نحن كلنا في هذا العصر بالذَّات نعاني من مشاكل وهموم، الشيطان موجود من حولنا ينبغي ألا نُغفل وجود هذا الشيطان وله تأثير.. وهناك من الحاسدين ما لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه تعالى، والقرآن حدَّثنا بل حذَّرنا منهم.. فلماذا نغفل كلام الله سبحانه وتعالى؟…..
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحقيقة معظمنا يغفل عن معلومات بسيطة جداً وأعمال سهلة جداً يكون فيها الحل.. مثل: إنسان مريض علاجه قد يكون بسيطاً جداً ومجانياً ولكنه يذهب في الاتجاه الخاطئ.. نحن كلنا في هذا العصر بالذَّات نعاني من مشاكل وهموم، الشيطان موجود من حولنا ينبغي ألا نُغفل وجود هذا الشيطان وله تأثير.. وهناك من الحاسدين ما لا يعلم عددهم إلا الله سبحانه تعالى، والقرآن حدَّثنا بل حذَّرنا منهم.. فلماذا نغفل كلام الله سبحانه وتعالى؟ لماذا نتغاضى عن الأوامر والتحذيرات التي أطلقها القرآن وفيها خير لنا؟ ثم ننغمس في هذه الدنيا وبعد ذلك نشكو الهموم.. وقلة الحال.. ووقف الحال.. وغير ذلك؟
أنا سأعطيك سبعة أعمال أمرنا بها القرآن، أمرنا بها النبي، طبَّقها النبي الكريم وطبَّقها الصحابة وكانوا أفضل الناس وأحسن الناس وكان النبي عليه الصلاة والسلام أكثر الناس على وجه الأرض اطمئناناً.. كان أكثر شخص مطمئن هو النبي عليه الصلاة والسلام، صحيح أنه أوذيَ في سبيل الله وكُذٍّب واتُّهم بالجنون واتُّهم بأنه كاهن واتُّهم بأنه كذّاب واتُّهم بأنه افترى على الله كذباً واتُّهم بأنه جاء بأساطير وخرافات كل هذه التهم بالإضافة تآمروا على قتله ولكنه كان مطمئناً.. لماذا؟ لأن مستوى الثقة لديه كان عالياً جداً.. طيب هذه الثقة من أين جاء بها؟ من القرآن { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}[النساء:113].
أول سلوك وأهم سلوك على الإطلاق تميّز به النبي والصحابة الكرام هو سلوك التقوى.. لذلك نجد القرآن مليء بالآيات التي تأمرنا بالتقوى حتى إن آخر آية في القرآن نزلت ماهي؟ آخر آية نزلت من القرآن؟ يعني نحن نعلم أن ختام الشيء يكون على درجة عالية من الأهمية.. فآخر آية من القرآن تأمُرنا بالتقوى الله تعالى يقول: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة:281].
إذاً آخر وصية من وصايا القرآن شيئين: التقوى وأن نوجه اهتمامنا ونظرنا باتجاه اليوم الذي تَشخص فيه الأبصار.. باتجاه ذلك اليوم الذي كان مقداره خمسين ألف سنة {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [المعارج6ـ7]
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } [البقرة:281] إذاً هذه الآية تُلخص لك منهج حياتك.. المنهج الذي يجب أن تسلكه هو منهج التقوى والاستعداد لذلك اليوم، طيب هذا المنهج ماهي الفائدة منه؟ علمياً نحن نتحدث حسب مبادئ علم النفس الآن ومبادئ العلم بشكل عام.. ما الفائدة أنا إذا خفت من الله واتقيت الله سبحانه وتعالى وعملت حساباً لذلك اليوم الذي سأحاسب فيه عن كل كبيرةٍ صغيرة؟ { وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا } [الكهف:49] إذاً كل صغيرة وكبيرة سيحصيها عليك الله سبحانه وتعالى ثمَّ تجدها أمامك يوم القيامة.
التقوى ارتبط بالرزق.. الرزق لم يرتبط بالأسباب الماديَّة في القرآن الكريم.. الرزق ذكر أكثر من مئة مرة، أنا قرأت الآيات جميعها لم أجد آية تربط بين الرزق وكثرة العمل وهذا منطقي لأن أغنى الناس هم أقلهم عملاً.. يعني انظروا اليوم إلى أغنى مئة شخص في العالم.. كل واحد يجلس على مكتبه ويفكر هو لا يبذل جهداً عضليّاً.. العامل الذي يعمل في البناء يبذل جهداً أكثر مما يبذله هؤلاء المئة الأغنى، تصوّر! إذاً القضية ليست قضية جهد وتعب لا.. القضية هي قضية فكرية والتقوى أصلاً مكانه القلب يعني أنت إذا لم يكن لديك تقوى في القلب كل أعمالك غير متقبلة.. إذا هناك من يصلي ولكن نفاقاً ويصوم نفاقاً ويفعل الخير ويعطي الصدقات نفاقاً هذا لا يقبل منه وبالتالي هذه الأعمال ليس منها فائدة..
إذاً الرزق في القرآن لم يرتبط بالعمل أبداً.. ارتبط بالتقوى قال سبحانه وتعالى: احفظ هذه الآية جيداً: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2ـ3] إذاً التقوى هي مفتاح الرزق باختصار: تريد الرزق الكثير والواسع؟ اتق الله لأن الكنوز عند الله.. لأن الرزق عند الله.. { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} [الذاريات:22].. أنا رزقي ليس على الأرض على فكرة مكتوب في السماء عند الله..{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22] هذا الرزق بيد الله، أصلح علاقتك مع الله لكي تكسب هذا الرزق الكثير إن شاء الله، ثم إن الله عز وجل يعطيك ما يصلحك.. لا يعطي عشوائياً مثل عطاء البشر لا.. يعطيك القدر الذي يصلحك ويجعلك تتقي الله أكثر.. إذاً التقوى هذه هي النصيحة الأولى.
رقم اثنين معظمنا لا يحافظ على الطهارة للأسف.. الطهارة بسيطة هي الوضوء.. أن تحرص أن تكون متوضئاً لأطول مدة ممكنة، كلما أحدثت توضئ.. طيب ما فائدة الوضوء؟ الوضوء والطهارة بشكل عام سلاح رقم واحد أولاً في الطب الوقائي إذا أردنا أن نتحدث علمياً.. يعني أنت عندما تغسل يدك ووجهك ويديك إلى المرفقين والأجزاء المكشوفة والرجلين كل يوم خمس مرات أو أكثر فأنت تتقي شر الكثير من الأوبئة وشر الكثير من الفيروسات والبكتيريا الخطيرة.. إذاً هو سلاح في الطب الوقائي هذا علمياً، طيب هو سلاح ايضاً ضد الشيطان لأن الشيطان يكره الطهارة.. يكره المتطهرين.. سيدنا لوط ما هي جريمته؟ أنه كان من المتطهرين لذلك قومه الذين مارسوا الشذوذ الجنسي والفاحشة ماذا قالوا؟ { قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ} [النمل:56] لماذا؟ {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} [النمل:56].
الشاذ جنسياً يكره الطهارة.. لأن الشذوذ بحد ذاته هو نجاسة وبالتالي الشيطان يشجع على النجاسة.. يشجع على الشذوذ.. يريدك أن تكون بعيداً عن الله عز وجل وبالتالي سيستلمك الشيطان { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ} [المجادلة:19] المهم الطهارة مهمة جداً والنبي عليه الصلاة والسلام قال: “الطُهورُ شطر الإيمان” يعني الطهارة نصف الإيمان.. طيب لماذا الشيطان يهرب من الإنسان الطاهر؟ لأنك عندما تتوضأ أولاً هذا أمر يجعلك طاهراً في بدنك ولباسك وبيتك والملائكة تحب الطهارة.. وعندما تتوضأ لابد أن تذكر الله والملائكة تتبع من يذكر الله سبحانه وتعالى.. الشيطان يكره ذكر الله ويَفرّ من البيت الذي يُقرأ فيه القرآن وبخاصة سورة البقرة.
إذاً أنا حتى أدرئ عني شر السحر وشر الحسد ووقف الحال الطهارة هي إجراء ضروري أمر به الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222] إذاً أنت عندما تتطهر دخلت في محبة الله وفي حماية الله فأي شيطانٍ سيقترب منك؟ وأي سحرٍ سيؤثر عليك؟ هذا رقم اثنان.
رقم ثلاثة معظمنا يغفل عن موضوع الرقية الشرعية.. الرقية الشرعية ليست مجرد شعوذة كما يُظن.. لأن للأسف الذين اشتغلوا في هذا المجال جعلوها مصدراً للرزق والنصب والاحتيال.. فكثير من الناس أخد فكرة عن هذا الموضوع أنه خزعبلات.. لا.. الرقية الشرعية هي كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام.. أعظم كلام يمكن أن يجري على لسانك هو كلام الله.. {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل:5] {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء:9].
إذاً لسانك هذا يجب أن ينطق كل يوم بالقرآن الكريم وبالأدعية التي علَّمنا إياها النبي عليه الصلاة والسلام يعني سأعطيك مثال أنت عندما تقرأ المعوذتين وتقول: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:1ـ5] طيب أنت بمن عُذت؟ بمن احتميت؟ أعوذ يعني أحتمي.. بمين احتميت؟ بالله.. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1] رب الكون الذي فلق الحب والنوى.. هذا الإله العظيم الذي يتحكم بكل ذرة من ذرات الكون ويتحكم بهؤلاء السحرة أيضاً.. فأنت احتميت به، فهل يضرك شيء وأنت في حماية الله؟ ولكن هنا انتبه معي يجب أن تثق ثقة كاملة بهذا الإله العظيم يعني لا تقرأ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1] وأنت تفكر بأشياء أخرى لا.. يجب أن تلتجأ بقلبك قبل لسانك إلى الله عز وجل يعني قلبك هذا يجب أن يكون مُعلقاً بالله.. واثقاً بالله وأنت تدرك أنك دخلت في حماية الملك سبحانه وتعالى، وهذه القضيَّة مهمة للقضاء على الوساوس لأن معظم من يعانون من وساوس تكون ثقتهم بالله ضعيفة فيحتاج أن يقوي هذه الثقة.. أن يستيّقن أن الله بالفعل يحفظه أن الله بالفعل يحميه وقادرٌ على حمايته.. عندما تتغلب لديك قوة الشيطان على قوة الثقة بالله تصاب بالوسواس.. يتحكم بك الشيطان.. يستحوذ عليك الشيطان.
إذاً الرقية الشرعية هي عبارة عن آيات تقرأها.. والقرآن كله رقية.. ما معنى رقية؟ الرقية هي الحفظ للنفس من الشرور: من شر الشيطان.. من شر الحاسدين.. من شر الناس.. من شر الأمراض.. من شر الفقر.. من كل أنواع الشرور.. كلام الله يحفظك.. كلام الله هو أعظم كلام على الإطلاق وعلى رأس هذه الرقية آية الكرسي كما علمنا إياها النبي عليه الصلاة والسلام الذي أكد أنه لايزال عليك حافظٌ من الله إذا قرأتها في المساء حتى تُصبح.. وإذا قرأتها في الصباح لايزال عليك حافظٌ من الله حتى تُمسي.. فعلى الأقل اقرأ آية الكرسي صباحاً ومساءً بالإضافة إلى المعوذتين والفاتحة وسورة الإخلاص.. هذه أبسط رقية شرعية يجب أن تكون نظام عمل يومي لتحمي نفسك يعني هناك إجراءات نحن عندما رأينا وباء كورونا في الفترة الأخيرة أصبح الكل يلهث وراء الكمامات والأغطية هذه خوفاً من فيروس.. طيب ألا نخاف عذاب الله؟ ألا نأخذ إجراءات نحفظ أنفسنا أولاً من عذاب الله.. ومن شرور الدنيا؟ إذاً الرقية الشرعية مهمة جداً وأيّ دعاء نبوي وكل آيات القرآن هي رقية شرعية على فكرة كي لا يظن أحد أن هذه الآية أقوى من هذه الآية أو هذه أفضل لا القرآن كله كلام الله وكله خير ولكن هناك بعض الآيات مثل: آية الكرسي وسورة الفاتحة التي هي أعظم سورة من القرآن.. سورة ياسين.. سورة الشفاء فهذه السور يكون لها تأثير في نواحي محددة إذا كررها الإنسان ووثق فيها يمكن أن تكون شفاءً وحفظاً له من الشرور إنّ شاء الله.
القضية الرابعة هي قضية الصدقة.. طبعاً أنا وضعت هنا سبع قضايا أحببت أن أذكركم بها مع العلم هناك مئات من القضايا ولكن هذه السبعة التي أنا حسب تجربتي تعطيك حماية يعني يمكن أن نسميها إجراءات السلامة والأمان.. نحن في المصانع والمعامل والشركات وفي الطيران يضعون ما يسمى بإجراءات السلامة الأمان لكي تضمن سلامة من يكون في هذه المُنشئة أو في هذه الطائرة أو في هذا المكان.. طيب أنت ألا تريد إجراءات السلامة تحفظك من شر الشيطان وشر السحر وشر الحسد وهذه الشرور؟ يعني لماذا نغفل هذا الجانب؟ فالصدقة هي برهانٌ ودليلٌ على صدقك مع الله.. أنت لتكون صادقاً مع الله يجب أن تتصدق وأقل أنواع الصدقة.. صدقة مجانية يمكن أن أُسميها هي أن تتبسم في وجه أخيك لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: “وتبسمك بوجه أخيك لك صدقة والكلمة الطيبة صدقة” تكلم بكلمة طيبة مع أهلك.. مع أبناءك.. مع زوجتك.. مع أبويك.. مع جيرانك.. مع كل الناس.. الله تعالى أمرنا أن نُحسن لكل الناس حتى للملحدين {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة:83] المسلم والمؤمن بالله سبحانه وتعالى مثل الريحانة.. مثل يعني شمعة تُضيء للآخرين يستفيد منها كل الناس بغض النظر عن دينه ومعتقده ومذهبه لذلك هذه الصدقة هي دواء.. داووا مرضاكم بالصدقة.. الصدقة يمكن أن تصرف عنك شرور كثيرة.. الله عز وجل كثير من الآيات في القرآن يُؤكد على الصدقة.. يُؤكد على الإنفاق {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة:195] آيات كثيرة وأحاديث كثيرة أيضاً “اتقوا النار ولو بشق تمرة” بنصف تمرة.. إذاً لا تترك نفسك من دون صدقة كل يوم انتبه لموضوع الصدقة لأنه مهم في تيسير الحال الواقف إنّ شاء الله.
القضية الخامسة: صلة الرحم للأسف غفلنا.. اليوم أنت من خلال برنامج واتس أب مثلاً ترسل رسالة إلى أقرباءك كلمة تطمئن بها عليهم، طيب هذه الكلمة هي ماذا؟ هي صلة رحم.. تلفون أحياناً تتحدث مكالمة مدتها ثلاث دقائق تطمئن على قريب لك هذه صلة رحم.. يعني اليوم صلة الرحم مُيسرة ولكن على الرغم من ذلك نحن سبحان الله شغلتنا شواغل العصر هذه الأيام.. طيب صلة الرحم أولاً تُطيل العمر كما أكد النبي عليه الصلاة والسلام وتَطرح البركة في الرزق يعني إذا كان حالك واقف: صل الرحم.. إذا كان حالك واقف من حيث الرزق.. من حيث العمل.. من حيث الزواج.. أيّ شيء متوقف عندك ابحث عن موضوع صلة الرحم.. اجلس واطرح الأسئلة على نفسك.. هل أنا قصرت في حق أحد؟ ربما قطع الرحم أدَّى إلى قطع الحال ووقف الحال.. فبادر بصلة الرحم والله عز وجل تَعهّد أنه سيصل من وصل الرحم وسيقطع من قطعه بحديث النبي عليه الصلاة والسلام والقرآن العظيم كما تعلمون { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء:23] جعل الإحسان إلى الوالدين بعد عبادة الله مباشرةً وبالتالي قضية مهمة جداً قضية صلة الرحم.
القضية السادسة: الدعاء.. كثير منا يمر عليه يوم كامل وهو يلهو يعبث ومنشغل ولا يتذكر الدعاء.. {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر:19] فتجد أنه يلهث وراء شيء للأسف دنيوي وينسى نفسه فقضية الدعاء قضيه مهمة والله أمرنا بذلك يعني أمر إلهي الله سبحانه وتعالى يقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] إذاً الدعاء فرض مفروض علينا.. والدعاء مخ العبادة.. لذلك كل يوم ادعوا.. على الأقل ادعوا بدعاء النبي الذي يجمع لك خيري الدنيا والآخرة: “اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني واجبرني وارفعني” فإذا حقق الله لك ذلك رحمك وحفظك ورفعك وغفر لك ورزقك.. طيب ماذا تريد بعد ذلك؟ إذاً الدعاء مهم جداً.
القضية السابعة والأخيرة أختم بها وهذه للأسف الشديد نادراً ما تجد إنسان يطبقها.. المناجاة بينك وبين الله.. أن تناجي الملك سبحانه وتعالى.. أن تشعر بقرب الله منك الله تعالى يقول: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} [البقرة:186] ويقول أيضاً {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق:16] {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] فهذا الإله العظيم قريب مني جداً.. يسمعني أكثر مما أنا أسمع نفسي ويعلم عني أكثر مما أنا أعلم عن نفسي {رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ} [الإسراء:25] فهذا الإله العظيم عندما تخلو مع نفسك في الليل وبخاصة في وقت السحر وقت إجابة الدعاء الذي يتجلَّى الله فيه على العباد.. يَنزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا في الثُلث الأخير من الليل، طيب الله سبحانه وتعالى أصلاً موجود معنا بعلمه وبقدرته وبحفظه وبكرمه فهذا الوقت يجب أن تشعر أن الله قريب منك جداً فاطلب منه ما تشاء.. قل يا رب أنا حالي واقف يسر لي هذه الحال.. ولكن يجب أن تستيّقن أن الله يسمعك وأن الله قريب منك وأن الله سيستجيب في الوقت الذي هو يراه خيراً لك لأن الشر أحياناً قد يكون من وراءه خير ونحن لا نعلم الله سبحانه وتعالى يقول: { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:216] إذاً أنا ربما أدعو بشيء فيه شر لو استجاب الله بسرعة فالله يُؤخر الإجابة لخيرٍ أنا لا أعلمه سأعلمه في المستقبل.
إذاً الله عز وجل عندما تدعوه وتتقرَّب منه وتُناجيه سبحانه وتعالى والله راحة نفسية يعني أنت عندما تناجي الملك.. وتشعر أنك قريب منه وأنه يسمعك ويراك وهو معك.. وهو قادر أن يحفظك ويُذهب عنك كل شيء هذا الإحساس يكفي.. هذا الإحساس يُزيل عنك هموم الدنيا لذلك هذه القضايا السبعة أرجو ان نهتم بها جميعاً بالإضافة إلى كل تعاليم القرآن وكل تعاليم النبي عليه الصلاة والسلام لنعيش حياة هادئة مطمئنة خالية من المشاكل إنّ شاء الله وتبارك وتعالى.
وآخر دعوانا الحمد الله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبد الدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة
