» منوع

تنظيم الوقت والمهام بأسهل طريقة

هذا الوقت هو أول شيء ستُحاسب عليه من الأشياء الأربعة التي أنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم……..

إدارة الوقت.. هذا الوقت هو أول شيء ستُحاسب عليه من الأشياء الأربعة التي أنبأ بها النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربعة: أول شيء: عن عُمرك فيمَ أفنيته؟ هذا الوقت.. هذه النعمة التي وهبك الله إياها.. نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ (الوقت).

لذلك هذا الموضوع مهم جداً لأن معظمنا يُبدد معظم وقته.. نسبة الذين يستثمرون أوقاتهم بشكل فعال قليلة جداً.. للأسف اليوم غير المسلمين هُم من يُطبق تعاليم القرآن في استثمار الوقت للأسف الشديد.. طبعاً بعض تعاليم القرآن مثل الصدق والعدالة وإتقان العمل والصدق في المواعيد والالتزام بالمواصفات القياسية وهذا مبدأ قرآني على فكرة.. ابتعدنا عنه فتَخَلَّفنا كثيراً وأخذ به الغرب وغير الغرب فتقدموا وتطوروا.

اليوم سوف نتحدث عن تقنية مهمة جداً في استثمار وقتك وأنت نائم.. الاكتشاف العلمي الذي حدث مؤخراً يقول: بأن الدماغ يُنظف نفسه من السموم أثناء النوم يعني يستفيد من فترة النوم.. عندما ينام الإنسان وتهدأ أعضاءه فإن هذا الدماغ يبدأ بالعمل بصورة عالية جداً.. يقوم بتنظيم الذكريات.. معالجة المعلومات التي اكتسبها طيلة اليوم.. بتنظيف السموم هذه السموم المتراكمة في الخلايا يُنظفها الدماغ أثناء النوم ويطردها.. هي فترة راحة للجسم ولكنها فترة عمل بالنسبة للدماغ لا يتوقف تماماً مثل القلب.. هل يتوقف قلبك وأنت نائم؟ لا يتوقف يبقى يضخ الدم ولو توقف لمات الإنسان.

لذلك من الاكتشافات المهمة أن دماغك يبقى في حالة عمل أثناء النوم ويعالج المعلومة هذا الاكتشاف الأول.. الاكتشاف الثاني: أن الإنسان عندما ينام تتوقف جميع الحواس مثل اللمس والتذوق والشم.. هناك إنسان قد يموت مختنقاً وهو نائم بسبب رائحة الغاز أو رائحة الحريق ولا يشعر.. لا يتنبه دماغه إلى هذه الرائحة لأن حاسة الشم أو التذوق متوقفة.. حاسة اللمس تتوقف والنظر أيضاً (البصر يتوقف).. تبقى حاسة واحدة هي السمع لا تتوقف.

من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل هذه الحاسة تبقى في حالة عملٍ أثناء النوم لتُنبهنا إلى الأخطار التي ممكن أن تحدق بنا.. يعني مثلاً هناك خطر حدث أثناء النوم في الليل وسمعت أحد يصرخ.. ممكن طفل رضيع سقط على الأرض أو يؤذي نفسه فيصرخ فالأم إذا كانت نائمة مباشرةً تستيقظ لأن دماغها يعمل وبالتالي يقوم الجسم برد فعل ويأخذ إجراءً أنه يستيقظ لإنقاذ هذا الطفل.. فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى أن حاسة السمع تبقى في حالة عمل.

أصبح لدينا إذاً حقيقتين: 1_الدماغ يعمل.. ينظم المعلومات ويرتب الذكريات و2_حاسة السمع تعمل أي أنك وأنت نائم عندما تسمع ذبذبات صوتية فإنها تدخل عبر الأذن إلى الدماغ تتحول إلى إشارات كهربائية.. يبدأ الدماغ بالتعامل معها على أنها معلومات ينبغي أن يقوم بترتيها وتخزينها وتنظيمها ومن هنا اخترعوا تقنية اسمها: التعلم أثناء النوم.. تقنية جميلة جداً يستخدمونها أيضاً في علاج الأطفال.. فهناك عدد من الأطفال المرضى أو الأطفال الذين لديهم بعض الأمراض المزمنة يعالجونها بالموسيقى أثناء النوم.. هذه الترددات الموسيقية تدخل إلى الدماغ فتُحدث نوعاً من التهدئة.. طبعاً الترددات الموسيقية بسيطة جداً عبارة عن نغمات ومع ذلك لها بأثر شفائي.. كيف بكلام الله تبارك وتعالى؟

كلام الله إذا استمعنا إليه بصوت مُقرئ حَسَن الصوت أو عَذب الصوت فيه هذه النغمات أو العلامات التي يتناغم معها الدماغ ويهدأ لسماعها وفيه معاني لغوية وإعجازية وقصص وعِبَر وإعجاز نفسي عظيم جداً تدخل كل هذه المعلومات إلى دماغك بالإضافة إلى ذلك قُلنا هناك قوة شفائية في هذا القرآن.. قوة شفائية غريبة لأنه كلام الله والله أنبأنا عن ذلك عندما قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82].

إذاً ينبغي عليك أيها الإنسان أن تستثمر فترة النوم كل يوم بالاستماع إلى القرآن الكريم.. وأسهل طريقة أن تضع قريباً منك ولكن على بُعد مترين تقريباً جهاز موبايل.. أبسط وسيلة طبعاً تُبعده مترين لتجنب آثار الموجات الكهرطيسية التي يبُثها لأنها تؤثر على دماغ وتشغل صوت القرآن وهناك برامج اليوم تستطيع أن تضع سورة معينة وتكررها.. طبعاً أنا أفعل ذلك تُكرر هذه السورة طيلة فترة النوم.. فتجد أنك أثناء النوم أول شيء (أول فائدة): ليس هناك أحلام مزعجة تتخلص منها.. تنام بسرعة ليس هناك قلق واضطرابات يعني هذا الأسلوب مناسب لعلاج اضطرابات النوم.. الشيء الثالث: أن هذه السورة التي تسمعها أنت الآن وأنت نائم تدخل هذه المعاني إلى دماغك فيقوم الدماغ بمعالجة هذه المعلومات وتخزينها.. مثلاً عندما تسمع آية معينة لِنَقُل مثلاً: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى:19] هذه الآية عندما تسمعها وتكررها.. هذه الآية في سورة الشورى عندما تسمعها وتتكرر هذه السورة وتتكرر هذه المعلومة تدخل إلى الدماغ وتحدث أثراً تشعر بنتيجة هذا الاستماع المتكرر.. تشعر بأن ثقتك برزق الله أصبحت أعلى مع العلم أنك ستستيقظ وأنت لا تتذكر ما الذي حدث.. ربما لا تتذكر ولكن سوف تشعر بثقة أكبر بأن الله هو الذي يرزق {اللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة:212].

{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى:19] لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ تُشعرك بأن الله معك ولطيفٌ بك فتعالج الوساوس والخوف التي يعاني منها بعض الناس.. تعالج خوفك من المستقبل.. يعني مثلاً عندما تسمع إذا كنت تستمع إلى مثلاً سورة يوسف عليه السلام.. سورة عظيمة جداً أنا أنصح بالاستماع لهذه السورة أثناء النوم وبخاصة للأطفال.. عندما تسمع وأنت نائم مع أنك لا تشعر ولا تدرك ماذا تسمع ولكن بداخلك خلايا الدماغ تقوم بالعمل والتنظيم والتفاعل مع كلام الله تبارك وتعالى.. فعندما تسمع قول الله عز وجل على لسان سيدنا يعقوب عندما قال: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف:87].. عندما تستمع هذا النداء كل يوم عدة مرات وأنت نائم {لَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} [يوسف:87] سوف تشعر بقوة غريبة تجعلك تتفاءل وتجعلك أكثر أملاً وتجعلك أكثر قرباً ويقيناً وثقةً بالله عز وجل.

لذلك هذا الأسلوب هو علاج لمشاكلك اليومية.. يعني أنا مثلاً لدي مشاكل طول اليوم.. عندما أستمع إلى القرآن طول الليل أو فترة النوم أستمع إلى القرآن (طيلة فترة النوم) وتدخل هذه الآيات وغيرها {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ} [يونس:107] تُدرك مباشرةً وأنت نائم أن الله إذا أراد لك الخير لن يرده أحد فيطمأن قلبك طيلة اليوم وتستطيع أن تستثمر وقتك بصورة أفضل لأن معظم الذين لا يستطيعون القيام بأعمال مفيدة أثناء النوم فيلجئون إلى مواقع مثل يوتيوب YouTube.. فيسبوك Facebook وغير ذلك… رؤية بعض المقاطع فأنت تضيع جزء كبير من وقتك خلال النهار وأنت تشعر أنك غير قادر على أن تشاهد الفيديوهات العلمية أو الإيمانية أو أن تستمع للقرآن خلال النهار أو أن تتدبر القرآن أو أن تأخذ معلومات مفيدة تطور بها آياتك ودماغك وتطور بها مستواك الثقافي.

ما الذي يجعلك عاجزاً عن تعلم وزيارة المواقع المفيدة فتلجأ إلى هذه المواقع السهلة التي لا تحتاج إلى تفكير كثير؟ العملية بسيطة الذي يجعلك تفعل ذلك أنك في داخلك غير مطمئن لديك مخاوف.. لديك هموم.. لديك مشاكل لا تجد لها حلاً فتجد نفسك أنك تلجأ إلى هذه الوسائل لحرق الوقت.. وهذا أخطر شيء أن كثير من الناس يقومون بحرق أوقاتهم.. فأنت عندما تقوم بحرق هذا الوقت له أسباب.. هذه الظاهرة لها أسباب.. الشعور بالملل.. بالضيق.. بالهم.. بالحزن أحياناً.. بالاكتئاب.. فقدان الثقة من كل شيء.. فقدان الثقة من الله عز وجل.

لذلك أقول دائماً: إن استماعك للقرآن أثناء النوم له مفعول السحر.. هذا الكلام الذي يدخل إلى دماغك يعطيك طمأنينة الله تعالى يقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] فأنت عندما تضمن أن قلبك مطمئن.. ثقتك بالله عالية جداً تريد أن تقوم بأعمال الخير والبر لأن هذه الدنيا قصيرة.. هذا هو تأثير القرآن عليك من دون أن تشعر حتى وأنت نائم.. تريد أن تقوم بالدعوة إلى الله.. تريد أن تقوم بعمل صالح لكي تلقى به الله عز وجل {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:98-88] فتجد أن وقتك أصبح أمامك متاحاً والهموم زالت والطمأنينة والسكينة ملأت حياتك وبدأت بالإنتاج.

إذاً المعادلة بسيطة إذا أردت أن تطمأن وتستثمر وقتك في النهار.. استثمر نومك من خلال الاستماع إلى سورة محددة من سور القرآن تُكررها طوال فترة نومك سواءً بالنهار او بالليل.

ملخص : أول شيء: أن فترة النوم مهمة جداً.. فترة الإفطار أو الغذاء أو العشاء أو الزمن الذي يضيعه الإنسان على أعماله اليومية أو الاعتيادية أو أثناء العمل أو في مثلاً السيارة أثناء ذهابه إلى العمل أو دراسة أو كذا يضيع وقت كبير جداً.. هذا الوقت إذا تم استثماره بالاستماع إلى القرآن.. فقط الاستماع وتحاول أن تستمع بخشوع ليس مجرد أن تلهو وتترك القرآن يعمل.. لا أن تستمع بخشوع.. أن تركز مع كلام الله تبارك وتعالى.. الحقيقة النتيجة مؤكدة مئة بالمئة وهذا عن تجربة طبعاً: أن حياتك كلها ستتغير بمجرد أن تستمع إلى القرآن يعني الآن هناك الكثير من البيوت فيها مشاكل.. مشاكل الأسرية (مشاكل عامة) جربوا هذا الأسلوب البسيط.. حاول أن تضع صوت القرآن ليلاً ونهاراً في هذا البيت فقط حيث أنك تستمع وأنت نائم أو وأنت جالس أو وأنت بكل أحوالك.. ستجد بالفعل أن الحياة تغيرت لأن الملائكة تحضر لتستمع الذِكر.. ملائكة الله تبارك وتعالى يأتون (يتتبعون) مواضع الذِكر.. وهذا الصوت (صوت القرآن) عندما يعمل في هذا البيت فهذا سبب لحضور الملائكة وطرد الشياطين.. وبالتالي بالإضافة للفوائد التي ستجنيها أنت.. أيضاً سوف تبعد الشيطان عن حياتك وبيتك.. والشيطان معروف أنه يحاول أن يضيع وقتك {لَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ...} [النساء:119].. تعَّهد بإغواء البشر.. كيف يغوي البشر؟ من خلال جعلهم يضيعون أوقاتهم في أشياء تافهة.

وأخيراً أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بهذه المعلومات وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


بقلم عبدالدائم الكحيل

 

يمكنكم مشاهدة هذه الحلقة

تحميل كتب الإعجاز العلمي

صفحتنا الجديدة على فيس بوك