حديث استوقفني.. الحقيقة هذا الحديث أنا شخصياً أرتاح له.. يريحك جداً.. يأخذك لعالم الآخرة.. يأخذك لموقف تقفه أمام الله.. موقف جميل جداً..
بسم الله الرحمن الرحيم..
دعوني أقرأ الحديث أولاً ثم نتدبر ونتأمَّل.. النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(إنَّ الله يدني المؤمن فيضع كنفه عليه ويستره فيقول: أتعر ف ذنب كذا فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرَّره بذنوبه ورأى في نفسه أنه هلك قال سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب حسناته).
انظر أخي الحبيب كيف أنَّ الله سيوقفك هذا الموقف.. كل واحد منَّا سيقف.. وسيستر ك بكنفه يعني “بينك وبينه”..هذا الخطاب سيكون بينك وبين الله..
لا يسمعه مَلَك ولا بشر ولا أهلك ولا فُلان ولا أحد من المخلوقات.. يضعك الله في كنفه ويسترك من المخلوقات والملائكة والناس.. ويخاطبك ويذكِّرك.. هل تذكر يوم فعلت هذا الذنب؟ طبعاً.. المتكلم هو الله سبحانه وتعالى والمخاطب هو العبد الضعيف الذي لا يملك من أمره شيئاً.. فيقول: أيّ رب نعم.. أتذكر ذنب كذا؟.. نعم.. أتذكر ذنب كذا؟.. نعم.. حتى يصل هذا العبد إلى مرحلة يظنُّ أنه هلك.. النبي عليه الصلاة والسلام يقول: كل ابن آدم خطَّاء.. يعني لو أمسكت أي إنسان اليوم ورأيت كم ذنباً ارتكب.. ربَّما تكون كارثة! لأننا مُكبَّلون بالأخطاء.. طوال اليوم نخطئ.. طوال اليوم..
فانظر خلال سنوات.. خلال ستين سبعين سنة مثلاً.. خلال عمره ستعيشه.. كم مليون خطأ سيذكِّرك الله بها جميعاً وأنت تقف في ستر الله.. وفي كنف الله.. وأنت في أقصى درجات الضَّعف.. وأنت تقرر ذنوبك كاملةً تعترف بها وهنا الله عز وجل برحمته يقول لك لقد سترتها عليك في الدنيا.. لم أكن لأسترك في الدنيا وأفضحك الآن.. واليوم أغفرها لك.. هذه اللحظة عندما تعيشها ستشعر بسعادة لا أستطيع أن أحدِّثك عنها فلا يستطيع أي إنسان أن يحدثك عن حجم السعادة إلا من كان في هذا الموقف.. بعد أن يعتقد الإنسان أنه هلك وانتهى وأنه ذاهبٌ إلى النار والعياذ بالله.. وأنَّ ذنوبه كلها ظهرت أمام الله.. لا يخفى عليه شيء..
فيأتيك الفرج ويمحو الله هذه الذنوب يسترها أولا ثمَِّ يمحوها فيغفرها ثمَّ يعطيك كتاب حسناتك.. يعطيك الكتاب كلُّه حسنات من فرحة الإنسان في تلك اللحظة.. أنَّه من شدة فرحه يأخذ كتابه بيمينه {فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة 20-21-22-23-24].
هذا الموقف أخي الحبيب فعلاً يعني إله سيغفر لي كل هذه الأخطاء.. كل الذنوب التي سترها الله في الدنيا سيغفرها يوم القيامة.. والله هذا إله عظيم جداً.. هذا الإله.. يعني نحن لا نستطيع أن نفعل أي شيء سوى أن نقول يارب.. ليس بيدنا أي شيء..
{وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف-156] هذه الرحمة لا مثيل لها.. كلُّ الرحمة الموجودة على الأرض التي تتراحم بها البهائم والأمهات والمخلوقات والكائنات إلى يوم القيامة هي واحد بالمئة فقط!
وتسعة وتسعين بالمئة من الرحمة لازالت عند الله يخبِّئها ليوم القيامة ليرحمها بك..
لذلك هذه الدعوة هنا للإخوة الملحدين..
إخوتنا في الإنسانية.. أنت كملحد كيف تعيش؟ أتساءل..؟ الذي لا يؤمن باليوم الآخر ولا يؤمن بالله سبحانه وتعالى.. كيف تستطيع أن تعيش بدون هذا الإحساس.. إحساسك بوجود إله عظيم ستقف أمامه سيغفر لك كل شيء.. إذاً هذا الإحساس كم ثمنه؟!
هذا إحساس رائع يجعلني سعيداً في الدنيا جداً.. أنا العبد التافه الفقير الضعيف لا قيمة لي.. هذا الإنسان الذي تصوره نظرية التطور وعلماء اليوم على أنه كائن جاء من قرد وسيعيش ويموت ويتحول إلى تراب وليس له أي قيمة.. انظر العلم التجريبي اليوم جعل من الإنسان مخلوق لا قيمة له.. ليس له هدف وليس له أي قيمة مثله كمثل القرود يموت ويحيا وانتهى الأمر..
بينما الإسلام جعل لك قيمة كبرى..
الله عز وجل خالق الكون.. خالق هذا الملك العظيم.. مالك الملك..
أنت ستقف أمامه -أنت الضعيف-.. ستقف أمام الملك سبحانه وتعالى.. ويسترك بكنفه لأنه يحبك..
كما أنت تمسك بابنك وتأخذه وتغلق الباب لكي لا يراه الناس وتقول يا بنيَّ أنت أخطأت هنا وهنا أخطأت وتخاف أن يسمعك الناس أو أحد يؤذي ابنك من شدة محبتك له ولله المثل الأعلى نتحدث كبشر.. يوم القيامة الله أكثر حبَّاً لك من أبيك وأمك ومن الناس جميعاً..
هو يحبك لدرجة أنه لا يريد أن يزعجك بأن يطَّلع أحد على هذا الذنب.. سبحان الله..
لذلك يسترك بكنفه ويحيطك برعايته ويقول لك أتذكر..؟ أتذكر..؟ أتذكر..؟ ثمَّ يغفر لك هذه الذنوب ويمحوها تماماً.. ويعطيك كتاب كله حسنات.. الكلام الطيب الذي قلته.. لذلك أنت تفتخر أمام النَّاس ولكن لو كان فيه هذه الكوارث لكنت خبَّأته..
هاؤم اقرؤوا كتابي.. أنا ليس لديَّ ذنوب.. مع العلم أنَّ الله هو الذي ستر هذه الذنوب ومحاها وغفرها لك.. نسأل الله عزَّ وجل أن يغفر لنا هذه الذنوب وأن يسترنا في الدنيا والآخرى.. هناك كنوز نبوية معظمنا غافل عنها.. بعض النَّاس المساكين يشكِّكون بسنَّة النَّبي .. أنا أقول حُرِموا هذه الكنوز.. يشككون بهذه الكنوز يقولون لا نريد السُّنة لا نريد كذا.. هو مسكين لأنه حُرم.. وللأسف هناك مَن يتأثر به ويتَّبعه وهذا أيضاً محروم..
لذلك أدعوكم لهذه الكنوز أن تستفيدوا منها لأنها ستغيِّر حياتكم كما غيرت حياتي.. وستعيشون حياة مليئة بالطمأنينة والهدوء والفرح والسرور برحمة الله سبحانه وتعالى..
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وهو خيرٌ ممَّا يجمعون..
وآخر دعوانا أن الحمدلله ربِّ العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بقلم عبدالدائم الكحيل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو :