دائماً العلم هو الذي يؤدي بك إلى التطور.. إلى النهضة الحضارية والتكنولوجية والفكرية إلى آخره… والعدل هو الذي يضبط لك الأمور لتبقى مستقرة.. فإذا اختلَّى العلم وساد الجهل تنهار هذه الحضارة.. إذا اختلَّى ميزان العدل وانتشر الظلم والفساد أيضاً تنهار ولو كان العلم قائماً…
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك ميزانين في أي حضارة إذا كان هذين أو هذان الميزانان قائمان فإن هذه الحضارة تبقى مستمرة وتتطور وتزدهر.. إذا اختلَّى أحد هذين الميزانين سوف تنهار هذه الحضارة: العلم والعدل.
دائماً العلم هو الذي يؤدي بك إلى التطور.. إلى النهضة الحضارية والتكنولوجية والفكرية إلى آخره… والعدل هو الذي يضبط لك الأمور لتبقى مستقرة.. فإذا اختلَّى العلم وساد الجهل تنهار هذه الحضارة.. إذا اختلَّى ميزان العدل وانتشر الظلم والفساد أيضاً تنهار ولو كان العلم قائماً.. إذاً لابد من قيام هذين العامودين.
الحقيقة أحببت اليوم أن أبث إليكم خاطرة يعني حول أول كلمة وآخر كلمة نزلت من القرآن.. طبعاً دائماً أول لكلمة في أي كتاب لها معاني وآخر كلمة أيضاً.. بماذا بدأ الله رسالة الإسلام؟ ما هي أول كلمة نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام؟ إنها كلمة لها علاقة بالعلم.. ما هي آخر كلمة نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام؟ كلمة لها علاقة بالعدل.. العلم والعدل سبحان الله.. كأن الله يريد أن يقول لك: أن هذا القرآن متوازن وأنه يقوم على العلم والعدل فحياتك ينبغي أن تقوم على العلم والعدل.
أول كلمة نزلت هي: {اقْرَأْ} [العلق:1] والقراءة هي مفتاح العلم.. من دون قراءة لا تستطيع أن تتعلم شيئاً.. {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1-5] أول نص نزل من القرآن فيه إعجاز علمي.. {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق:2] هذا الجنين الصغير الذي هو عبارة عن نطفة ملقحة أو بويضة ملقحة بالنطفة.. هذه الكتلة من الخلايا إذا لم تتمكن من التعلق بجدار الرحم سوف يفشل الحمل.. لن يكون هناك إنسان أصلاً.. لن يكون هناك جنين.. فأخطر مرحلة من مراحل الجنين هي مرحلة العلقة وسُميت بالعلقة أو العلق لأن هذه العلقة تتعلق بجدار الرحم لِتتغذى عليه ويبدأ الجنين بالنمو لأنها تكون كتلة من الخلايا فقط.
إذاً في أول نص نزل من القرآن هناك علم وإعجاز علمي.
آخر نص أو آخر آية نزلت من القرآن في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا} [البقرة:281].. انظروا معي أول نص يأخذك باتجاه العلم.. باتجاه الخلق.. باتجاه الدنيا.. آخر آية نزلت: {وَاتَّقُوا يَوْمًا} [البقرة:281] تأخذك باتجاه الآخرة لأن هذا الكتاب هو كتاب للدنيا وللآخرة وقلنا إن كلمة الدنيا وردت في القرآن 115 مرة وكلمة الآخرة وردت 115 مرة “نفس العدد” توازن.. فآخر آية نزلت من القرآن {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].. آخر كلمة خُتمت بها هذه الرسالة القرآنية {لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281] ماذا يعني؟ العدل.
إذاً القرآن بدأ بالعلم وانتهى بالعدل ليقول لك: إن هذا الدين قائم على العلم والعدل.. فإذا تمسكت بهذا الدين لابد أن تصل إلى العلم وإلى العدل معاً وإذا تركت هذا الدين لن تحصل على العلم ولا على العدل.. يعني حتى العلم الذي ستحصل عليه هو علم وهمي لن يغني عنك من الله شيئاً.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا وأن ينفعنا بعلوم القرآن.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :
