» منوع

كيف تبدأ بمشروع حفظ القرآن؟ النصيحة 1

ينبغي أن توجه سؤالاً لنفسك قبل أن تبدأ بهذا المشروع: لماذا أحفظ القرآن؟ أول شيء ينبغي أن تحدد هدف: هل لتظهر أمام الناس أنك حافظ؟ هل لتنال جائزة؟ هل لِتُحسن لغتك مثلاً؟ ما هو الهدف؟ ينبغي أن تحدد الهدف…

بسم الله الرحمن الرحيم

أرحب بكم بهذه السلسلة الميَّسرة: كيف تحفظ القرآن من دون معلم؟

سأقدم من خلالها أهم 30 نصيحة للبدء بحفظ القرآن.. ونحن يعني على أبواب هذا الشهر الفضيل.. أتمنى من كل أخ أن يستفيد من هذه النصائح التي أنا استفدت منها شخصياً وحببت إليَّ القرآن.

المشكلة أن معظم الناس الذين يفكرون بحفظ القرآن لا يدركون أهمية وفوائد حفظ هذا القرآن ولا يدركون الأشياء التي ستتغير في دماغنا.. التغير يتم على مستوى الدماغ والقلب وحتى النظام المناعي وسأعدد بعض الدراسات عبر هذه السلسلة إن شاء الله.

الهدف هو أهم شيء.. كل علماء النفس وعلماء البرمجة اللغوية العصبية يجمعون على أن تحديد الهدف له دور مهم في إنجاز العمل ونجاح هذا العمل طبعاً هذا على مستوى أي مشروع تريد أن تقوم به.. طيب ماذا لو كان هذا المشروع يتعلق بالآخرة وبلقاء الله عز وجل؟ ينبغي أن أضع كل ثقلي في هذا المشروع “مشروع حفظ القرآن” أن يكون هذا القرآن في صدري {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49].

إذاً كيف أحفظ هذا القرآن في صدري؟ فيكون شفيعاً لي يوم القيامة ويدافع عني أثناء نزولي إلى القبر بل يكون نوراً لي ويكون سبباً في دخولي الجنة وبنفس الوقت يكون سعادةً لي في هذه الدنيا.. مثال: أنا شخصياً تغيرت حياتي بالكامل بعد حفظ القرآن الكريم.

لذلك دعوني أبدأ بسرعة أهم الأهداف التي ينبغي أن تضعها عندما تريد أن تبدأ بهذا المشروع العظيم:

ينبغي أن توجه سؤالاً لنفسك قبل أن تبدأ بهذا المشروع: لماذا أحفظ القرآن؟ أول شيء ينبغي أن تحدد هدف: هل لتظهر أمام الناس أنك حافظ؟ هل لتنال جائزة؟ هل لِتُحسن لغتك مثلاً؟ ما هو الهدف؟ ينبغي أن تحدد الهدف.

حفظ القرآن بالذات إذا لم يكن الهدف هو ابتغاء مرضاة الله ستفشل حتى لو حفظته سيكون نقمة عليك.. لن تستفيد منه شيئاً.. ستتحول إلى منافق.. لذلك الهدف الصحيح أن يكون حفظك للقرآن هو حباً في الله وابتغاء مرضاته ولتفوز بسعادتي الدنيا والآخرة.

طيب إذا كان هذا هو الهدف: تكون قد قطعت أكثر من نصف الطريق.. انتبه نصف الطريق يمكن أن تقطعه أي بهدف فقط.. تحدد هدف.. إذاً تحديدك لهذا الهدف هو بمثابة نصف طريقك تكون قد اجتزته.. ينبغي أن تحدد هدفاً.

طيب كيف أحدد هدف؟ نجلس بهدوء وبتروي ونبدأ بالتفكير بفوائد حفظ القرآن.. كيف سيغير القرآن حياتي؟ هكذا أنا أسأل: ماذا سأستفيد إذا حفظت هذا القرآن؟ إذا وضعت في دماغي وقلبي أعظم موسوعة علمية وتاريخية وطبية وتشريعية ولغوية وفيه علوم الغيب وعلوم الأولين والآخرين؟ موسوعة عظيمة جداً أعظم موسوعة في الكون ستضعها في قلبك.. ما هي الفوائد؟ فكر قبل أن تبدأ بهذا المشروع.

كيف ستتغير حياتي؟ خُذ مثال عملي أمامك أنا واقف.. القرآن غير حياتي بالكامل كل هذه الأبحاث والدراسات والإعجاز العلمي وكل هذا العمل الذي أكرمني الله به هو بصدق ببركة حفظ القرآن.. البداية معي كانت هي حفظ القرآن العظيم وليس مجرد القراءة وليس مجرد الاستماع وليس مجرد أن أختم القرآن كما يفعل الملايين يختمونه.. ينتهي رمضان بعد رمضان يعود للغش والكذب والنفاق والأذى إلى آخره… لا أنا أريد أن يُحدث القرآن تغيراً شاملاً في كل حياتي والتغيير سيكون نحو الأفضل.. نحو القرب من الله.. نحو معرفة من هو الله سبحانه وتعالى.. يجب أن تعتقد أن الله سيسر لك حفظ القرآن فهو القائل.. انتبهوا هذه الآية ينبغي أن تتأملوها جيداً بسورة القمر التي تكررت كثيراً في السورة: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17] أي فهل من متذكِّر؟ ما معنى للذِّكْر؟ أي لوضعه في الذاكرة.. أي أن تحفظه غيباً مُيَّسر.

لذلك تجد الطفل يحفظ.. الشيخ الكبير يحفظ.. على فكرة الإنسان حتى لو كان عمره سبعين سنة وأكثر يستطيع أن يحفظ القرآن.. لا تصدقوا مقولة: أن حفظ القرآن يجب أن يكون في الصغر أو كذا.. الصحابة الكرام.. سيدنا أبو بكر أو عمر وكل هؤلاء الصحابة الكرام وغيرهم عندما أسلموا هل كانوا أطفالاً؟ منهم من كان شيخاً كبيراً.. منهم من كان شاباً.. منهم من كان في الأربعين أو كان في الخمسين… إذاً هؤلاء كيف حفظوا القرآن وفهموه أفضل فهم ونقلوه لنا؟

إذاً حفظ القرآن تستطيع أن تمارسه في أي وقت وفي أي عمر وفي أي مرحلة عمرية.. المهم أنك تحدد هدفك.

  • سألخص هذه النصيحة الأولى:
  1. حدد هدفك جيداً أنك ستحفظ هذا القرآن ابتغاء وجه الله عز وجل.
  2. ينبغي أن تدرس فوائد حفظ القرآن وتتوقع أن هذا القرآن سيقوم بتغيير مهم جداً في لغتك..

أنا مثال يعني خذوا هذا العبد الفقير: لم أدرس اللغة العربية ولم أقرأ كتباً في اللغة أو القواعد وغير ذلك… يعني أنا بالأصل دراستي كلها في العلوم الحديثة.. الهندسة.. بعض الكتب الطبية.. بعض الكتب فيزيولوجيا.. بعض كتب في علوم الديناميك وغير ذلك الفلك وكذا… ولكن حقيقةً وجدت نفسي بعد حفظ القرآن أنني ليس فقط أتقن اللغة العربية الفصحى بل أرتاح أكثر.. حقيقةً أنا الآن أتحدث معكم ليس من باب تصنع اللغة وليس من باب أنني أقحم نفسي لأتكلم هكذا.. أنا أرتاح أكثر أنا شخصياً أرتاح أكثر بمئات المرات عندما أتكلم باللغة العربية من كلامي باللغة العامية “الركيكة”.. اللغات العامية واللهجات العامية كلها ركيكة ولا تؤدي لمزيد من الفهم.

  • ولذلك أقول: الله عز وجل أعطانا قاعدة قال: إذا أردتم “سأفسر الآية ثم أقولها” أن تصبحوا أكثر عقلاً وإدراكاً وفهماً وفقهاً للأمور ينبغي ماذا؟ ينبغي أن تتعلم اللغة العربية والدليل على ذلك ومن القرآن.. أن تدرك لغة القرآن.. الله تعالى يقول في مطلع سورة يوسف: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2] إذاً هناك علاقة بين اللغة العربية وبين العقل.. حتى إنني لاحظت أن الذي يحفظ القرآن بهدف ويحفظه حباً في القرآن وحباً في الله يصبح لسانه أكثر بياناً.
  • لذلك قال سبحانه وتعالى بلسانٍ عربيٍّ مبين: أفضل ما تكتسبه من القرآن اللسان العربي المبين.. لذلك ينبغي أن تضع هذه الأهداف أمامك.. ينبغي أن تعتقد أن هذا القرآن سيزيد في الرزق.. يزيد في عمل الخير.. يزيدك ثقةً بنفسك لأنك عندما تمتلك لغة قوية مثل لغة القرآن العربية سيصبح لديك قدرة أكبر على التعبير.. على التواصل مع الآخرين.. أن تعبر ما يدور في دماغك.. أن تحل المشاكل من حولك.. قدرة أكبر.. ثقة أكبر بالله.. اكتئاب صفر.. حزن صفر ستصبح حياتك عبرة عن إنسان متفائل فرح همه لقاء الله.
  • لذلك تذكروا قبل أن تبدؤوا بهذا المشروع بل احفظوا هذه الآية: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت:5-6] وأفضل جهاد في هذا العصر هو جهاد القرآن لأن الله سبحانه وتعالى سماه الجهاد الكبير قال سبحانه وتعالى في سورة الفرقان وهي التي نزلت في مكة وقبل فرض الجهاد بالسيف فُرِض الجهاد الكبير.. ما هو الجهاد الكبير؟ الجهاد بالقرآن قال سبحانه وتعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} [الفرقان:52] ما هو الجهاد الكبير؟ سيدنا ابن عباس يقول: كما في تفسير ابن الكثير وغيره “أي بالقرآن”.. جاهدهم به جهاداً كبيراً أي بالقرآن.
  • طيب كيف أجاهد بالقرآن؟ وكيف أوصل معلومات القرآن وأقنع الملحدين والمشككين بصدق هذا القرآن؟

إذاً أنا أحفظ القرآن.

  • إذاً أوكد على أن حفظ القرآن سهل {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17].
  • في اللقاء القادم سنقدم نصيحة مهمة أيضاً للبدء في حفظ القرآن.
  • نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا وإياكم على حفظ كلامه العظيم وأن يجعله نوراً لكم ولنا في الدنيا والآخرة.
  • والسلام عليكم ورحمة الله تبارك وتعالى.

بقلم عبدالدائم الكحيل

يمكنكم مششاهدة هذا الفيديو :

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك