يستطيع أي إنسان منا أن يمتلك ذاكرة قوية جداً.. الحقيقة هذا ما كشفه العلماء مؤخراً.. أنا هنا لديَّ أبحاث منشورة على مجلة العلوم الأمريكية.. أحببت أن نستفيد منها لأن كل واحد منا سيسأله الله يوم القيامة عن هذا الكتاب العظيم القرآن (كلام الله عز وجل).
ذاكرتك أيها الإنسان تستطيع أن تخزن ملايين المعلومات فعندما تُقصر في حفظ كتاب الله تبارك وتعالى ستُسأل يوم القيامة.. الله تبارك وتعالى يقول: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزخرف:44].
انظروا أنا سأقرأ لكم ماذا كشف العلماء؟
أولاً: الحقيقة اليقينية التي وصل إليها العلماء اليوم أن دماغ الإنسان مسؤول عن الذاكرة.. طبعاً نحن نعلم أن القلب هو الذي يوجه الدماغ ولكن الدماغ هو المصنع الذي يصنع الذاكرة.. هو الذي يُخزن (وسيلة التخزين هنا في الرأس).. الحقيقة أن كل معلومة تتعلمها تُغير في شكل دماغك.. هذه حقيقة ينبغي أن نعلمها لكي ندرك ماذا ينبغي أن ندخل من معلومات في أدمغتنا؟ أنت تجلس الآن أمام الانترنت تستطيع أن تلوَّث دماغك بهذه المقاطع الكوميدية “كاميرا خفية” ومقاطع ساخرة أو مقاطع في سخرية أو استهزاء أو كذا… هذه تغيَّر شكل الدماغ وتجعله سيئاً في الحفظ.
أول قاعدة: إذا أردت أن تكتسب دماغاً قوياً في الذاكرة ينبغي أن تتخلص من النفايات.. يعني أنا لديَّ غرفة هنا أريد أن أضع فيها أشياء (أرتب أشياء فيها) إذا كانت هذه الغرفة مليئة بالنفايات.. مليئة بالأشياء الضارة كيف سأرتب؟ لا أستطيع يجب أن أنظف هذه الغرفة أولاً ثم بعد ذلك أضع الأشياء التي أريدها.. دماغك يشبه هذه الغرفة أي معلومة تُقحمها أو تدخلها إلى هذا الدماغ عبر السمع أو البصر تأخذ مساحة من هذا الدماغ.. أفضل معلومات يمكن أن ندخلها إلى هذ الدماغ هي القرآن الكريم وأسوء معلومات هي النميمة والحقد والغل والحسد والسخرية من الآخرين والاستهزاء بهم.. حقيقةً أنا رأيت ظاهرة مدمرة انتشار هذه المقاطع الساخرة مثلاً على الانترنت.. هذه تدمر الدماغ لماذا؟ لأن الدماغ يتفاعل معها بشكل كبير ويُفرز مادة “هرمون السعادة”.. هذه المواد التي يفرزها الدماغ “هرمونات السعادة” يجب أن تحتفظ بها من أجل الأشياء المهمة لا أن تبددها هكذا لأن طاقة الدماغ محدودة.. لا يستطيع أن يفرز كميات لا نهائية.. لا يجب أن تنتظر المعلومات المهمة التي أنت ستتمتع بها مثلاً مثال على ذلك: أنا أعلم الذي يحرص على حفظ القرآن.. على تدبر القرآن وهذا الكلام عن تجربة يكون أسعد بمليار مرة من ذلك الشخص الذي يتمتع بالمال والعلاقات والطعام اللذيذ والأشياء الأخرة.. لماذا؟ لأن حرصك على القرآن العظيم ماذا يفعل بهذا الدماغ؟ ينظم عملة إفراز هرمونات السعادة فيجعل جسدك هذا يشعر بالمتعة باستمرار ويفرز الدماغ الكميات الطبيعية.
لذلك أنا الآن أريد أن أضع لكم تقنيات للذاكرة بناءً على الدراسة العلمية التي أمامي في مجلة العلوم الأمريكية:
- أول شيء: تجنب إدخال المعلومات الضارة إلى دماغك: النميمة.. الكذب.. رؤية المقاطع مثلاً الإباحية.. النظر إلى النساء يُضعف الذاكرة.. تجنب النظر إلى النساء طبعاً المرأة التي لا تحل لك.. يعني أولاً: تجنب المعاصي والمقاطع الساخرة والكوميدية وغير ذلك.
- الشيء الثاني: حاول أن تدخل إلى دماغك معلومات القرآن لأن دماغ الإنسان أنا حسب ما أعتقد وحسب ما وجدت من القرآن العظيم أنه مبرمج ليتقبل معلومات القرآن..
طيب كنت تسألني ما هو دليلك على ذلك؟ سأقول لك: الكتاب الوحيد القابل للحفظ في الذاكرة “ذاكرة الدماغ” هو القرآن والإثبات على ذلك أننا نرى حول العالم ملايين الأطفال بعمر خمس سنوات أو ست سنوات وعشر سنوات وثماني سنوات يحفظون القرآن برقم الآية والسورة وبموضع الكلمة أيضاً.. يستحيل حفظ أي كتاب آخر غير القرآن يستحيل.. أعطوني طفلاً الآن يحفظ مثلاً الكتاب المقدس الموجود حالياً المُحرَّف طبعاً غير قابل للحفظ لأنه ليس كلام الله “مُحرَّف”.. الكتب التي يؤلفها البشر ليس فيها هذه القوة التي تجعلك تتذكر هذه المعلومات لماذا؟ لأن كلامنا “كلام البشر” كلام عشوائي بينما كلام الله عز وجل منظم ومرتب وكل حرف في مكانه ومناسب للذاكرة.
لذلك يعني هنا ملمح أن الله عز وجل عندما أنزل آية يريد أن يبلغنا أنه حفظ هذا القرآن.. لم يقل: “إنا نحن نزلنا هذا القرآن وإنا له لحافظون” لماذا استخدم كلمة الذِّكر؟
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو: