات ومن 4. فتنة المسيح الدجال.. رجاءً احفظوا هذه الأربعة اتي كان النبي يحرص عليها “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال”.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقينا وإياكم عذاب القبر وعذاب يوم القيامة وأن يجعل أيامنا كلها فرح وسرور وبخاصة يوم لقاء الله أن نفرح برحمة الله ولقاءه فهو القائل {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58].
والحمد لله رب العالمين.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذة الحلقة
