» الإعجاز في المخلوقات

حوت الأوركا: يعذب الفريسة قبل تناولها

هل سمعتم عن مفترس يُعذِّب ضحيته قبل أن يلتهمها؟ الحقيقة هناك غرائب في عالم البحار..

بسم الله الرحمن الرحيم

هل سمعتم عن مفترس يُعذِّب ضحيته قبل أن يلتهمها؟ الحقيقة هناك غرائب في عالم البحار.. حوت الأوركا يُسميه العلماء من عجائب الطبيعة ولكن نحن نقول: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [لقمان:11].

دعوني فقط أتأمل هذا الكائن العجيب كيف يصطاد ضحاياه وكيف يعذبهم؟ طبعاً هو يعيش في المحيطات.. حوت الأوركا عنيف جداً ولديه طرق في الاصطياد لا يمكن أبداً أن يتعلمها من الطبيعة لأنها غير موجودة أصلاً.. الله هو الذي علمه.. هذه الفريسة التي يبحث عنها إنها فقمة فيها الكثير من الدهون واللحم وهي غذاء جيد.. حوت الأوركا يستخدم تقنيات فريق العمل.. يعمل حوت الأوركا أو حيتان الأوركا على تحطيم الثلوج أو هذه الطبقة من الجليد يحطمونها ليسقطوا الفقمة.. يحطمونها من خلال صُنع ما يُسمى بأمواج.. يصنعون أمواج يعني بحركات معينة تجد أن هذه الأمواج تضرب هذه القطعة من الجليد الكبيرة فتقسمها عدة أقسام وتبقى الفقمة تذهب من قطعة لأخرى لتنجو بنفسها سبحان الله.. ولكن هذه الحيتان تعمل ضمن فريق عمل فتقوم بعمل موجة لإسقاط هذه الفقمة.. سقطت الفقمة في الماء ولكن لديها سرعة خارقة الحقيقة قبل أن يأتي لها الحوت تستطيع أن تصعد وتتسلق وتخرج وتمسك بقطعة الجليد.. الحيتان تصنع أمواج لكي توقع الفريسة وتغرقها ولكن هذه الفريسة متمسكة بالحياة فلديها تقنية طبعاً الله زودها بذلك ليحفظها من الشر ولكن لحدود معينة طبعاً لأن الله أيضاً ضمن غذاء هذا الحوت أيضاً قال: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50].

هذه الفقمة تتعلق بلوح من الجليد وعدة حيتان (سبعة أو ثمانية حيتان) تجدهم يسبحون بنظام معين حتى يُغرقوا هذه الضحية وقدرتهم على صنع هذه الأمواج.. طبعاً هم يحركون ذيولهم بطريقة معينة وبتناغم معين بحيث يشكلون موجات تصعد للأعلى فتُحطم هذا اللوح الجليدي سبحان الله.. ولكن هذه الفقمة تبقى متعلقة بالحياة ولديها قدرة كبيرة جداً على المناورة.

مَن الذي علَّم هذه الفقمة أسلوب المناورة هذا لتنجو بحياتها؟ ومَن الذي علَّم الحيتان أيضاً هذا السلوب الذي يتضمن العمل ضمن فريق عمل أيضاً لتضمن رزقها؟ لأن أعداد الحيتان أقل بكثير من أعداد الفقمات.. ففقمة البحر هذه تتكاثر بسرعة وبكميات كبيرة لأنها ستشكل غذاءً للحيتان ولكن الله زودها بشيء من القدرات تنجو بحياتها بحيث ينجو عدد معين ليبقى يتكاثر والعدد الباقي لا يستطيع النجاة فيكون غذاءً للحيتان.. فالحيتان تستمر في حياتها وتتكاثر أيضاً وتتغذى وهذه الفقمات أيضاً تستمر في حياتها وتتغذى على كائنات أخرى وبالتالي تتكاثر أيضاً ويبقى هذا التوازن الطبيعي الذي يشهد قدرة الله عز وجل الذي قال: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر:62].

نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك