من أين جاءت فكرة الخوف من الموت؟ وماذا كشف العلماء في آخر دراسة علمية..
الملحدون قالوا: إن الإنسان القديم اخترع فكرة الدين لأنه كان يخاف من الموت وبالتالي لابد من اختراع فكرة اليوم الآخر وفكرة الإله وفكرة يوم الحساب وفكرة الأنبياء… ولكن ماذا كشف العلم الحديث؟
هذا آخر ما توصل إليه العلماء في مجال الذكاء الصناعي.. فالعلماء اليوم يعملون على محاولات لتقليد الكائنات الحية ومنها محاكاة البشر في أعمالهم… بهدف تصميم إنسان آلي (روبوت) يعمل بكفاءة عالية..
ولكن جميع الروبوتات التي تم اختراعها حتى الآن ليس ذات كفاءة عالية… البحث الذي نشرته مجلة Nature Machine Intelligence بتاريخ 9 – 10 – 2019 يؤكد أن الخوف من الموت هو جزء أساسي من تصميم أي روبوت ليعمل بكفاءة أعلى..
وملخص هذا البحث العلمي الجديد يقول: إذا أردت من الإنسان الآلي أن يعمل بكفاءة عالية اجعله يخاف من الموت باستمرار!!
To Make Robots Perform Better, Make Them Constantly Fear Death
ولكن كيف وصل العلماء إلى أهمية “الخوف من الموت” في تصميم الروبوتات؟ يقول الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا: عندما نقوم بتصميم الإنسان الآلي ونراعي ضمن البرمجة الخاصة به أنه يخاف من الهلاك أو الضرر باستمرار فإن هذا الروبوت سوف يعمل على أخذ الاحتياطات اللازمة لبقائه قيد العمل.. وبالتالي ما يسمى “الخوف من الموت” مهم جداً للوصول إلى الذكاء الصناعي الحقيقي.
وتقول مجلة الطبيعة الأمريكية في هذا البحث: عندما نجبر الربوت على توقع الموت في أي لحظة فهذا النوع من البرمجة يساعد على أداء أفضل و”ضبط أعلى للنفس”.. فكما أن إحساسنا نحن البشر بالموت مهم لبقائنا والحفاظ على حياتنا.. أيضاً هو مهم للحفاظ على استمرار الروبوت وتحسين ما يسمى “اتخاذ القرار” عند الإنسان الآلي.
البروفسور Antonio Damasio أستاذ علم النفس والأعصاب يؤكد أننا عندما نجعل الروبوت يفكر باستمرار بالمخاطر التي قد تؤدي إلى “موته” مثل البشر.. فإنه سيقوم بمهامه بشكل أفضل بكثير..
والنتيجة أن ظاهرة الخوف من الموت عند الإنسان لم تأت مصادفة بل هناك من “برمجها” في هذا الكائن للحفاظ على حياته وليعمل بأفضل أداء ممكن.. وهذايدل على وجود مصمم مبدع حكيم يعلم ماذا يفعل!!
والآن هذه رسالة لكل ملحد يدعي أن الإنسان هو الذي اخترع فكرة الخوف من الموت وفكرة الأديان… نقول:
أليس هذا البحث العلمي هو دليل على أن الذي صمم الإنسان اختار له أفضل تصميم على الإطلاق؟ أليس دليلاً على أن الذي وضع “الخوف من الموت” في نفس الإنسان هو خالق الإنسان وليس الطبيعة؟ فالله عز وجل الذي خلق الإنسان اختار له أفضل تصميم ليعمل بأفضل أداء.. أليس هو خالق الإنسان هو الذي أتقن صنعه: { صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } [النمل: 88]. أليس الله هو القائل: قال تعالى: { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ } [السجدة: 7].
إنه الله تعالى الذي وضع فينا غريزة الخوف من الموت ولم يتركنا بل ذكرنا كثيراً بالموت.. فأينما كنتَ أيها الإنسان سيدركك الموت:{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } [النساء: 78].
هذا الموت لن ينجو منه أحد.. { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [العنكبوت: 57]… فلا تحاول الهروب من الموت.. { قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [الجمعة: 8]….
وأخيراً … هل اقتنعت معي أيها الملحد أن الله هو الذي وضع فيك الخوف من الموت ليحافظ على بقائك وحياتك وتقوم بأدائك بأفضل شكل… ألا يستحق هذا الإله العظيم أن تشكره وتعبده بدلاً من أن تجحده وتنكره؟! اللهم اجعلنا من الذين يقولون: { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } [آل عمران: 193].
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع
Homeostasis and soft robotics in the design of feeling machines, 9-10-2019